7 وصايا للجمعيات الخيرية و 5 ضوابط لتفادي الاتهامات والضبابية

7 وصايا للجمعيات الخيرية و 5 ضوابط لتفادي الاتهامات والضبابية

تواصل "الاقتصادية" فتح ملف إدارة العمل الخيري بين الواقع والمأمول، لمعالجة بعض السلبيات في العمل الخيري وإدارته وقد قسمنا هذا الملف إلى حلقات تحتوي على عدة محاور تتعلق بشأن العمل الخيري وإدارته وركزنا في هذا الجزء على آليات العمل وضوابطه، و معاناة المحتاجين مع بعض الجمعيات الخيرية في الداخل من خلال تأخر بعض المعونات بحسب رأي بعض المشاركين، وكذلك ضوابط العمل وآلية تنفيذه، وأجمع المشاركون في الندوة على أهمية عقد مثل هذه الندوات التي تعتبر مراجعات متأنية في واقع العمل الخيري وسبيلا من سبل الارتقاء به وتلافي الأخطاء والسلبيات في الأداء ، وضيوف الندوة هم من العاملين والمهتمين بواقع العمل الخيري الإسلامي.

ضيوف في هذه الندوة
الدكتور عبد المحسن البكر مستشار وزير الشؤون الإسلامية
الشيخ عبد الله المرزوقي مدير عام المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية
الدكتور صالح الربيعة القاضي في ديوان المظالم.
الأستاذ عادل المكينزي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود.
الدكتور محمد الحربي مدير الإدارة العامة للحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية.
الشيخ حمد بن عبد العزيز العاصم مدير إدارة الشؤون الاجتماعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
الشيخ خالد الهميش إمام وخطيب والمشرف العام على موقع زواج في الإنترنت.

في استهلال هذه الحلقة سألنا ضيوفنا عن مدى الحاجة لضوابط وآلية العمل الخيري في الداخل والخارج، كيف هي وإلى أي مدى تحقق الأهداف التي نطمح إليها؟

* في البداية تحدث الشيخ حمد العاصم عن الضوابط في الداخل والخارج للعمل الخيري فقال: الدولة لها معايير عامة بالسياسة العامة للمملكة ومعايير خاصة بالعمل الخيري وفي كل الأمرين نحن متقيدون بها فنحن منظمة عالمية يهمها استمرارية عملها وفق السياسة التي تنتهجها بلادنا الغالية ، ولعل من أول المعايير التي نسير عليها في الندوة العالمية للشباب الإسلامي الاعتماد على الشفافية المطلقة بيننا وبين الجهات الأمنية، ونعمل على أن نكون عونًا لهم، ونلتزم النظام والأسس التي تسهم في تبادل الثقة بين المتبرع والمؤسسة والجهات الأمنية عبر عمل منظم يوضح طريقة عملنا دون أي غموض، ونحن يهمنا في المقام الأول القيام بدورنا على أكمل وجه فنجيب عن تساؤل المتبرعين عن مصير تبرعاتهم دون غموض، من خلال تحديد الحالات المحولة والمشروعات والمصارف بشكل عام ، ويتم دعم ذلك بتقارير مالية ووصفية مصورة ، والأمر الآخر أن العمل الخيري كجمعيات لابد أن يعتمد على نظم إدارية علمية تحدد فيها المهام والصلاحيات ويعرف كل موظف ما له وما عليه، ويبتعد عن المزاجية والفردية في العمل الخيري ، وكذلك ينبغي أن يكون التنسيق بين الجمعيات الخيرية على أعلى المستويات التالية:
أولًا: الاستفادة من الخبرات والكفاءات في مجال العمل الخيري.
ثانيًا: الاستفادة من المقرات والقاعات التي قد تتاح في جمعية ولا تتاح في أخرى.
ثالثًا: التنسيق في تنفيذ المشاريع والتعاون والهدف منها التخصص في جانب معين حتى يبدع ويعطي.
رابعًا: على الجمعيات الخيرية أن تعتمد نظم محاسبية قانونية معتمدة.
خامسًا: أن تكون الدورة المستندية واضحة وسلسة ومنضبطة من دخول التبرع إلى جميع مراحله.
سادسًا: أن تعتمد الجمعيات الخيرية نظم حاسوبية الكترونية عالية الجودة.
سابعًا: أن تعنى الجمعيات الخيرية بموظفيها ومتطوعيها من حيث التدريب والتثقيف والتمهير.
وكذلك فنحن في الندوة بما أننا نعمل في الخارج فنحن نهتم بهذه الأسس والجوانب سواء كانت سياسية أو اجتماعية بقي أن أركز على أمر مهم وهو أننا في الندوة نعتمد المنهج الوسطي ولسنا مرتهنين لأي توجه فكري، وتعمل الندوة دائما داخل كل المجتمعات الإسلامية.

