النفط يناور حول 120 دولارا رغم ارتفاع الدولار

النفط يناور حول 120 دولارا رغم ارتفاع الدولار

النفط يناور حول 120 دولارا رغم ارتفاع الدولار

ارتفع النفط إلى مستوى قياسي جديد قرب 120 دولارا للبرميل أمس، تدعمه مجموعة من العوامل من بينها إضراب في مصفاة بريطانية
وتعثر الإنتاج في نيجيريا مما أبرز مخاوف السوق بشأن التهديدات التي تتعرض لها الإمدادات.
واحتفظ النفط بقوته رغم ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل اليورو وهو ما يعكس
تنامي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد يخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع.
وارتفع الخام الأمريكي الخفيف في عقود حزيران (يونيو) إلى 119.09 دولار للبرميل بعد أن بلغ في الأسواق الخارجية أعلى مستوى على الإطلاق عند 119.93
دولار للبرميل. وتزيد أسعار النفط الآن نحو 25 في المائة على مستواها في بداية
العام. وزاد سعر مزيج برنت 38 سنتا إلى 72ر116 دولار للبرميل. وصعدت أسعار الخام لأكثر من خمسة أمثالها منذ عام 2002 إذ تواكب الإمدادات بصعوبة إيقاع
تزايد الطلب في اقتصادات صاعدة مثل الصين. وترفض (أوبك) زيادة الإنتاج قائلة إن السوق تحظى بإمدادات كافية.
وكان هبوط الدولار الأمريكي من العوامل الرئيسة التي أدت إلى ارتفاع النفط
حيث عزز قيمة السلع الأولية المقومة بالعملة الأمريكية.
وعلى سبيل المثال فقد ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي فوق ألف دولار للأوقية
(الأونصة) في 17 آذار (مارس). لكن الذهب يقل الآن أكثر من 13 في المائة عن الذروة التي بلغها مع ترقب المستثمرين لمعرفة مسار أسعار الفائدة الأمريكية.
كما أسهم تجدد أعمال العنف في نيجيريا والتوتر المحتدم بين الولايات المتحدة وايران في تبديد تأثير ارتفاع سعر الدولار.
وقالت شركة بي.بي التي تتولى تشغيل خط أنابيب فورتيز إن الخط الذي ينقل
700 ألف برميل يوميا من النفط الخام أغلق أمس الأول مع إضراب العمال عن العمل في مصفاة جرانجماوث القريبة إثر فشل محادثات بشأن معاشات التقاعد. وتبلغ طاقة المصفاة 210 آلاف برميل يوميا.
وتنتج المصفاة نحو عشر احتياجات بريطانيا من البنزين ووقود الديزل كما
تمد مصنع كينيل التابع لشركة بي.بي بالبخار والطاقة لتكرير النفط الخام القادم من 70 حقلا في بحر الشمال.
وقالت الحكومة البريطانية إنه لن يكون هناك نقص في الوقود ولكن سلمت
باحتمال حدوث بعض المشكلات في الإمدادات المحلية.
وقالت البحرية الأمريكية يوم الجمعة ان سفينة شحن تستأجرها أطلقت أعيرة تحذيرية على زوارق يشتبه في أنها إيرانية الأمر الذي أبرز التوترات في الخليج مع تصعيد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحذيراتها لإيران بشأن برنامجها النووي.
ونفت إيران حدوث أي مواجهة بين قواتها وسفينة أمريكية في الخليج حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وكانت التوترات بين واشنطن والبلد العضو في منظمة أوبك العام الماضي قد ساعدت على دفع أسعار النفط إلى مرتفعات قياسية.
وقال مسؤول نقابي رفيع: إن إضراب عمال نيجيريين لدى إكسون موبيل أجبر
الشركة على إيقاف إنتاج نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط الخام.
وقال متمردون نيجيريون إنهم خربوا الخميس الماضي خط أنابيب لنقل النفط في
دلتا النيجر تديره رويال داتش شل.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة المجاهد الحكومية الجزائرية أمس، عن شكيب خليل رئيس منظمة أوبك قوله إنه لا يستبعد أن يصل سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل رغم أن الإمدادات كافية وذلك لأن انخفاض قيمة الدولار هو الذي يحرك السوق.
وقالت المجاهد إن خليل سئل في لقاء مع الصحافيين حول إمكانية ارتفاع سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل فلم يستبعد ذلك مفسرا ذلك بأن ارتفاع النفط أصبح مرتبطا بانخفاض الدولار الأمريكي أو ارتفاعه.
ونسبت الصحيفة إلى خليل قوله في تصريحات للصحافيين أمس الأول، إنه من حيث العوامل الأساسية فإن المخزونات مرتفعة والطلب يتراجع والإمدادات كافية وإنه لولا المشكلات السياسية وانخفاض الدولار لما كانت الأسعار عند مستوياتها الحالية
المرتفعة.
ويشغل خليل المسؤول السابق في البنك الدولي أيضا منصب وزير الطاقة الجزائري. وأضاف "الأسعار مرتفعة بسبب الركود في الولايات المتحدة والأزمة الاقتصادية التي مست دولا عدة وهو وضع كان له أثره في انخفاض قيمة الدولار ومن ثم فإن كل مرة ينخفض فيها سعر الدولار 1 في المائة فإن سعر البرميل يرتفع أربعة دولارات والعكس صحيح." وأضاف "إذا ارتفع (الدولار) بنسبة عشرة في المائة .. فمن المحتمل أن تنخفض الأسعار (أسعار النفط) بنسبة 40 في المائة." وتابع أنه إذا تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي من الآن وحتى نهاية العام "فسيساعد ذلك على استقرار السوق. لكن لا أعتقد أن زيادة الإنتاج ستساعد على خفض الأسعار..لأن هناك توازنا بين العرض والطلب كما سجلت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة فائضا وارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمس سنوات".
ونسبت صحيفة الوطن المستقلة إلى خليل قوله إنه إذا استمرت قيمة الدولار في أسواق العملة عند مستواها الحالي فمن المتوقع أن تبقى أسعار النفط بين 80 دولارا و110 دولارات للبرميل.

الأكثر قراءة