هل تنجح الشركات في ربط أدائها الإداري والربحي بمسؤوليتها الاجتماعية؟

هل تنجح الشركات في ربط أدائها الإداري والربحي بمسؤوليتها الاجتماعية؟

من المغري، والرائج جداً، ربط المسؤولية الاجتماعية بالربحية. فإذا كان بإمكانك أن تجعل من قضية عمل، نشاطاً اجتماعياً إيجابياً، فسيتحقق الفوز للجميع، أي للموظفين، وللمساهمين، وللمجتمع على اتساعه. ولكن على مدار عقود من الزمن اجتهد الباحثون للإجابة على هذا السؤال المزعج: هل هناك رابط بين أداء الشركات الاجتماعي، وأدائها؟ إنها ليست بالعلاقة القوية وفقاً لتحليل 167 دراسة من هذا النوع أجريت على مدار 35 عاماً، بالتعاون مع جيمس بي وولش من كلية روس للنشاطات العملية في جامعة ميتشجان.
وبينما لا يبدو أن القيام بأعمال الخير يدمّر قيمة المساهم، وجدنا علاقة صغيرة جداً فقط بين السلوك المشترك، والنتائج المالية الجيدة (والاستثناء الوحيد هي الأعمال الشريرة العامة التي يكون لها تأثير سلبي واضح). وإضافة إلى ذلك، فإن العلاقة الثانوية القائمة يمكن تفسيرها عن طريق ثروة كبيرة أو دعم مالي كبير، حيث من الممكن أن يعمل تاريخ من الأداء المالي القوي ببساطة، على إعطاء الشركة المال الضروري للمساهمة في المجتمع. ونجد بالفعل، الكثير من الأشكال المتنوعة التي يمكن أن تتسم بها المسؤولية الاجتماعية، حيث أثبتت المساهمات النقدية في الأعمال الخيرية علاقة قوية مع النجاح أكثر من سياسات الأداء الاجتماعي المسؤول، أو مشاريع البلدية. وفيما يلي تلخيص مفصّل أكثر عن النتائج التي توصلنا إليها:

الأعمال البشعة المشتركة مكلفة بالنسبة للشركات إذا عرف الناس بها:
بالأدلة المنتشرة على الألسن بشأن الفضائح الأخيرة ومخاطر عواقب الأعمال المؤذية على الشركات، ومديريها التنفيذيين، فإن الأمور تصبح أسوأ، ولكن من الصعب تقدير نسبة احتمال الانكشاف.
على الأرجح ألا يكلّف القيام بعمل الخير المساهمين:
ربما تكون الطريقة الأسهل لتبليغ نتائجنا إلى الآخرين هي أن نقول إن الدراسات التي راجعناها أثبتت أن نسبة المديرين الذين يكرسون موارد الشركة للأداء الاجتماعي، متخذين إجراءات تأخذ مصالح المجتمع في الحسبان، ممن يفرضون تكلفة مباشرة على المساهمين، لا تزيد على 2 في المائة. ويمكن للشركات أن تعمل الخير، وأن تنجح في ذلك، حتى وإن كانت لا تجيد عمل الخير.
يفترض ألا يكون تحقيق الربح السبب المنطقي الرئيسي للمسؤولية الاجتماعية المشتركة:
لا شيء من هذا يشير إلى أنه ينبغي على الشركات ألا تنخرط في نشاطات تولد منفعة اجتماعية. وعلى أية حال، فعليها ألا تتوقع أن تتلقى مكافأة سخية مقابل ذلك. وقد لا يكلفك السلوك المسؤول اجتماعياً مالياً، ولكن إذا كان الهدف هو عائد الاستثمار، فهنالك العديد من الطرق الأخرى لإنفاق مالك بحيث يحقق لك مردوداً أكبر.
وهنالك طريقة أخرى، وربما أكثر إثارة للسخرية لتفسير تلك العلاقة الضعيفة، وهي الإشارة إلى أنه من المجدي أن تكون خيّراً، ولكن ليس خيّراً جداً. فمن الممكن أن تكون الشركات التي تحقق مردوداً واضحاً تفعل كل ما بوسعها لكي لا تتعارض مع المشرعين والنشطاء، ولكن ليس إلى حدٍ كبير، بحيث يسيء إلى المحللين والمستثمرين.
وفي النهاية، إذا كانت توقعات مردود اقتصادي تحث الشركات على تنظيف تصرفاتها المشكوك بها، أو إصلاح توعكها الاجتماعي، فحينها سيستفيد المجتمع. وعلى أية حال، فإن وضع إطار حول الاستثمار الاجتماعي ضمن مفاهيم مصلحة المساهمين يمكن أن يؤدي إلى الضلالة. وإن الاستثمارات في حاجة لأن يُحكم عليها وفقاً لجدارتها فقط. ويمكن للقادة، بل عليهم أن يكشفوا عن دوافعهم الخاصة قبل الانغماس في الشؤون العامة. فمن الممكن أن يكون القيام بفعل الخير مكافأة في حد ذاته.

* جوشوا دي. مارجوليس أستاذ مساعد في وحدة السلوك التنظيمي في كلية هارفارد للأعمال في بوسطن. وهيلاري أنجر إلفينباين أستاذة مساعدة في مجموعة السلوك التنظيمي والعلاقات الصناعية في كلية بيركيلي هاس للأعمال في جامعة كاليفورنيا.

الأكثر قراءة