أين الإعلاميون عن "الإعلام السياحي"؟!

بدأ العديد من الوسائل الإعلامية في الفترة الأخيرة في التوجه نحو التخصص انسجاما مع التطور المهني والتقني الذي تشهده صناعة الإعلام العالمية, ولذا صرنا نشاهد الإعلام الاقتصادي والإعلام السياسي والإعلام الرياضي, وغير ذلك.
ورغم تبلور وانتشار العديد من التخصصات الإعلامية إلا أن الإعلام السياحي ما زال تخصصا جديدا لم يأخذ حقه في الانتشار ليس فقط في المملكة والعالم العربي بل وفي العالم, إذ قلما نسمع عن إعلامي متخصص في الإعلام السياحي, إلا أن الملاحظ أن الجهات المعنية بالسياحة أخذت تحفز على نشر هذا التخصص وإبرازه وخدمته دعما منها للنشاط السياحي.
والمملكة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار بدأت قبل فترة بالفعل في الاهتمام بالإعلام السياحي من خلال إقرار استراتيجية الإعلام السياحي التي تحوي عددا من الخطط والرؤى المتعلقة بهذا النوع من الإعلام, إضافة إلى إصدارها عددا من الإصدارات الإعلامية التي تدخل في هذا الإطار.
إن الإعلام السياحي بات يمثل عنصرا رئيسا مهما لاكتمال صناعة السياحة قياسا بما تشهده هذه الصناعة من تطور متسارع, والسياحة الآن بصفتها نشاطا اجتماعيا واقتصاديا مهما أصبحت في حاجة إلى الوسائل التي تعزز تفاعل المواطنين والجمهور معها, فقد تجاوزنا مرحلة التقبل إلى مرحلة التعامل والمشاركة والإسهام في الارتقاء بالنشاط السياحي إلى المستويات المأمولة, وهذا لن يتأتى إلا بخطط إعلامية مدروسة تترجم إلى جهود وبرامج تحقق هذا الهدف من خلال الإعلام السياحي المتخصص والمتطور والشامل لجميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية.
ولا شك أننا متفائلون كثيرا, وقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار في تفعيل استراتيجية الإعلام السياحي في وجود إعلاميين متخصصين في جميع وسائل الإعلام في المملكة ليسهموا في إحداث نقلة ذهنية في ثقافة السياحة الوطنية، ووضع الأطر التنظيمية الكفيلة بقيام وسائل الإعلام السعودية العامة والخاصة بدور فاعل في دعم السياحة في المملكة، ووضع إطار عام للتعامل الإعلامي مع الأزمات السياحية، وإعداد برامج ودورات تدريبية لتأهيل إعلاميين متخصصين في الإعلام السياحي، وغيرها من المهام والخطط التي تضمنتها هذه الاستراتيجية التي أنتجت ما شهدناه الأسبوع الماضي من انطلاق قافلة الإعلام السياحي الثالثة بمشاركة عدد من الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية الذين يقومون بالاطلاع على ما تزخر به بلادنا من معالم سياحية وأثرية قيمة, إضافة إلى ما سنشهده من برامج تدريبية قادمة ـ بإذن الله.
وخلاصة القول إن الإعلام السياحي تخصص مهم لتطور صناعة السياحة, وتطور أداء الصحافي نفسه بحكم الحاجة إلى هذا التخصص, فأين الإعلاميون عن "الإعلام السياحي"؟ ومتى سنرى دعما حقيقيا من المسؤولين في المؤسسات الصحافية لهذا التخصص؟