آلية العمل مهمة جدا

يلتقط خطي الحديث الدكتور عبد المحسن البكر الذي يؤكد أن الضوابط وآلية العمل مهمة جدا لأي منظومة، ويقول: يتأكد هذا الأمر في حق العمل الخيري في هذا الوقت الحرج لما يعيشه من ضغوط خارجية، ولذلك أثلج صدرنا ما ذكره الشيخ حمد العاصم من ذكر بعض المنهجية والضوابط التي تسير عليها الندوة العالمية ، وهو يدل على عمل منظم وجهد مشكور، ونتمنى أن يكون ذلك ديدن كل جهات العمل الخيري ليسير في طريقه الصحيح وليكون عاملا مهما في استمرارية تدفق عطاء العمل الخيري وأن تجني الجمعيات والمؤسسات الخيرية ثمرات ذلك ، والمؤمل دائما أن تضع الجهات ذات العلاقة ضوابط وآلية عمل تتناسب معها تعود بالنفع على العمل الخيري، وتسهم في الارتقاء به والوصول به إلى المكانة العالية .

انضباطية العمل الخيري

ويبدي الدكتور صالح الربيعة سعادته باهتمام الجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية بوضع آلية وضوابط للعمل الخيري وأن ذلك يثلج الصدر ويســــــهم في انضــــباطية الأداء في العمل الخيري لكل مؤسسة، ويصبح أداؤه بشكل منظم ويعطي الانطباع الحسن عما يقوم به العاملون في القطاع الخيري من جهد منظم ودؤؤب عمل، ونتمنى أن يسير هذا القطاع بأجمعه في الطريق الصحيح، ويتم تلافي الأخطاء من أجل مزيد من النجاح لهذا القطاع المهم في المجتمع.
وفي رأيي أن وجود مثل هذه الضوابط التي يحتاج إليها العمل الخيري تساهم في تحقيق الاستقرار، وتبعده عن الشبهات وتسلط المتربصين به ونتمنى من لله التوفيق للعاملين فيه.
ويقول الدكتور محمد الحربي: بالنسبة لي فإن معلوماتي بخصوص الضوابط الموضوعة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية ضئيلة، لكن بشكل عام أمر جميل الاهتمام بوضع الضوابط في أي عمل كان، فكيف إذا كان هذا العمل خيريا فإنه يجب أن يكون متأكدا فيه، لما يمثله من أهمية لفئة معينة من الناس ونرجو الله لهم مزيدا من النجاح.

