الأسهم الآسيوية تهبط لأول مرة منذ 4 أسابيع .. وانتعاش في أمريكا وأوروبا

الأسهم الآسيوية تهبط لأول مرة منذ 4 أسابيع .. وانتعاش في أمريكا وأوروبا

باستثناء سوقي الصين الأم وهونج كونج، فقد أغلقت الأسواق العالمية التي شملها هذا التقرير مرتفعة الأسبوع الماضي. وتأثرت الأسواق الأمريكية والأوروبية بشكل إيجابي بالنتائج الجيدة التي حققتها بعض الشركات القيادية، مثل بعض شركات: سيتي جروب إنكوربوريشن، جوجل، وكاتربيلر، التي كانت أعلى من تقديرات المحللين. وسجل مؤشر "ناسداك" قفزة بنسبة 4.92 في المائة، تلاه مؤشر "إس آند بي 500" ثم مؤشر "داو جونز" اللذان ارتفعا بنسبة 4.31 في المائة و4.25 في المائة على التوالي. وتمشياً مع الأسواق الأمريكية، حقق مؤشر "فاينانشيال تايمز 100" ارتفاعاً بنسبة 2.7 في المائة.
وبالنسبة للأسهم الآسيوية فقد كانت نتائجها متباينة عند انتهاء تعاملات الأسبوع وسجلت السوق الهندية أعلى ارتفاع بنسبة بلغت 4.26 في المائة تلتها السوق اليابانية التي ارتفعت بنسبة 1.15 في المائة. أما بقية الأسواق الآسيوية فقد انخفضت على أثر المخاوف من ضعف الفرص الاقتصادية العالمية واستمرار خسائر الأسواق المالية. فقد هبط مؤشر CSI 300 للأسواق الصينية بنسبة 11.4 في المائة، مسجلاً أسوأ أسبوع له على الإطلاق، بينما انخفض مؤشر "هانج سنج" الخاص بسوق هونج كونج بنسبة 1.9 في المائة.

الولايات المتحدة
ارتفعت مؤشرات الأسواق الأمريكية مدعومة بالنتائج التي حققتها العديد من الشركات، والتي كانت أفضل مما كان متوقعاً. على سبيل المثال، فقد ارتفع سهم شركة جوجل بمقدار 89.87 دولار ليصل إلى 539.41 دولار، مسجلاً أعلى ارتفاع له منذ الاكتتاب الأولي في أسهم هذه الشركة الذي تم في آب (أغسطس) 2004. وكانت الشركة قد أعلنت أن مبيعاتها ارتفعت بنسبة 46 في المائة، نظراً لتزايد عدد المعلنين عبر موقع هذه الشركة. وقد ارتفعت المبيعات الخارجية لهذه الشركة التي تمثل نسبة 51 في المائة من إيراداتها، بنسبة 55 في المائة. وبالنسبة لشركة كاتربيلر، التي تعمل في مجال تصنيع معدات وآليات الإنشاءات والتعدين والزراعة والغابات، فقد سجلت ارتفاعاً بنسبة 13 في المائة في أرباحها. وحققت الشركة نسبة 62 في المائة من إيراداتها من نشاطاتها خارج الولايات المتحدة الأمريكية مستفيدة من الدولار الضعيف. وحسب "ستاندارد آند بورز"، فإن الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" حققت نسبة 44 في المائة من مبيعاتها من نشاطاتها خارج الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2006، كما حققت نسبة مبيعات راوحت بين 47 في المائة و48 في المائة في عام 2007. وتعد التقييمات جذابة في الوقت الراهن، إذ يتم تداول الأسهم المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" عند مكرر ربحية يبلغ 14.8 مرة وفقاً للأرباح التقديرية، وهي أدنى أسعار لها خلال 18 عاماً عند مقارنة الأسعار بالأرباح التاريخية.
وأضاف مؤشر "إس آند بي 500" مكاسب بمقدار 57.5 أو بنسبة 4.31 في المائة ليصل إلى 1.390.33 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ الأول من شباط (فبراير). وبالنسبة لمؤشر "داو جونز"، فقد ارتفع بمقدار 523.94 نقطة أو بنسبة 4.25 في المائة ليستقر عند مستوى 12.849.36 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر. أما مؤشر "ناسداك" المركب فقد ارتفع بنحو 112.73 نقطة أو بنسبة 4.92 في المائة ليصل إلى 2.402.97 نقطة.
على صعيد متصل، سينصب اهتمام المستثمرين في الأسهم الأمريكية على معرفة كم هائل من البيانات الاقتصادية لتحديد اتجاه السوق. ويتوقع خلال الأسبوع المقبل أن يتأثر أداء أسواق المال الأمريكية بالمزيد من البيانات التي يتوقع صدورها حول مبيعات المساكن الحالية والجديدة وطلبات شراء السلع المعمرة والمطالبات الأولية لإعانات العاطلين عن العمل.

