"حقوق الإنسان": حريق سجن الأحساء سببه مشادة بين موقوفين تطورت إلى فوضى وحالة من الشغب

"حقوق الإنسان": حريق سجن الأحساء سببه مشادة بين موقوفين تطورت إلى فوضى وحالة من الشغب

كشف تقرير وفد هيئة حقوق الإنسان، الذي زار سجن الأحساء العام في المنطقة الشرقية، أسباب الحريق الذي وقع فيه. وبين التقرير، أن السبب يعود في أساسه إلى مشادة كلامية بين شخصين، أدت في ما بعد إلى حدوث مضاربة جماعية وحالة من الفوضى والشغب.
وزاد التقرير "رغم محاولات التهدئة من أفراد الحراسات، إلا أن السجناء رفضوا الانصياع للتعليمات، وبدأوا في إشعال البطانيات والممتلكات التي بحوزتهم، ما استوجب تدخل قوات الدفاع المدني التي تم استدعاؤها قبل حدوث الحريق".
وأشاد التقرير بالخطة المحكمة لإدارة السجن بإخراج السجناء من العنبر رغم انتشار الحريق بصورة سريعة.
أوضح ذلك الدكتور زهير الحارثي عضو مجلس الهيئة والمتحدث الرسمي، مبينا أن وفدا من هيئة حقوق الإنسان تفقد سجن الأحساء العام، للوقوف على أسباب وتداعيات حادثة الحريق وما نتج عنه من وفيات وإصابات.
وأشار الحارثي إلى أن الوفد ضم الدكتور منصور القطري مشرف فرع المنطقة الشرقية والإخصائي القانوني إبراهيم العسيري، حيث التقوا المسؤولين الذين قدموا كل التسهيلات لإنجاز مهمة الوفد.
وأوضح الدكتور الحارثي أن التقرير تم رفعه إلى رئيس الهيئة، وتضمن سردا لأحداث الواقعة ومسبباتها ونتائجها.
وأشار الحارثي إلى أن التقرير تضمن محاولات للهروب من قبل بعض السجناء، إلا أنها باءت بالفشل كون البوابات الخارجية تم تطويقها بإعداد من قوات الأمن الداخلي.
واستطرد أن الحريق في عنبر(1) نتج عنه حدوث سبع وفيات (ستة سعوديين وواحد سوري) وثماني إصابات منهم (ستة سعوديين وسوري وباكستاني)، مشيرا إلى أن رئيس وأعضاء مجلس الهيئة يشعرون بالأسف لما حدث، ويتقدمون لأهالي المتوفين بالتعازي الحارة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن التقرير تضمن أن مبنى السجن متقادم حيث أُنشئ قبل أربعة عقود رغم خضوعه لصيانة دائمة، كما إن الطاقة الاستيعابية للسجن لا تتناسب مطلقا مع أعداد النزلاء، فضلا عن أنه لا يوجد فرز للمحكوم عليهم استنادا إلى قضاياهم الجنائية (التصنيف الجنائي)،ناهيك عن أهمية وجود قوات طوارئ في المنطقة للتدخل وقت الضرورة.
واختتم الدكتور الحارثي، أن هنالك تواصل دائم بين رئيس الهيئة ومدير عام السجون، وأن الهيئة على اطلاع على خطة المديرية العامة للسجون لبناء إصلاحيات جديدة في مدن المملكة ومنها الاحتساء، مما يعني تفادي تكرار هذه الحوادث المأساوية مستقبلا. ولفت إلى أنه بالإمكان معالجة تكدس السجون بالنزلاء، باستخدام العقوبات البديلة للسجن والتي سبق أن طالب بها المجلس الأعلى للسجون، مضيفا أن الأخذ ببدائل عقوبة السجن المالية والبدنية والاجتماعية المقيدة للحرية ستكون لها انعكاسات نفسية واجتماعية على من ستطبق بحقهم هذه الأحكام. وأشار إلى أن مجلس الهيئة سبق أن أوصى بالأخذ بالعقوبات البديلة لما لها من دور فاعل في التأثير في المحكومين مما يسهل إصلاحهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع، فضلا عن تخفيف الأعباء عن السجون.
يذكر أن سجن الأحساء تعرض الأحد الماضي إلى حريق نتج عنه إصابة 19 شخصا ووفاة سبعة، حيث تم إخلاء السجن من جميع السجناء، فيما تم نقل المصابين والوفيات بواسطة الهلال الأحمر السعودي إلى مستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير سعود بن جلوي ومستشفى المانع، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على الحريق فور وقوعه.

الأكثر قراءة