القيمة التنظيمية: وصفة التميز

القيمة التنظيمية: وصفة التميز

[email protected]

شاع في السنوات الأخيرة على الصعيد المحلي استخدام القيم التنظيمية كأسلوب ترويجي للسلع والمنتجات والخدمات التي تقدمها منشآت القطاع الخاص، فأصبحنا نطالع في الصحف ونسمع في المذياع ونشاهد من خلال القنوات الفضائية التلفزيونية الكثير من الإعلانات المشتملة على القيم التنظيمية مثل: الأمانة منهجنا، الجودة شعارنا، غذاؤكم في أيد أمينة، صحتكم هدفنا، والهدف من هذه العبارات وغيرها جذب انتباه العملاء الخارجيين وكسب ولائهم وانتمائهم لسلع وخدمات للمنشأة. والتساؤل هو: هل وضعت هذه القيم للعملاء الخارجيين دون العملاء الداخليين؟ أم وضعت تقليداً للمنافسين؟ أم وضعت للقادة دون بقية الموظفين؟ إجابة عن ذلك تشير أدبيات الإدارة إلى أن القيم التنظيمية هي مجموعة المبادئ والتوجهات والمعتقدات والركائز الأساسية والمعايير الأخلاقية التي تتبناها المنشأة, وفي ضوئها تحدد طريقة تعامل الأفراد قادة أو موظفين مع بعضهم بعضا داخل المنشأة أو في أثناء تعاملهم مع العملاء الخارجيين. وتنبثق أهمية القيم التنظيمية في أنها تشكل المحرك الرئيسي, والقلب النابض والمرجع الموجه الذي تستند إليه سياسات وإجراءات وقرارات المنشأة, ولديها تأثير واضح في الاتجاهات والدافعية نحو العمل وفي الممارسات الوظيفية لأفرادها الذين يلتزمون بها لتحقيق رضا المستفيدين من خدمات المنشأة, وهناك من يرى أن القيم التنظيمية يجب أن تتوافر فيها عدد من الشروط لتؤدي دورها المنشود مثل:
أن يتم اختيار القيم المتسقة مع بعضها البعض فكرياً وسلوكياً، بحيث لا تتسبب قيمة تنظيمية في عرقلة تطبيق قيمة تنظيمية أخرى، فالإبداع والتمكين والمرونة قيم تنظيمية لا تتسق مع المركزية والأقدمية وحرفية الالتزام بالقوانين على الإطلاق.
أن تكتب القيم ويعلن عنها بمختلف الطرق, ليفهمها العملاء الداخليون قبل العملاء الخارجيين, ويقوموا بالالتزام بها في الممارسات الوظيفية قولاً وفعلاً.
أن تكون القيم التنظيمية ثابتة في كل المواقف والحالات, ومطبقة عملياً في الممارسات الوظيفية على المستويات الوظيفية كافة دون استثناء.، فليس الهدف من وجودها لأجل استخدامها كشعار للجذب في الدعاية والإعلام أو في تصريحات القادة الإداريين، فهي جزء لا يتجزأ من الثقافة المؤسسية للمنشأة.
يجب أن تكون القيم محدودة العدد، فكثرتها تشتت الجهود المبذولة في تحديد الممارسات الوظيفية التي تحققها.
أن تلامس عواطف العاملين وتسهم في تطوير قيمهم الشخصية، وبذلك تتوحد قيم العاملين وقيم العمل في بوتقة واحدة لتكسب الطرفين هوية وخصائص مميزة تميزهم عن العاملين في المنشآت المنافسة.

كلمة أخيرة: هناك أسباب اجتماعية وإدارية واقتصادية أدت إلى تراجع وضعف قيم العمل الإيجابية في بعض منشآتنا، فهدر الوقت وضعف الرقابة الذاتية, والمنافسة وانخفاض الدافعية والالتزام الحرفي بالقوانين, وضعف الإنتاجية وضعف الانتماء والولاء, وعدم استثمار الموارد المادية والبشرية من المؤشرات الدالة علي غياب القيم التنظيمية الإيجابية. ونطمح أن يكون الطموح والإبداع والتطوير والمرونة والمساواة والعمل الجماعي والتعاون والشفافية والتفاؤل والدقة واحترام الوقت من الوصفات الإدارية السهلة والعملية لمعالجة هذه الأمراض التنظيمية.

الأكثر قراءة