أقساط التأمين الإسلامي تتضاعف 10 مرات وصولاً إلى 15 مليار دولار

أقساط التأمين الإسلامي تتضاعف 10 مرات وصولاً إلى 15 مليار دولار

أوضحت أكبر شركة تأمين إسلامية في العالم من حيث رأس المال أن نحو ثلث أقساط التأمين الإسلامي سيأتي من الغرب بحلول عام 2020، بزيادة عن الرقم الحالي الذي يساوي الصفر تقريباً، وستتضاعف الأقساط 10 مرات لتصل إلى 15 مليار دولار.
وبنهاية هذا العام سيكون لدى شركة سوليدارتي - مقرها البحرين- فروع في ست دول عربية، إلى جانب ماليزيا ولوكسمبورج، وهي تنظر إلى أوروبا في سبيل التوسع، ولكن الافتقار إلى أدوات استثمارية طويلة الأجل والعقبات الثقافية تقف عوائق في طريقها.
يذكر أن التأمين الإسلامي، أو التكافل، يقوم على اقتسام الربح والخسارة بين العميل وشركة التأمين، في حين أنه في تعاملات التأمين التقليدي، فإن شركة التأمين تتحمل جميع المخاطر مقابل الحصول على أقساط التأمين.
وفي كلمة أمام مؤتمر قمة "رويترز للتمويل الإسلامي"، قال أشرف بسيسو، الذي يعمل مديراً عاماً لدى سوليدارتي: "ربما يكون التكافل قد بدأ باعتباره امتيازاً خاصاً للمسلمين، ولكنه أصبح الآن مقبولاً على نطاق واسع في جميع أقسام السوق، ففي أوروبا هناك الكثير من الطلب على المنتجات الاستثمارية الأخلاقية والمبدئية".
وأضاف في تقرير لـ "رويترز" أن نحو ثلثي الأقساط يأتي من آسيا، ومعظمها من المركز الرئيس للمصرفية الإسلامية، وهي ماليزيا، ومعظم النسبة المتبقية تأتي من الشرق الأوسط.
يذكر أن الذين يشترون بوليصة تكافل لا يدفعون أقساطاً، وإنما يتبرعون بمبالغ إلى صندوق جماعي، ثم يُصار إلى استثمار هذا الصندوق، وبعد خصم المطالبات التي يتقدم بها المشاركون في الصندوق، فإن العوائد من الصندوق تعاد لحاملي البوليصة، وبطبيعة الحال فإن الصندوق يُستثمَر حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
ويعد التأمين الإسلامي حالياً في وضع يؤهله للاستفادة من سوق في الشرق الأوسط تتسم بنسبة تأمين متدنية بشكل مزمن، وكذلك الاستفادة من شعبيته المتنامية بين الغربيين الراغبين في منتجات مالية أخلاقية، ولكنها ثقافية.
وقالت "سوليدارتي" إنه بسبب الافتقار إلى منتجات للدخل الثابت ذات أجل طويل، فإن البنوك وشركات التأمين الإسلامية تجد نفسها مضطرة إلى الاستثمار في الخليج العربي في قطاع العقارات، وبالتالي تعرض نفسها لأي تصحيح في سوق الممتلكات.
وقال بسيسو إن سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعد من أدنى المناطق التأمينية في العالم، إذ يبلغ متوسط عوائد أقساط التأمين لكل فرد من السكان في المنطقة 25 دولاراً، في مقابل 3500 دولار في الولايات المتحدة واليابان.
وقال الوزان إنه حين بدأت صناعة التكافل قبل نحو 30 عاماً، اعترض بعض المسلمين عليها بحجة أنها علامة على نقص الإيمان، لأنهم كانوا يعتقدون أن الله وحده هو القادر على التأمين على الحياة، وهذا ما دفع بشركات التكافل إلى إعادة تسمية التأمين على الحياة على أنه "التأمين العائلي".
وهناك عقبة أخرى أمام النمو، وهي الاعتماد التقليدي على العائلة الكبيرة في سبيل المساندة، بدلاً من اللجوء إلى التأمين.
وقال الوزان: "في هذه المنطقة لا يشعر الناس بالانزعاج حين يعلمون أن أحد الأشخاص لا يمتلك بوليصة تأمين على الحياة. ففي حالة الوفاة يمكن أن تتولى والدته أو ابن عمه رعاية أطفاله، ولكن هذا الأمر في حالة تغير الآن."
وقال بسيسو إن البعض في الغرب ينظر إلى المنتجات الإسلامية بنوع من الارتياب بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، والجدل العنيف حول رسوم الكرتون الدنماركية في عام 2006.

الأكثر قراءة