شح مياه آبار جدة يثير أزمة.. والمصانع تشتري حصص المواطنين من "المحلاة"
أثار شح المياه في جدة أزمة في نحو 200 مصنع لتعبئة مياه الشرب، الأمر الذي دفع بعضها إلى شراء حصص المواطنين من مياه التحلية وسط سوق سوداء يقوم بها أصحاب الوايتات، بعد الخروج من مراكز التعبئة الرسمية في تحلية المياه, فيما لجأت مصانع أخرى إلى شراء المياه من شركات التحلية الخاصة.
تأتي هذه الأزمة بعد نضوب مياه الآبار الجوفية التي كان يعتمد عليها سابقا, مع تأخر هطل الأمطار.
واعتبر أصحاب المصانع أن شراء المياه من شركات التحلية الخاصة بأسعار مرتفعة زيادة في تكاليف الإنتاج يشكل عامل ضغط جديدا عليهم في ظل ارتفاع أسعار المواد المساندة لتنقية المياه.
ووفقا لمصدر مسؤول في فرع وزارة المياه فإن عددا من مصانع تعبئة المياه توجد في المباني السكنية، وبالتالي فإنها تسحب كميات من المياه المحلاة المخصصة للمواطنين، التي تحظى بدعم من الدولة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الرقابة مستمرة لمواجهة هذه الظاهرة بالتعاون مع أمانة جدة التي تخضع مصانع التعبئة لشروط تمنعها من استخدام مياه التحلية والاعتماد على مياه الآبار أو التحلية الخاصة التابعة للشركات.
ويرى مشهور حابس أحد ملاك مصانع المياه في جدة، أن مشكلة المياه تكمن في توافر المياه الخام ومعالجتها، فمعظم الآبار المحيطة بمدينة جدة جفت ونضبت، بسبب عدم هطل الأمطار في المناطق المحيطة بها مثل الجموم والطائف، ما يجعل هذه المياه غير صالحة للاستهلاك، بسبب انخفاض مستويات المياه وبالتالي ارتفاع مواد الأملاح والتلوث ويصعب عملية المعالجة، ونزول الأمطار يحسن من مواصفات هذه المياه، ما اضطرنا لأن نعتمد في جزء كبير على مياه التحلية التي نقوم بإعادة معالجتها حتى تطابق مواصفات الجودة العالية للمياه. وتتضاعف المشكلة في فصل الصيف بسبب انخفاض المياه وزيادة الطلب عليها، إضافة إلى الاستهلاك الكبير من المياه للمصانع، خصوصا مصانع الأغذية والمخابز.
وكشفت جولة لـ "الاقتصادية" عن وجود محطات مياه صغيرة مخالفة تعمل على منافسة المصانع بتخفيض الأسعار، لا تتبع قواعد الجودة في المواصفات القياسية في خلو المياه التام من الميكروبات والفيروسات، كونها لا تتحمل مصروفات إنشاء التجهيزات كافة بمكائن التعقيم والفلترة وتشغيل الخبراء.