اعتماد المشاريع النسائية الصغيرة على مواد مستوردة يلغي تنافسيتها
اعتماد المشاريع النسائية الصغيرة على مواد مستوردة يلغي تنافسيتها
حذرت متخصصة في إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الفتيات السعوديات الراغبات في إقامة مشاريع تجارية صغيرة أو متوسطة من التركيز على المشاريع التي تتطلب مواد خام مستوردة أو تلك التي يمكن استيرادها بأسعار اقل، مشيرة إلى أن تركيز شابات الأعمال السعوديات على مشاريع تعتمد على مواد خام محلية يعد ميزة تنافسية يجب التركيز عليها.
وقالت عزة برنجي، وهي خبيرة متخصصة في إدارة وتنمية المشاريع النسائية أن هناك إهمالا غير مبرر للمشاريع التي تعتمد في أساسها على مواد وخامات أولية محلية الصنع، إلى جانب أن شابات الأعمال ومؤسسات الدعم والتمويل الأخرى لا تقحم موضوع مستوى الإنتاج والاستيراد للسلع التي يعتمد عليها المشروع ضمن دراسات الجدوى المعدة.
وطرحت برنجي عددا من الأمثلة التي تكون فيها تكلفة استيراد السلعة أقل بكثير من تكلفة إنتاجها محليا، مشيرة إلى تصنيع الشموع مثلا محليا يتطلب بعض المواد المستوردة ما يرفع تكلفة الإنتاج إلا أن قيمة الشمعة المستوردة تقل بكثير عن المصنعة محليا ما يلغي المنافسة لصالح المستورد.
وبينت خبيرة المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن المشكلة في أي مشروع لا تكمن في عملية التصنيع بل في عملية التسويق والمنافسة، وأضافت" السوق السعودي يحتوي على أصناف كثيرة وأنواع عديدة من الشموع, وهذا ما يجعل الدخول في مجال التصنيع غير مجدي بل و يعد مخاطرة كبيره".
وحددت برنجي القاعدة الذهبية لإنشاء مشروع مربح بالقول إنها البحث عن الأفكار غير التقليدية أو الرائجة وتصنيع المنتجات التي فيها نقص أو تعاني من ثغرات وليس الاتجاه لتصنيع المنتجات التي نستوردها ونستخدمها بشكل كبير، مؤكدة إن محدودية رأس المال لا علاقة لها بفشل المشروع فكثير من المشاريع الصغيرة حصدت النجاح واستمرت دون أن تتعرض للفشل أو الخسارة رغم ضعف رأس مالها.
إلى ذلك يؤكد الدكتور سعود السهلي مدير مركز المعلومات في الغرفة التجارية و الصناعية في الرياض أن كمية الشموع التي نستوردها وبحسب آخر إحصائية لعام 2006 تبلغ 3.145 طن خلال العام وهو ما تبلغ قيمته المالية 32,320 ألف ريال سعودي منوها بأن القيمة السعرية للشموع زادت خلال عام واحد بنسبة 36 في المائة وان كمية الشموع التي نستوردها زادت بنسبة 14 في المائة.
وأشار إلى أن أولى الدول التي نستورد منها هي الصين بنسبة واردات تصل إلى 70 في المائة ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 13 في المائة ومن ثم المملكة المتحدة بنسبة 3.5 في المائة وفي رأيه أن الشموع تعد من المواد التي تستوردها المملكة بكميات كبيرة.
من ناحيته يصف عبد الله السالم مدير محل "أبو ريالين" أن الإقبال على شراء الشموع يعد كبيرا قائلا إنها سلعة مرغوب فيها, ويرفض فكرة التعاون مع مصنعات شموع محلية قائلا إن تصنيع الشموع حتى ولو كان سيكون بجودة أعلى من الذي نستورده إلا أنه سيكلف الفتاة قرابة 30 ريالا على الأقل وهو ما يعني أنها لو باعتها بهامش ربح ضئيل ستكون الشموع الموجودة في السوق هي الأفضل و الأرخص.
وأضاف السالم أن تركيز فتيات الأعمال على مشاريع تعتمد على مواد مستوردة أو يمكن استيرادها خطوة غير مضمونة النتائج بعكس تلك المشاريع التي تكون فيها المواد المحلية أيا كانت هي الركيزة، إذ يمكن من خلال تلك المشاريع المنافسة حتى خارجيا.
من جهة أخرى تعترف هناء آل الشيخ خريجة فنون تشكيلية بأنها نفذت فكرة تصنيع الشموع هي وصديقتها من ست سنوات في مهرجان خيري وكانت الفكرة مربحة ومثمرة ، وزادت" الشموع المصنعة محليا تكون أكثر جودة خاصة العطرية منها التي تبعث رائحة جميلة وعطرة، إلا أنه وبعد غزو المنتجات الصينية وانخفاض سعر بيع الشمعة ليصل إلى 20 ريالا فقط أصبح من غير المجدي القيام بهذا وتنفيذه".
واقترحت أن تعرض خريجات الفنون التشكيلية خدماتهن بإعادة تصنيع الخامات الموجودة في كل منزل ومنها الشموع فبرأيها سيكون هذا مفيدا وجيدا خاصة أن إعادة التصنيع يجب أن تتم هنا و بالتالي لا مجال لمنافسة الصين فيها ـ على حد قولها.