تحفظ تجاه أسهم "الأسمنتات" رغم الطفرة الإنتاجية والسعرية

تحفظ تجاه أسهم "الأسمنتات" رغم الطفرة الإنتاجية والسعرية

يمثل عام 2007 نقطة التحول للسوق السعودية ولقطاع الأسمنت، فعلى الرغم من إنتاج الشركات طاقتها القصوى وبيعها كامل الإنتاج وبهامش ربحية جيد وتطبيقها خططا توسعية كبيرة، إلا أن المستثمر السعودي كانت له نظرة متحفظة مما انعكس على التقييم والتسعير في السوق، وحقق مكررات مرتفعة وإن كان مضاعف القيمة السوقية للدفترية ما زال مرتفعا في مواجهة مستويات ربحية مرتفعة. لا تزال النظرة وخلال عام 2008 إيجابية للقطاع من زاوية الطلب المحلي والطلب العالمي وخاصة في منطقة الخليج. وشهدت مستويات أسعار المنتجات نموا مرتفعا ومستمرا في ظل استمرار الطلب على المنتجات عالميا، ويتوقع استمرارها عام 2008 على الرغم من دخول ثماني شركات جديدة، وينتظر عدد مماثل لها في الدخول في عام 2009. لكن تبقى عوامل عديدة إيجابية تدعم استمرار التحسن في القطاع وتحقيق نتائج إيجابية له في ظل انطلاق عدد من الشركات لخارج حدود السعودية وبناء مصانع لها في الأردن واليمن مما يدعم توسع الشركات في الأسواق الخارجية والاستفادة من الفرص خارج السعودية.
وبغض النظر عن السوق وتقييمه للنتائج على المدى القصير، نهتم من خلال طرحنا هذا بتناول شركات قطاع الأسمنت والمقارنة بينها من زاوية مؤشراتها المالية بهدف تحديد الشركات ذات الأداء المرتفع وترتيبها بناء على مجموعة المؤشرات.

المؤشرات المستخدمة

تم استخدام ست مجموعات من النسب المالية، وهي جاذبية الشركة للمساهمين (وهي مجموعات النسب التي تقيس الأبعاد المؤثرة على قرار المساهم)، وكفاءة الإدارة (وهي مجموعة النسب التي تقيس كفاءة التشغيل والسيطرة على المصاريف)، وجاذبية الشركة للمقرضين (توضح قدرة الشركة على الاقتراض)، والقدرة على التعامل مع الاقتصاد (من زاوية إدارة السيولة والأصول المتداولة)، والقدرة التسويقية (مجموعة النسب التي تقيس كفاءة النشاط التسويقي)، والنسب السوقية (مجموعة النسب التي تعتمد على مؤشرات سوق الأسهم). وتساعد مجموعة النسب المختار في قياس نقاط الضعف والقوة للشركات العاملة في قطاع الأسمنت وبالتالي تحديد الشركات الأقوى من الشركات الضعيفة.

جاذبية الشركة للمساهمين

وتم التركيز على ستة مؤشرات هنا وهي هامش صافي الربح (وهي تقيس المتبقي من كل ريال مبيعات بعد تغطية كل المصاريف) والملاحظ أن أفضل شركة أداء هي أسمنت القصيم ثم أسمنت تبوك ثم أسمنت اليمامة، وفي المؤخرة كانت أسمنت السعودي ثم الأسمنت العربية. والعائد على الأصول (حجم الربحية المتولدة من الأصول) وكانت الأعلى أسمنت الجنوب، ثم أسمنت القصيم ثم أسمنت ينبع، وفي المؤخرة أسمنت تبوك وأسمنت العربية. العائد على حقوق الملاك (وتقيس حجم الربحية المتحققة للملاك) وكانت أسمنت القصيم الأعلى ثم أسمنت اليمامة ثم أسمنت الجنوب وفي المؤخرة أسمنت العربية وأسمنت تبوك. نمو الربح (يقيس حجم التحسن في الربحية) وكان الأعلى أسمنت القصيم ثم أسمنت ينبع ثم أسمنت اليمامة، وفي المؤخرة كانت أسمنت تبوك وأسمنت السعودية. ونمو حقوق الملاك (حجم التحسن في حقوق الملاك) أسمنت تبوك كانت الأعلى ثم أسمنت القصيم وأسمنت الشرقية، وفي المؤخرة أسمنت ينبع وأسمنت الجنوب. نمو الأصول (حجم الزيادة خلال العام في الأصول)، وكانت أسمنت السعودية الأفضل ثم أسمنت العربية فأسمنت تبوك، وفي المؤخرة أسمنت الجنوب وأسمنت الشرقية. الملاحظ أن تبادل المواقع واضح فلا توجد شركة واحدة حققت مركزا متقدما في مجموعة النسب بصورة مستمرة.

