سعودي يتحدى الإعاقة ويشرف على 12 فنيا
لم تمنع الإعاقة صالح المحيميد من ممارسته العمل المهني في الورشة التي يمتلكها لصيانة السيارات وسط بريدة، حيث يعمل صالح بيده أحيانا مع 12 فنيا إلى جانب أربعة من السعوديين الذي يعملون تحت إدارته.
ويوجد صالح بكرسيه المتحرك دوما وعلى فترتين صباحية ومسائية يشرف على جميع السيارات التي تدخل الورشة ويفاوض زبائنه بنفسه. وبحسب أحد الذين تعاملوا معه ذكر أنه لن يصلح سيارته إلا في ورشة صالح نظير احترامه الكبير لما يقوم به من جهد وتعب في سبيل إرضاء الزبون حتى وهو يرى نظرات الاستغراب في أعين زبائنه ودوما كان السؤال الذي يواجهه صالح أين صاحب الورشة أو أين المدير يقول صالح أسمع الدعوات والتشجيع ومعها نظرات الاستغراب.
أسس صالح ورشته قبل ثلاث سنوات برأسمال لا يتجاوز 150 ألف ريال لينطلق العمل ليصل إلى مستوى متطور حيث أصبحت للورشة سمعة جيدة يحكي بها كل من زاره.
ويقول صالح المحيميد إنه يود توجيه رسالة إلى العاطلين عن العمل من الأصحاء كما أنه يبثها إلى إخوانه ذوي الاحتياجات الخاصة بالتفكير في العمل وإيجاد الفرص مهما صغرت.
ويشير المحيميد إلى أن لذوي الاحتياجات الخاصة اجتماع شهري في بريدة، مبينا أنه دوما يقول لهم في تلك الاجتماعات اجعلوا أيديكم هي المنفقة لا تكون أيديكم دوما تطلب المساعدة والعون خصوصا أن منهم ممن يمتلك موهبة يستطيع أن يجعلها تدر عليه دخلا ويصبح مكتفيا، كما أنه يشير لهم أن الإعاقة ليس معناه الجلوس في المنزل وانتظار الإحسان والعون من الناس بل يجب أن نستغلها في العمل. وبين المحيميد أن مما يحزنه وجود أشخاص عاطلين عن العمل ليس من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن من الأصحاء، حيث يقول "أحزن كثيرا وأنا أرى العاطلين عن العمل وأرى إلى جانب ذلك عددا من العمالة الوافدة تسيطر على الورش وعلى مصالح كثيرة"، فهو يرى أن العمل تخلقه الحاجة إلى العمل هناك الكثير من المجالات تحتاج إلى يد عاملة سعودية.
ويكمل المحيميد قصته مشيرا إلى أنه جاءته وظيفة حكومية خصوصا أنه يحمل بكالوريوس لغة عربية ولكنه يفضل العمل الحر، مبينا أنه اكتسب خبرة الميكانيكا وصيانة السيارات من والده حيث كان يدرس صباحا ويجلس في ورشة يمتلكها والده عصرا حتى عرف أسرار المهنة وفتح مجمع لصيانة السيارات تحت إدارته بكامله ويشرف على جميع السيارات التي يتم صيانتها بالمركز لديه.
ويختتم صالح المحيميد حديثه لـ "الاقتصادية" أنه عمله يحتسبه لله خصوصا أن بعض السعوديين يقف بسياراته وهو لا يعرف كيف سيتم إصلاحها وهنا يأتي دور الأمانة في احتساب قيمة الإصلاح وهذا ما يشعره بالحزن خصوصا وهو يرى التلاعب في الأسعار والغش في إصلاح السيارات في كثير من الورش.