الاهتمام بتدريب المعلم في مكانه أهم من مؤشرات القياس !!

نتابع بين الفينة والأخرى عن تحقيق التعليم السعودي للأسف مراكز متأخرة على مستوى العالم, وعلى مستوى المنطقة، وهذا أمر لا يبشر بالخير، فحصوله على مراكز متأخرة بعد دول تعد متأخرة تعليميا واقتصاديا وثقافيا يعد أمرا محزنا للغاية.
آخر هذه الإحصاءات إحراز طلاب المملكة مراتب متأخرة في مادتي الرياضيات والعلوم، في الاختبار الدولي الثامن (للثاني متوسط) قبل عامين في مادة الرياضيات الدولي حيث أحرزت السعودية المرتبة (43) من أصل (45) مرتبة دولية. إضافة إلى دراسة علمية محلية أجرتها جامعة الملك سعود أواخر العام الماضي كشفت عن ضعف معدلات الرياضيات إلى أقل من 50 في المائة.
وبحكم أنني معلم رياضيات فالحق يقال أن وزارة التربية لم تقصر من حيث الوسائل التعليمية، فأغلبها متوافر، كونها بسيطة لا تتعدى كونها مثلثات ومكعبات وغيرها، ولكني أرى أن الأهم هو الاهتمام أكثر بتدريب معلمي الرياضيات والعلوم على وسائل وطرق التدريس المتنوعة وليس بتوفير الوسائل التعليمية له، فمهما كان التدريب على رأس العمل أهم بكثير من توفير هذه الوسائل البسيطة.
فكيف يمكنك أن تجعل معلما متخرجا للتو في كلية المعلمين دون سابق خبرة وبسبب وجود نقص في المدرسة يدرس صفوفا عليا مهمة تحتاج إلى معلم ذي خبرة للتعامل معها، فكثيرا ما أسندت مهمة التدريس إلى الصفوف المهمة لمعلمين قليلي خبرة بسبب النقص في المعلمين، فالجانب النظري الذي حصل عليه في جامعته أو كليته لا يؤهله مباشرة للتعامل مع صفوف مهمة كالخامس الابتدائي أو السادس الابتدائي، وتكون المصيبة أعظم عندما تسند إلى مثل هؤلاء المعلمين تدريس المراحل المتوسطة بسبب النقص، ليكون الخلل في المخرجات بعد ذلك بسبب نقص عامل الخبرة.
أعتقد أن الحرص على تدريب المعلمين المعينين حديثا والقدماء أيضا وفي أماكن عملهم أهم بكثير من مؤشرات القياس التي ستعطينا في كل مرة نتائج مؤلمة، والأهم من ذلك هو الوصول إلى المعلمين في مدارسهم واحتساب الحصة التدريبية ضمن جدوله الدراسي الأسبوعي، ولنبحث عن الآلية وسنجدها سهلة, بإذن الله، فقط الأمر لا يحتاج إلا إلى تنسيق ومتابعة، والقاعات متوافرة في أغلب المدارس, ولله الحمد.
وليكن المحاضرون من المعلمين المتميزين الذي قضوا باعا طويلا في التعليم ويشهد لهم بكفاءة مخرجاتهم، إضافة إلى الاستعانة ببعض الأكاديميين وبعض المتخصصين في التقنية لتكون استفادة الطلاب أكثر عندها ستكون المخرجات قد تغيرت, بإذن الله، ولتعمم الطريقة على جميع التخصصات.

صالح العمير ـ معلم رياضيات -الدمام