الهيكلة الرائعة كان لها الأثر

وفي السياق ذاته يقول الإعلامي عادل المكينزي: أشعر أنه بالفعل أمام هذا الواقع كان لابد من آليات وضوابط واضحة للعمل الخيري، والحمد لله أصبح هذا الأمر واضحا وضوح الشمس للعاملين في القطاع الخيري، واستطاعت هذه الجهات أن تضع الضوابط وآلية العمل بالشكل الملائم الذي يخدم العمل الخيري ولا يسيء له، ولا يوجد التساؤلات تجاهه، وأعتقد أن هذه المنظومة والهيكلة الرائعة كان لها الأثر الأكبر في جودة عطاء العمل الخيري ووضوح مصادره وإيراداته وهو ما عزز من أدوارها ومكانتها الاجتماعية لتؤدي دورها بالشكل الملائم.
ويشير الشيخ خالد الهميش: أن وجود ضوابط وآليات للعمل الخيري هو مما يسعد ويفرح خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي يعاني العمل الخيري فيه الهجمة الشرسة من بعض الجهات النافذة في الغرب، ولذلك حرصت هذه المؤسسات المباركة على وضع آليات مناسبة لعملها بضوابط تمنع الاجتهاد والاستئثار بالرأي وقد أولته جُل اهتمامها فكانت هذه الألية التي تسير عليها كل مؤسسة خيرية أو جمعية وفق السياسة العامة التي تسير عليها الدولة، وهذا دون شك من الأمور التي تساعد على نجاح أي عمل، فكلما كان هناك ضوابط وآلية واضحة كان العمل أكثر تطورا وأكثر تحقيقا لأهدافه، ويتحقق النجاح المطرد له. ولهذا فإننا أصبحنا أكثر طمأنينة على مسيرة العمل الخيري ما دام يسير وفق توجيهات قيادتنا وفقهم الله وسدد خطاهم لكل خير.
ويشدد الشيخ عبد الله المرزوقي على ضرورة وجود ضوابط في العمل الخيري وقد حرصت المؤسسات والجمعيات الخيرية على القيام بها وفق توجيهات الدولة ـ وفقها الله، وهي الضوابط المالية، و الضوابط الإدارية.
ويأتي ذلك امتثالًا لقول النبي, صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، فأي عمل من أعمال الدنيا يجب أن توضع له شروط وآداب ليأخذ صفته الشرعية، وبتلك الضوابط التي تضعها الجهات المخولة من ولي الأمر يصبح العمل رسميًا، ولا شك أن الأعمال الإنسانية كغيرها من الأعمال الصالحة وضع الشارع لها آدابًا وضوابط ينبغي للمتطوع بنفسه أو بماله أو بفكره أن يراعيها ويعتني بها حتى ينال الأجر من الله, سبحانه وتعالى، وسأكتفي بذكر الضوابط المتعلقة بالمال لأهميتها, وهذه الضوابط التي جاءت بها التعليمات لمثل هذه المؤسسات هي على النحو التالي :
أولا: صدور الأنظمة الأساسية التي توضح أعمال هذه المؤسسات وأهدافها.
ثانيًا: اعتماد اللوائح المالية من مجالس إدارات لهذه المؤسسات.
ثالثا: وضع النظام الرقابي داخليًا في هذه المؤسسات ممثلًا في المراقب المالي لمتابعة الأنظمة واللوائح المالية.
رابعًا: التعاقد مع محاسب قانوني معتمد من قبل الجهات المختصة لمراجعة حساب المؤسسة.
خامسًا: التقيد بالأنظمة المحاسبية المتعارف عليها دوليًا.
وبحكم معرفتي بهذه المؤسسات في هذه البلاد المباركة فهي تقوم بأعمال إنسانية في داخل المملكة وخارجها وفق الأنظمة واللوائح والتعليمات المرعية في ذلك، والمنظمة لاستقبال تبرعات أهل الإحسان، وضمان إنفاقها على مستحقيها بكل وضوح وشفافية، وهناك ضوابط إدارية متعلقة بعمل هذه المؤسسات تختص بالقائمين على الأعمال الإنسانية وبالأعمال نفسها، وكذلك بحفظ حقوق العاملين في هذا المجال.
.

ثقافة التطوع والتخصص الدعوي

من جانبه،انتقد الشيخ العاصم ضعف ثقافة التطوع في المجتمع بشكل عام، وشدد على أهمية التخصص في المجال الدعوي وقال: كلاهما يكملان بعضهما بعضا، وما نشاهده الآن ضعف تحمل المسؤولية، فكل واحد يتهرب من تحملها ، بل إنه يوجد بعض من الناس يتخلفون عن المبادرة لعمل الخير، كل واحد ينتظر غيره هو الذي يعمل الأمر، ولكن عندما تكون في مجتمع من يتحمل المسؤولية؟ يكون هناك الكثير من الظواهر تزول، وأيضا التشجيع، فمن المعوقات ضعف التشجيع من الأفراد ومن المجتمع وحتى من قبل بعض الأجهزة الرسمية.
ويرى الدكتور الربيعة : أن ما تطرق إليه الشيخ العاصم من أهمية التخصص الدعوي في العمل الخيري لفت نظره، وهو أمر مهم جدا، وقال: لعل التجربة التي مر بها بعض الزملاء الذين عملوا في القضاء خارج المدن الرئيسة في المملكة أكدت لهم أن من يتعين فيها يعد هو القاضي وهو الإمام وهو كافل الأرامل والأيتام وكل شيء، وهذه إشكالية كبرى، تجعلنا نتساءل: أين دور المؤسسات والجمعيات الخيرية في المناطق النائية؟ أحد الزملاء من القضاة المجتهدين يقول: خاطبت المؤسسات الخيرية بهذا الشأن فلم أجد أي استجابة.
ويبدو أن المسألة تخضع لإجراءات معقدة فلو أنت قاض في مكان معين، لا بد أن تتحمل كل شيء، ومن المفروض أن الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الشؤون الإسلامية لديهم ضوابط لفتح جمعيات ومؤسسات في هذه الأماكن النائية وغيرها ، ويكون هناك تعاون مع الراغبين في حل مشكلات الناس في تلك المناطق سواء القضاة أو غيرهم وفق ضوابط موضوعة من قبلهم.والآن الذي يراد من الجمعيات تقديمه هو في الحقيقة أكبر بكثير جدا من حجمها الطبيعي وهذا ما ينبغي أن يتم إيجاد الحلول له.