كفاءة الإدارة

تم استخدام خمس مجموعات من النسب، هي نسبة المصاريف إلى الإيرادات (تقيس حجم المصاريف غير الإنتاجية المباشرة) نجد أن الأقل هنا أسمنت ينبع ثم أسمنت الجنوب ثم أسمنت القصيم والأعلى أسمنت العربية ثم الأسمنت السعودي. هامش إجمالي الربح (ويقيس الحجم الربح بعد خصم المصاريف الإنتاجية المباشرة هنا)، ويعد الأفضل هنا من بين الكل أسمنت القصيم ثم أسمنت اليمامة والأقل تحقيقا للهامش هنا هي أسمنت السعودي والأسمنت العربية. ونسبة استغلال إجمالي الأصول (حجم المبيعات مقارنة بالاستثمارات) والأفضل هنا أسمنت ينبع ثم الأسمنت الجنوب والأسمنت الشرقية، والأقل هنا هو أسمنت تبوك ثم أسمنت الغربية. والإدارية والتسويق (وتقيس حجم مصاريف الإدارة مقارنة بالإيرادات) وكان الأقل أسمنت ينبع وأسمنت اليمامة ثم أسمنت القصيم وأعلى معدل في أسمنت السعودي ثم أسمنت العربية. وأخيرا الاستهلاك إلى تكلفة المبيعات (وتقيس حجم التحميل على التكاليف) أعلى ما يكون أسمنت تبوك ثم أسمنت القصيم ثم أسمنت اليمامة، والأقل أسمنت العربية ثم أسمنت الجنوب. كالوضع السابق نجد أنه لم يكن هناك شركة واحدة احتلت موقعا متقدما واستمرت عليه.

جاذبية الشركة للمقرضين

وتمثل حجم التمويل من مصادر غير حقوق الملاك وتقاس بنسبتين كلتيهما تؤدي الغرض نفسه هنا. الأولى نسبة الخصوم إلى حقوق الملاك وجميع الشركات متدنية فيها هذه النسبة ويعتبر جميعها جذابة، ولكن الأفضل هي أسمنت ينبع ثم أسمنت الجنوب ثم الأسمنت الشرقية والأعلى مطلوبات هي أسمنت اليمامة ثم أسمنت السعودية. ونسبة الخصوم للأصول وتوضح بالتالي تركز المطلوبات هنا ولم يتغير ترتيب الشركات من حيث الأداء. ومن المهم أن نشير إلى أن النظرية ترى أن التمويل من مصادر أخرى غير حقوق الملكية وغير مكلفة تدعم ربحية الشركة من حقوق الملاك وبالتالي في حدود معينة أفضل أن تكون هناك نسب مرتفعة من الخصوم وتصبح الشركات ذات الخصوم المرتفعة أفضل، وبالتالي يكون الأفضل عكس السابق وهو المرجح.

القدرة على التعامل مع الاقتصاد

تغير الظروف الاقتصادية وخاصة في الضغوط غير الانتعاشية تلعب قدرة الشركات على التحكم في السيولة وحجم الاستثمارات والأرباح المحققة من غير النشاط الرئيس تعد مهمة، ولكن في الظروف الانتعاشية والتي نعيشها يعد التركيز هنا على النشاط الرئيسي. وحسب الجدول هناك خمسة مؤشرات وعدم توافر المعلومات حول الذمم (المدينون) تم التركيز على أربع نسب هنا. وتقيس النسبتين السيولة والتداول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها والأعلى سيولة وتداولا هنا أسمنت الشرقية ثم أسمنت ينبع ثم الجنوب، والأدنى هنا أسمنت السعودي ثم أسمنت اليمامة. دوران المخزون (تكاليف المبيعات منسوبة للمخزون) الأفضل هنا أسمنت اليمامة وأسمنت الجنوب وأسمنت العربية، والأقل هنا أسمنت تبوك ثم أسمنت الشرقية. وأخيرا الربح من مصادر أخرى غير النشاط الرئيس، ونجد هنا أن الأعلى هنا أسمنت تبوك ثم أسمنت العربية ثم أسمنت الشرقية، والأقل هنا أسمنت اليمامة ثم أسمنت ينبع.

