كراسي البحث .. التحدي والطموح

كراسي البحث .. التحدي والطموح

كراسي البحث .. التحدي والطموح

كراسي البحث العلمية ليست لعبة كراسي، أو أحجية لراو من الرواة من على كرسي الحكواتي، لا يعرف الكثير من عامة المجتمع شيئا عن كراسي البحث العلمية، والبعض يأخذها من مدلولات الجملة نفسها هذا كرسي وهذا بحث علمي، ويفسرها كل منهم بما يناسب رؤيته حسب المعطيات المتوافرة بذهنه. وآخرون يعرفون من خلال الوسائل الإعلامية المقروءة منها والمسموعة والمرئية من أو لأخبار للأنه مشروع علمي يشارك فيه فرد أو مجموعة، ليس بالضرورة أن يمثلوا أنفسهم فقط، بل يمكن أن يمثلوا قطاعاتهم؛ وأنا واحد ممن هداه تفكيره لهذا التعريف.
والذي دفعني لطرح هذا الموضوع تساؤلات الكثير ممن التقيت بهم من أقربائي ومعارفي في مناسبات متفرقة عن كراسي البحث، يودون معرفة معناها وما وظيفتها؟ وما فائدتنا منها؟ وأسئلة عديدة أقف عاجزا حائرا عن إيفائها بالردود المناسبة!.
وبالبحث والتقصي يوجد تعريف في موقع جامعة الملك سعود الإلكتروني يوضح من خلال محتواه الذي أظهره الرابط تحت عنوان برامج كراسي البحث تعريفا أرى أنه يوفي بمعلوماته البسيطة جزءا من حاجتنا، حيث تضمن مطلع النص توضيحا للأهداف التي أنشئ من أجلها كراسي البحث، حيث أوجزت وصفها كما يلي: برنامج "كراسي البحث" هو برنامج يهدف إلى تحقيق التميز في مجال البحث والتطوير واقتصاديات المعرفة بما يساهم في تبوء المملكة مكانة عالمية متميزة في الإبداع والابتكار، فضلا عن تعزيز الشراكة المجتمعية. ومن ثم عادت وعرجت إلى المعنى أو التعريف الصريح لهذا المصطلح وفيه نقرأ: ويقصد بكرسي البحث بأنه مرتبة علمية تسند لباحث متميز في مجال تخصصه على الصعيدين الوطني والدولي ويزخر رصيده البحثي بمساهمات نوعية وكمية عالية في مجال الاختصاص. مدة كرسي البحث في الجامعة أربع سنوات من تاريخ إنشائه ويجوز تمديد مدة عمل الكرسي لفترات أخرى.
ولك أخي القارئ أينما كنت فمشاريع الكراسي البحثية وعلى الرغم من أنها ليست حديثة عهد في السعودية لكنها أخذت تتزايد أعدادها ما بين الجامعات والكليات والمؤسسات العلمية وتوزعت مهامها وفق رؤية تحقق الفائدة المنشودة وبما يعكس نتائجها الإيجابية على المجتمع في بلادنا، وذلك بالتالي سيحقق الطموح والحلم لمستقبل رغد ومثالي في كافة مناحي الحياة. فهناك كراسي بحث تتناول مواضيع حيوية وغاية في الأهمية منها على سبيل المثال لا الحصر ما يعنى في: الأمن الفكري، الطب والأدوية، المياه والطاقة، الزراعة، الاتصالات والتقنية، الاقتصاد، البيئة، الفضاء وغير ذلك مما يهم ويمس حياة الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر.
ويؤلمني قراءتي في بعض المنتديات على الإنترنت أو تعليقات البعض في المجالس لتقليلها من أهمية هذه الكراسي ومناشدتهم إلى تحويل ميزانياتها أو أموال الدعم لها إلى ما هو أنفع - من وجهة نظرهم – وليتهم يعلمون أن الخير كل الخير في هذه المشاريع البحثية التي لطالما تمنيناها، ووهبنا الله الأسباب الكاملة لتحقيقها وفي مقدمتها دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز؛ فكان مجموعة متنوعة من برامج الكراسي البحثية، وشارك في تأسيس وتمويل عدد منها رجال مخلصون أعطوا بسخاء فاق ما هو مأمول!؛ جزاهم الله ألف خير عما بذلوا.
ونرجو الله وندعوه أن يسدد جهود الجهات المعنية بهذه البرامج وأن يوفقهم في مساعيهم, ونتطلع أن تؤسس لجان وطنية لمتابعة أعمال هذه البرامج للمساندة والدعم والمتابعة، وتنظيم حملات توعوية وورش عمل وندوات للتعريف ببرامج كراسي البحث وأهميتها وعرض تجارب ناجحة في هذا المضمار حتى تتحقق النتائج المأمول الوصول لها من كراسي البحث.

[email protected]

الأكثر قراءة