ثرمداء: مواطن يعيد تأهيل مسجد منذ عهد الدولة السعودية الثانية

ثرمداء: مواطن يعيد تأهيل مسجد منذ عهد الدولة السعودية الثانية

جدد أحد المواطنين في مدينة ثرمداء, 170كم غرب العاصمة الرياض, واحدا من أقدم المساجد فيها، حيث قام المواطن خالد بن محمد بن عبد الكريم الشعلان بإعادة الأجزاء المتهالكة من المسجد التي تسببت فيها الأمطار بعدما انتقل أهل المدينة إلى المنازل الحديثة، وكذلك أعاد ما يعرف عند أهل نجد "بالمسقاة", التي يتخذها المصلون مكانا للوضوء باستخدامهم ما يعرف في تلك المنطقة "بالقرو" وهو عبارة عن قطعة من الصخر منحوتة بشكل مربع ومجوفة وفيها عدد من الفتحات غالبا ثلاث فتحات تكون في جوانب التجويف بحيث يتمكن مرتادو المسجد من الوضوء بواسطة هذه الفتحات، كما وضع "الزير" وهو إناء يستعمل لتبريد المياه. وعن سبب الذي دفعه المواطن للقيام بهذا العمل علق الشعلان: هذا المسجد يمثل جزءا من تاريخ هذه المدينة, وجزء مهم من حياة جدي عبد الكريم الشعلان رحمه الله التي قضاها في هذا المسجد مؤذنا قرابة 30 عاما، وأضاف قائلا: هذا العمل نابع من حبي لهذه المدينة وللحفاظ على تاريخها وماضيها ومواصلة لجهود والدي محمد. وعن تاريخ المسجد بين المؤرخ الشيخ سليمان الدخيل أن هذا المسجد يعود لزمن طويل، ولا يعرف له تاريخ محدد ولكن الروايات تقول إن الإمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية رحمه الله أثناء مروره على ثرمداء حينها كان المسجد صغيرا، فاشترى المنازل المجاورة وقام بتوسعته، ومن ثم أعيد بناؤه في عصر الملك سعود رحم الله الجميع. و بين الدخيل أن ما يقوم به الشعلان من جهود للحفاظ على هذا المسجد وتاريخه عمل يشكر عليه، فأصبح كثير من زوار المدينة ومن خارجها يقصدونه للصلاة فيه، وفي الوقت نفسه فرصة للجيل الجديد للتعرف على تاريخ وماضي الآباء، وطالب الدخيل بتأمين الكهرباء للمسجد وكذلك تعيين مؤذن له. من جانب آخر أثنى عدد من شباب مدينة ثرمداء على هذه الجهود التي تجعلهم على تواصل مع الماضي، فيقول عبد الله الدخيل: ما شاهدته في هذا المكان من تاريخ وماض وكيف كان الآباء يعيشون وطرق استخدام الأدوات المستقاة من البيئة جعلني أفكر كثيرا في النعمة التي نحن فيها الآن، أما أحمد الغانم فيقول: أصبح هذا المسجد عامرا يقصده المصلون بعدما هجر فترة من الزمن فكم نتمنى أن تعاد الحياة في كثير من المواقع المشابهة لهذا المسجد.

الأكثر قراءة