1.3 مليار ريال حجم الفعاليات السياحية العام الماضي .. وتوفر 4000وظيفة
في دراسة حديثة أجرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار عن الفعاليات السياحية, بلغ حجم العوائد المالية التي أنفقها السياح في المهرجانات والفعاليات السياحية التي نظمت بدعم ورعاية من الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة خلال عام 2007 أكثر من 1.3 مليار ريال, وبلغ زوار تلك الفعاليات أكثر من خمسة ملايين شخص بنمو يصل إلى 600 في المائة، مقارنة بعام 2005، كما قدر عدد السياح الذي حضروا تلك الفعاليات بأكثر من 1.2 مليون سائح, أي بنمو قدره 900 في المائة مقارنة بعام 2005.
وبلغ عدد الفرص الوظيفية الدائمة والمؤقتة التي وفرتها مهرجانات وفعاليات العام الماضي أكثر من أربعة آلاف فرصة وظيفية.
وارتفع عدد الفعاليات السياحية التي دعمتها الهيئة إلى أكثر من 33 فعالية رئيسة، وأكثر من 175 فعالية فرعية تضم مئات من الأنشطة الفرعية عام 2007.
كما تظهر هذه الدراسة التطور الذي شهدته الفعاليات السياحية في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية والآليات التي وظفتها الهيئة لتطوير الفعاليات, إضافة إلى النتائج الإيجابية التي حققتها, كما تضمنت الدراسة بيانات إحصائية مختلفة عن النتائج التي تحققت من الفعاليات إضافة إلى استعراض الأعمال المستقبلية المزمع إقامتها من قبل الهيئة مع شركائها للاستمرار في تطوير الفعاليات والمهرجانات السياحية المختلفة في المملكة. ونستعرض هنا أبرز جوانب الدراسة:
الفعاليات ودورها السياحي والاقتصادي
تعد الفعاليات أدوات مهمة للجذب السياحي وإثراء تجربة السياح في المحافظة أو المنطقة التي تقام فيها, مما يسهم في زيادة إنفاقهم على الخدمات والمنتجات فيها مما يحقق دخلا جيدا لصناعة السياحة والمواطنين, خصوصا أصحاب ذوي الدخل المحدود من أصحاب الحرف اليدوية وغيرهم, ولهذا تعد الفعاليات أدوات لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وليست أهدافا في حد ذاتها، إضافة إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الفعاليات من توفير الترويح والترفيه والتعليم وزيادة روابط المجتمع والعائلة والتثقيف بقيم المجتمع وإنجازاته.
الشراكة في السياحة نجاح للجميع
يستطيع المتابع لأعمال الهيئة العامة للسياحة أن يلاحظ النهج الذي تسير عليه الهيئة والمرتكز على مبدأ تكوين شراكات استراتيجية فاعلة, الذي حققت الهيئة فيه نجاحات مميزة, ويتضح ذلك من خلال نتائج الدراسة, حيث أظهرت زيادة كبيرة في عدد الفعاليات التي أقيمت بالتعاون مع شركاء, الأمر الذي أسهم في إيجاد فعاليات سياحية تنظم لأول مرة في المملكة مثل: مهرجانات إجازة الربيع, مهرجان أبحر السياحي، رالي حائل، مهرجان الزيتون في الجوف, مهرجان جازان السياحي الشتوي، مهرجان الخفجي الأول، والأسواق الشعبية والعديد من الفعاليات الأخرى.
تنمية المواسم السياحية
نستطيع القول إن الشرارة التي أشعلت فتيل الانطلاقة الكبيرة للتنمية السياحية كانت من خلال القراءة الجيدة من قبل الهيئة للمناخ السياحي في المملكة والقدرة على التفكير خارج الصندوق, والمقصود هنا هو عدم حصر جهود الهيئة على موسم الصيف الذي ارتبط سابقاً في ذهن الأفراد كموسم سياحي وحيد . فقد قامت هيئة السياحة بتكثيف جهودها من أجل استحداث وتطوير مواسم سياحية جديدة مثل الأعياد, وعطلة منتصف العام, وكذلك نهاية الأسبوع, إضافة إلى الأشهر التي بدأت تنشط سياحياً, الأمر الذي يؤكد نجاح الهيئة في تحقيق سياحة مستدامة وإبراز وجهات سياحية جديدة.
القطاع الخاص ودوره في إنجاح الفعاليات
بينت الدراسة جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في تحفيز الجهات ذات العلاقة في القطاع السياحي وحرصها على تفعيل دور القطاع الخاص, الذي أسهم بشكل ملحوظ في تطور مستوى الفعاليات ونوعيتها وجودتها. وبجانب المردود المادي المباشر من إقامة الفعاليات السياحية الذي وصل إلى أكثر من مليار و300 مليون ريال في 2007, وبما يعادل أكثر من 1000 في المائة لما أنفق على تنظيم تلك الفعاليات, تم تحقيق نتائج اقتصادية عديدة مثل عدد الفرص الوظيفية الدائمة والمؤقتة التي وصل عددها خلال 2007 إلى أربعة آلاف فرصة وظيفية والتي تم تكوينها من قبل القطاع الخاص بمساهمة هيئة السياحة التي حرصت على تفعيل دور هذا القطاع. وكذلك أدت جهود الهيئة إلى مساهمة القطاع الخاص في دعم الفعاليات بأكثر من 100 مليون ريال, ما أدى إلى تنظيم فعاليات سياحية جاذبة ومتميزة.
التخصص في التنظيم بدلا من التطوع
كشفت الدراسة أن الهيئة أسهمت في زيادة الفعاليات وتنوعها، حيث ارتفع عدد الفعاليات السياحية التي دعمتها الهيئة إلى أكثر من 33 فعالية رئيسة، وأكثر من 175 فعالية فرعية تضم مئات من الأنشطة الفرعية في 2007. فضلاً عن إبراز فعاليات جديدة وفي مواسم جديدة مثل رالي حائل, مهرجان عسير البحري، مهرجان حقل، مهرجان الخفجي ، ومهرجان جازان السياحي, ومهرجانات الربيع, وغيرها من الفعاليات.
كما تشير الدراسة إلى أهمية مساهمة القطاع الخاص في تنظيم الفعاليات بعد النجاح الذي حققته الهيئة في تنمية دور المؤسسات المنظمة للفعاليات وتركيز دعمها بشكل أساسي على وجود مؤسسات متخصصة في تنظيم الفعاليات بدلاً من اللجان المتطوعة. فخلال السنوات الماضية زاد عدد الشركات التي دخلت مجال الفعاليات, وتم إسناد تنظيم فعاليات برعاية الهيئة ودعمها إلى أكثر من 70 مؤسسة، وذلك لا يشمل المؤسسات التي نظمت فعاليات من دون رعاية الهيئة وهي كثيرة, ومع استمرار دور الهيئة ونموه يتوقع زيادة مساهمة القطاع الخاص بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.