نفرق بين خطأين

ويعقب الشيخ العاصم بقوله : أنتم يا دكتور صالح كقضاة عليكم معوّل كبير بعد الله ـ عز وجل ـ وتقومون بدور كبير نسأل الله أن يثيبكم عليه ، و الجمعيات في الواقع الفهم عنها أكبر من موقعها ، ونحن نعاني في المؤسسات الخيرية والجمعيات حيث إننا نحتاج إلى المؤهلين للعمل فيها، وكذلك إلى المتطوعين، فأنت الآن لما تجيء لتقدم على دائرة حكومية أو أي وزارة أخرى، وتقول يا إخوان: أعيرونا فلانا، فتدخل في نفق ليس له أول ولا آخر، وهذا ما ذكره الدكتور عبد المحسن ولكن في الغرب هذه القضايا سهلة تماما لمن أراد أن ينتقل إلى جمعية خيرية أو غير ذلك. يعني لدينا حقيقة تعقيد هائل فبالتالي لا شك أننا نأمل من الجمعيات الخيرية المحلية آمالا كبيرة جدا، لكن لا بد أن نعلم أن قلة العاملين مشكلة مؤرقة في الجمعيات الخيرية، وبخل المنشأة عليهم، وبالنسبة للأخطاء التي تقع في الجمعيات الخيرية، ويجب أن نفرق بين خطأين، بين خطأ متعمد، وبين خطأ عفوي، فالجمعيات الخيرية تحتاج إلى مزيد من الخبرة، فالكل يتحدث عن العاملين في الجمعيات الخيرية والمطالبة بما يفوق إمكاناتهم مع أنهم لم يأخذوا إلا القليل وبعضهم محتسبون.
ويرفض الشيخ الهميش إطلاق كلمة الاحتساب على العمل التطوعي ويقول : إن هذا العمل أصبح مفقودا الآن ويحتاج إلى دورات وتحفيز للشباب للعمل فيه بحيث يغطي ذلك جانبا مهما من جوانب العمل الخيري لكن لا نريد أن تكون هناك عشوائية في هذا الأمر لأن ضررها كبير ويؤثر في العمل الخيري.

ثقافة التطوع في الغرب

ويرى الدكتور البكر: أن ثقافة التطوع في البلد عموما مع الوضع الحالي لم تنجح ويمكن إذا ما صارت مقرونة بشيء كما هو الحال في الغرب عندما يتطوع الشخص مثلا 100 ساعة، كأن يشتغل كإخصائي اجتماعي تحسب له هذه كشهادة وتحتسب له في ديوان الخدمة. "لكن الآن لو أن أحدا تطوع في الجمعية الخيرية لو أراد أن يأخذ إثباتا أنه اشتغل شهرين أو ثلاثة على أساس أنه يقدم على ديوان الخدمة لا أحد ينظر إليه، فإذا ما تم إقران هذا بشيء مادي ملموس عند الآخرين فلا تنجح ونحن جربناها في الشؤون الإسلامية على مستوى عال".
النقطة الثانية، لعل مراكز الأحياء التي في وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بدور كبير جدا في هذا الجانب، وبالنسبة للتكريم، أعتقد أن وزارة الشؤون الاجتماعية أقامت المؤتمر الأول للجمعيات الخيرية وافتتحها الملك وكرمت فيه جمعيات كثيرة، وظهرت فيه أوراق عمل جيدة جدا.