القدرة التسويقية

وعادة تتم من خلال الحصة السوقية وهي تعتمد على الطاقة الإنتاجية للشركات، وتم إضافة نمو المبيعات والإنتاج لدعم السابق. الأعلى حصة هنا هي أسمنت السعودي ثم أسمنت اليمامة ثم أسمنت ينبع، والأقل هنا أسمنت تبوك ثم أسمنت العربية. الملاحظ أن أعلى نموا كانت أسمنت ينبع ثم أسمنت القصيم ثم أسمنت الشرقية، والأقل هي أسمنت تبوك ثم أسمنت العربية. والجدول يستعرض كذلك الطاقة الإنتاجية لكل الشركات العاملة في مجال الأسمنت في السعودية ومعدلات نمو الإنتاج. كما تناول الجدول نمو المخزون للأسمنت والكلنكر، كما هو واضح هناك شركات تحتفظ بمخزون مستواه منخفض والسبب زيادة الطلب وحاجة السوق له.

النسب السوقية

وهذه المجموعة من النسب تربط بين النظرة للسهم وأداء السهم وبالتالي تقييم المستثمرين لها. وتم استخدام أربعة معدلات أو نسب هي ربح السهم ونسبة القيمة السوقية للدفترية ومكرر الربح والربح الموزع. حققت أسمنت القصيم أعلى معدل ربحية للسهم تلاه أسمنت السعودي وأقل معدل ربحية في أسمنت تبوك وأسمنت الجنوب وأسمنت اليمامة. وكانت نسبة القيمة السوقية للدفترية أعلى ما يكون في أسمنت اليمامة ثم أسمنت القصيم، وأقلها في أسمنت الشرقية وأسمنت العربية (تبنى هنا توقعات حول النمو الربحي المستقبلي). وأعلى مكرر للربح نجده هنا في أسمنت السعودي وأسمنت الجنوب، وأقلها نجده في أسمنت الشرقية وأسمنت ينبع. وأعلى توزيعا للربح نجده هنا في أسمنت القصيم ثم أسمنت ينبع وأسمنت الشرقية وينبع والسعودي، وأقلها أسمنت اليمامة وأسمنت تبوك.

الإنتاج والتصدير

الملاحظ أن الأعلى هنا هو أسمنت السعودية وأسمنت اليمامة من حيث الإنتاج والتسليم (بيع محلي) والأعلى تصديرا (يؤثر سلبا على الشركة نظرا لانخفاض سعر التصدير حسب المناطق المصدر لها حيث يعد الخليج الأفضل) الأسمنت السعودي والشرقية ثم القصيم وأسمنت اليمامة وأسمنت الجنوب، في حين لا يشارك الباقون في عملية التصدير ويكتفون بالاستجابة للطلب العالي للسوق المحلية. وأخيرا لا يمثل المخزون سوى تغطية فترة بسيطة، حيث يمثل أقل من 2 في المائة من الإنتاج كما هو واضح من الجدول رقم (2).

مسك الختام الترتيب

الملاحظ أن الأعلى ترتيبا هو أسمنت القصيم تلاها أسمنت الشرقية تلاها أسمنت ينبع ثم أسمنت الجنوب ثم أسمنت اليمامة ثم أسمنت العربية ثم أسمنت السعودية وفي المؤخرة أسمنت تبوك. وذلك في ضوء المؤشرات السابقة ونجد أن القدرة الإنتاجية وحجم الطاقة المتاحة دعمت بعض الشركات بسبب الظروف الحالية وتوجهاتها التصديرية والتي لم يستفد منها البعض الآخر ربما بسبب الشركاء السابقين والحاليين. كما استطاعت بعض الشركات وتوظيف مواقعها في دعم قدرتها وتحسين وضعها وبعض المزايا تميز نسبي والآخر تنافسي. وحسب النتائج كان قصب السبق لشركة لم تكن الأكبر حجما في الإنتاج.

الأكثر قراءة