آسيا
هبطت الأسهم الآسيوية لأول مرة منذ أربعة أسابيع نتيجة للمخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي. وقد أدى ارتفاع أسعار النفط والمعادن إلى تراجع أسهم شركة بي إتش بي بيليتون وأسهم بعض الشركات الأخرى التي تعمل في تجارة السلع.
وسجلت السوق اليابانية ارتفاعاً للأسبوع الخامس على التوالي وبذلك ارتفعت مكاسبها حتى نهاية الأسبوع الخامس إلى 10 في المائة. وكان الداعم الأساسي للأسهم اليابانية هو شركات تصنيع السيارات. وقادت شركة مازدا للسيارات الارتفاع في السوق، حيث عزز الين المنخفض الثقة بأن أرباح المصدرين سترتفع هذا العام. وقد سجل مؤشر "نيكاي 225" قفزة بمقدار 153 نقطة أو بنسبة 1.15 في المائة ليغلق الأسبوع عند مستوى 13.476 نقطة.
وبعد أسبوع من الارتفاع، تراجعت سوق الصين وتابعت اتجاهها التنازلي لهذا العام. وقد هبطت الأسهم الصينية ودفعت مؤشر السوق إلى تراجع أسبوعي قياسي، بسبب المخاوف من أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتقليص حجم القروض الحكومية والحد من ارتفاع الأسعار ستؤدي إلى خفض الأرباح. وقد هوى المؤشر بنسبة 11.4 في المائة خلال الأسبوع، وتعد أعلى نسبة انخفاض أسبوعية للسوق الصينية في تاريخها.
على صعيد متصل، لم تكن سوق هونج كونج بمعزل عن الاتجاه الانخفاضي الذي عم أسواق القارة الآسيوية ليغلق منخفضاً بنسبة 1.9 في المائة ويستقر عند مستوى 24.197 نقطة، وقد كان مؤشر "هانج سنج" الخاص بسوق هونج كونج قد اقترب من تجاوز الحاجز النفسي الذي يبلغ 25.000 نقطة، منذ أسبوعين.

ارتفع مؤشر الأسواق الهندية بدرجة كبيرة بعد أن أعلنت الشركات الرئيسية عن تحقيق نمو في أرباحها للربع الأول. وقد برزت أسهم شركات تقنية المعلومات كأفضل الأسهم أداء بعد أن أعلنت شركة Infosys لخدمات تقنية المعلومات عن مؤشرات جيدة للسنة المالية 2009. وقد أعلنت شركة إنفوسس عن توقعات لنمو ربح السهم بنسبة تراوح بين 16.3 في المائة و18.3 في المائة، أي بمقدار يراوح بين 92.32 و93.92 روبية هندية للسنة المالية التي تنتهي في آذار (مارس) 2009 عما كان عليه للسنة المنتهية في آذار (مارس) 2008. وقد أعطت الشركة أيضاً مؤشرات لنمو الإيرادات بنسبة تراوح بين 19.2 في المائة و21.1 في المائة للسنة التي تنتهي في آذار (مارس) 2009 مقارنة بالسنة التي تنتهي في 31 آذار (مارس) 2008. وبالنسبة للربع الرابع من السنة المالية الذي انتهى في 31 آذار (مارس) 2008، ارتفعت أرباح شركة إنفوسس بنسبة 6.17 في المائة لتصل إلى 1478 مليون روبية مقارنة بالأرباح التي حققتها للربع الثالث الذي انتهى في كانون الأول (ديسمبر) 2007. هذا، وقد ارتفع مؤشر BSE الذي يشتمل على أسهم 30 شركة بمقدار 674 نقطة أو بنسبة 4.26 في المائة ليصل إلى 16.481 نقطة.

أوروبا
سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً كبيراً هذا الأسبوع مدعومة بأسهم البنوك التي قفزت بعد أن جددت مجموعة سيتي جروب الآمال بقرب انتهاء أزمة الائتمان العالمية. وسجلت السوق البريطانية ارتفاعها هذا الأسبوع بقيادة شركة بي بي ورويال بانك الاسكتلندي ومجموعة فودافون. وقد ارتفع مؤشر "فاينانشيال تايمز 100" بمقدار 161 نقطة أو بنسبة 2.7 في المائة ليغلق الأسبوع عند مستوى 6.056 نقطة.

أسعار العملات
طرأ على الدولار تغير طفيف هذا الأسبوع ليصل إلى مستوى 1.5817 دولار لليورو مقارنة بسعر 1.5808 دولار الأسبوع الماضي. وكان سعر الدولار قد بلغ 1.5983 بتاريخ 17 نيسان (أبريل)، وهو أدنى مستوى له منذ ظهور العملة الأوروبية الجديدة لأول مرة في عام 1999، وذلك بسبب توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي لن يحذو حذو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة. وبالنسبة للين، فقد سجل أكبر انخفاض مقابل الدولار منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، ويعزى ذلك إلى أن النتائج المالية للربع الأول لأكبر الشركات المالية في العالم التي رفعت مستوى التوقعات حول موازنة خسائرها في سوق الائتمان. وقد انخفض الين بنسبة 2.6 في المائة ليصل إلى 103.67 ين للدولار هذا الأسبوع، من 100.95 ين للأسبوع الماضي. كذلك انخفضت العملة اليابانية بنسبة 2.8 في المائة لتصل إلى 163.96 مقابل اليورو. وسجل الجنيه الاسترليني ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة هذا الأسبوع ليصل إلى مستوى دولارين إثر التوقعات بأن بنك إنجلترا سيلغي الرهونات من ميزانيات مؤسسات الإقراض. وقد ارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 1.4 في المائة ليصل إلى 79.17 بنس مقابل اليورو بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له وهو 80.99 بنس بتاريخ 16 نيسان (أبريل).

الأكثر قراءة