دورات لأعمال للمتطوعين

ويتفق الدكتور الحربي مع الدكتور البكر في ضعف ثقافة التطوع ، ويضاف إلى ذلك ضعف تحمل المسؤولية من الفرد، وأيضا نحمل الأسرة والمجتمع، ونقول فيه على سبيل المثال موجود الآن الهلال الأحمر والدفاع المدني وهذا عمل تطوعي بالمناسبة أو عمل خيري لأنها تسعف إنسانا عندما يصاب وهذا عندما يحترق، فالأولى قبل أن يصاب أو قبل أن يحترق لا بد أن تكون هناك دورات في هذه الأعمال للمتطوعين، وإن كانت الدولة تقدم المستشفيات، وكذا، ولكن العمل الخيري يسهم مع القطاع العام وهو قطاع الدولة، والقطاع الخاص وهو الأهلي التجاري، أما القطاع الخيري، فهو القطاع الثالث وهو مهم جدا. فالدعم المقصود من الدولة، وضع الأنظمة، والتعليمات لجهات القطاع العام مثلما ذكر الأخ في الندوة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية، فنحن لا نتكلم الآن على جهات غير موثوقة، ولكن نحن نتكلم على جهات رسمية لديها أذونات وتراخيص وصدر فيها أوامر سامية وصرحت من الجهات المسؤولة، هذه الجهات التي نتكلم عنها سيكون دورها أكثر إيجابية، إذا وجدت من يحتضنها كما احتضنت الدولة ـ رعاها الله ـ الهلال الأحمر، بموظفيه وبأجهزته.

الجمعيات الموثوقة

ويقترح الشيخ العاصم أن تقوم الدولة بتحديد الجمعيات الموثوق فيها، ثم تعطي كل شركة وتطلب منها تقديم زكاتها إلى جمعيات ومؤسسات خيرية تحددها الدولة، ويكون تقديم الزكوات بوثيقة من هذه الجمعية، وبذلك نستطيع فعلا أن نجد مسارا أوسع في دعم العمل الخيري ، ونحن في الندوة العالمية للشباب الإسلامي لدينا عدة مشروعات خيرية اجتماعية منها كفالة أيتام، وحفر آبار، وبناء مساجد، وبناء مدارس ، وكلها ـ ولله الحمد ـ تؤخذ من المتبرع المحسن، وفي كل عام يقدم دعم لكل أسرة بقيمة 3400 ريال وهذا المبلغ لا يساوي شيئا، والمتبرع أحيانا يقدم مبلغا ولا يشترط توزيعه على عدد معين من المحتاجين، وإنما بالكيفية التي يرى موزع المال ولكن في الجمعية أو المؤسسة سيصل المال إلى من يستحقه.
وفي الصدد ذاته يقول الدكتور البكر: ينبغي علينا إذا تكلمنا دائما أن يكون كلامنا بطريقة متعقلة وأن نؤطره خصوصا فيما يتعلق بالعمل الخيري لا أن نمتد إلى يمين أو يسار ونتشعب دون معرفة إلى أين نسير، وبالتالي إذا تشعبنا فربما نأتي بالعجائب، هذا جانب، الجانب الآخر، إذا كنا نقول: مفهوم العمل الخيري في الإنسان مفهوم شامل جدا، العمل الخيري ليس بالعمل أو بالمال حتى بالقول، "وقولوا للناس خيرا"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا"، فالعمل الخيري أوسع مما نتصور، فأمرنا بالمسارعة وأمرنا بالمسابقة وكف الأذى أيضا كذلك من العمل الخيري، كما ورد في ذلك أحاديث كثيرة جدا، ما أود قوله وهو أن مشكلتنا أننا لدينا الصور منمطة ـ إذا جاز القول ـ حول المستهدفين في العمل الخيري، مَن، يقول نذهب إلى تاجر معين فضيقنا واسعا ، ويجب أن ننظر إلى كل شيء يقدم ولا تحقرن من المعروف شيئا، هذا جانب, الجانب الآخر، أمامنا تحديات مهمة جدا، من أبرز التحديات قضية تحديد الفقر، وهذه محل أخذ ورد بين العلماء، هل الفقير الذي ترده اللقمة واللقمة كما كان يعرفها العلماء فيما مضى، الآن مَن لا يملك جوالا ربما يكون فقيرا، ومن لا يملك سيارة في الرياض فهذا فقير، فهذا محل شد وجذب.

الأكثر قراءة