الأربعاء..فرسان تحتفي بـ"الحريد" والأهالي ينتظرونه بلهفة

الأربعاء..فرسان تحتفي بـ"الحريد" والأهالي ينتظرونه بلهفة

يحتفل أهالي جزر فرسان الأربعاء المقبل بموسم سمك الحريد "ببغاء البحر"، الذي يزور الجزر مرة واحدة في العام في موعد محدد عرفه الأهالي باليوم والساعة وذلك عندما يزور سمك الحريد ممره الذي يسلكه في طريق هجرته السنوية عبر "خليج الحصيص" الذي يقع إلى الشمال من جزيرة فرسان الكبرى.
ومما يعطى الحدث أهمية كبيرة هو رعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان لتلك الاحتفالية، بمشاركة ضيوف المهرجان حيث يشارك أهالي جزر فرسان الحالمة احتفاليتهم بهذه المناسبة التي تشهد حضورا كبيرا كل عام من قبل أهالي فرسان ومنطقة جازان عموما.
وأوضح الدكتور حامد بن مالح الشمري وكيل إمارة المنطقة للشؤون الأمنية رئيس اللجنة العليا للمهرجان أن مهرجان العام الحالي والذي يستمر أسبوعا سيشتمل على برامج ثقافية وترفيهية ونشاط نسائي وإحياء لعادات وتقاليد أهالي الجزيرة، وفقا للتراث الفرساني، مؤكدا جاهزية اللجان العاملة كافة لانطلاق أعمالها الفعلية، اعتبارا من يوم الأحد المقبل حيث تم تجهيز موقع المهرجان في شاطئ جنابه في مسرح مفتوح روعي في تصميمه الطابع المعماري التراثي لفرسان، وإقامة معرض للحرف ومسابقات وبرامج متنوعة.
وأبان الشمري أن الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز سيرعى مساء الأربعاء المقبل الحفل الثقافي الخاص بالمهرجان الذي تنظمه محافظة فرسان والذي يتضمن العروض الشعبية المتنوعة، فيما يرعى في اليوم التالي فعاليات صيد سمك الحريد إلى جانب وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية لمحافظة فرسان.
ويعد مهرجان الحريد من أهم المهرجانات السياحية التي تنفذها إمارة المنطقة بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة والعديد من الجهات والإدارات الحكومية والأهلية. وسمك الحريد الذي لا يتجاوز طوله 40 سم يمتاز بمذاقه ونكهته العالية في الجودة إلى جانب خلوه من الأشواك وارتباطه بذكريات الأهالي من مواسم كان يحتفلون بها في الأزمان الماضية وحنينهم الدائم لتلك المناسبات التي ارتبطت في الأذهان بموسم الحريد والشدة وغيرها من المناسبات التي يحتفى بها أهالي فرسان، إذ يحرص الجميع على الخروج للمشاركة في صيد "الحريد" مع موعد مروره بخليج الحصيص. ولأهالي فرسان في الاحتفاء بالحريد وصيده مراسيم وقوانين لا يتعداها أيا منهم حرصا من الجميع على الحصول على رزقه من سمك الحريد. وتبدأ تلك المراسيم مع ساعات الصباح الأولى عندما يتوجه مجموعة من كبار السن والصيادين المحترفين لنصب ما يعرف بالدور (الشباك) وسمي بالدور لأن الشباك توضع على شكل دائري مغلق من العديد من الجهات عدا جهة واحدة تكون الجهة المقابلة للوجهة التي يأتي منها سمك الحريد مما يسهم في جمع اكبر قدر ممكن من سمك الحريد في تلك الشباك التي تسحب من قبل الصيادين إلى أقرب نقطة للشاطئ وتثبت وفق طرق فنية يعرفها الفرسانيون، تضمن ثبات الشباك وعدم خروج السمك منها حيث توضع كميات من شجر الكسب تساعد على إيقاف حركة سمك الحريد وتوقفه عن السير ويكون سهلا لعملية الصيد، ومما يساعد الصيادين في ذلك أن سمك الحريد عادة ما تكون حركته في وجهة واحدة ولا يمكنه الرجوع بحركة معاكسة لحركة سيره وكذا سيره الدائم في مجموعات كبيرة تقدر بالمئات بل وحتى الآلاف في بعض الأحيان، الأمر الذي يجعل تمييز المجموعات الكبيرة منه من قبل الحضور من خارج الشاطئ أمر سهلا حيث تكون تلك المجموعات بقعة سوداء متحركة وسط المياه الضحلة مما جعل الأهالي يطلقون عليه اسم السواد. وعندما تطلق صرخة الانطلاق يكون قد تم الإذن لمن يقف على الشاطئ للانطلاق إلى داخل الشباك والقيام بجمع اكبر كمية من "ببغاء البحر" الذي يمنع بيعه وفق عادات وتقاليد الفرسانين بل يحتفظ به في البيوت ويهدى للضيوف والمتزوجين حديثا.

الأكثر قراءة