جيتكس السعودية .. مكانك سر
جيتكس السعودية .. مكانك سر
اختتمت ليلة أمس الأول فعاليات معرض جيتكس السعودية 2008 في دورته السابعة، أي للسنة السابعة على التوالي تستضيف المملكة هذا المعرض التقني الأول إقليميا والذي يمتد إلى حيدر أباد شرقا و .. غربا، وهذا دليل على أهمية السوق السعودي خصوصا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
من المعلوم عالميا أن السعودية دولة سخرت قدراتها وإمكانياتها من الكفاءات وبذل المال نحو توطين التقنية في مجالات الحياة كافة، لمساعدة المواطن على تخفيف الأعباء في إنهاء معاملاته الحكومية والمالية، وخصصت ميزانية قدرها 3 مليارات ريال لهذه العملية، وبالتالي فإن السوق السعودي مستهدف لتنفيذ العديد من المشاريع التقنية لتحقيق هذا التوجه والوصول إلى الهدف.
ورغم أن وجود الشركات العالمية، خاصة التقنية، في دول الجوار، إلا أن معظم عمليات تلك الشركات تستحوذ على حصة كبيرة من مشاريعها في السوق السعودي، ولأسباب تعود إلى نظام التأشيرات وخلافه، فضلت تلك الشركات وجودها في تلك الدول.
ونأتي إلى مربط الفرس، معرض جيتكس السعودية الذي تتكرر استضافته بغياب الشركات العالمية، حتى عن طريق ممثليها في السعودية، بل وامتناع المتخصصين والمهتمين عن الحضور، لأسباب تعود في أولها إلى عدم وجود تقنية فعلية طرحت في هذا المعرض، بل إن البعض يخرج من المعرض دون محصلة، أو معلومة جديدة، وما تحصل عليه هو عدة كيلو جرامات من المطبوعات والنشرات التي تزدحم بها أجنحة العارضين، بل إن بعض العارضين اجتذب الزوار بالألعاب التقليدية للأطفال ولاعبي كرة القدم المشهورين، فهل أقيم المعرض لجذب الزوار للأجنحة لمشاهدة مثل هذه الفعاليات التي لا علاقة لها بتخصص المعرض، وهي منقولة من تجارب خاطئة لمعارض سابقة.
ورغم أن مرتادي المعرض يرون تحسنا في تنظيمه عن سابق عهده، إلا أن هناك العديد من المآخذ التي لا بد من إيجاد حلول لها، من أهمها عدم توافر مواقف لسيارات الزوار، وضرورة إيجاد مساحة أكبر لمعرض جيتكس التسوق على حد الخصوص، كونه مصدر اهتمام نسبة عاليه من رواد المعرض، قد تزيد على 80 في المائة من عدد الزوار، وإقامة المحاضرات والإعلان عنها بشكل واضح عن مواعيدها ومواضيعها.
وعلاوة على ذلك فإن على الشركة المنظمة للمعرض تفعيل دور الإعلام في صالات المعرض، لتعريف الزوار والجهات الإعلامية بالعارضين وإيجاد وسائل تواصل فيما بينها. كما يجب أن تجد الشركة حلولا لتسويق مساحة المعرض، بحيث يمكن لمزيد من الشركات المشاركة فيه، والتي قد تكون من أحد الأسباب المهمة التي تمنع حضور الشركات العالمية المتخصصة في التقنيات والإلكترونيات والاتصالات مثل مايكروسوفت وأي بي إم وإنتل، وآبل وصن مايكروسيستيمز وإتش بي وغيرها.
إضافة إلى ذلك أهمية تنوع المجالات للعارضين، لتكون شاملة للتخصصات كافة، بحيث يكون معرضا متكاملا وشاملا لجميع مجالات التقنية والاتصالات، فهناك غياب للتعليم الالكتروني والبرمجيات والشبكات وخلافها.
فمتى سنتعلم من أخطائنا التي تكررت سبع سنوات، فهذا المعرض يمثل واجهة السعودية واهتماماتها، فهل سنبقى مكتوفي الأيدي نقيم احتفالاتنا العالمية في جحور لا تتجاوز عشر صالات جيتكس دبي، الذي يشكل زواره السعوديون نسبة لا تقل عن 30 في المائة، فهل نسعى إلى قتل هذا المعرض بتكرار إقامته بهذا المستوى المتدني.
لا بد من إعادة النظر في مساحة المعرض ونوعية العارضين والمشاركين في المعرض، وإلا ستبقى معارضنا عبارة عن كشكات تروج المطبوعات للمارة دون مفهوم لإقامته، وتطوير مفهومها لتثقيف المجتمع وبالذات الزوار، حتى لا تفقد المعارض هويتها.