السودان يضع فرص الاستثمار الزراعي أمام الشركات السعودية
عرض عدد من المستثمرين السودانيين من خلال المنبر السوداني للاستثمار والاقتصاد، الفرص الاستثمارية الزراعية المتاحة للمستثمرين السعوديين في السودان. ويأتي ذلك في ضوء فجوة الغذاء العالمية التي بدأت تلوح في الأفق بسبب المتغيرات المناخية والاستهلاكية في الدول المنتجة والدول المستهلكة.
وأوضح محمد شفيع مستشار مجموعة دال السودانية أن أسباب الشح في صادرات القمح العالمية يعود إلى المتغيرات المناخية وشح الأمطار في بعض الدول المنتجة للقمح، إضافة إلى بعض السياسات الداخلية الخاصة بالطاقة البديلة التي بدأت تنتهجها هذه الدول.
وبين شفيع خلال تجمع اقتصادي حضره عدد من الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين السعوديين، عددا من العناصر التي تؤكد أهمية السودان في الوقت الراهن كبديل استراتيجي لزراعة القمح في ظروف المؤشرات الإيجابية العديدة للاقتصاد السوداني التي من أهمها تزايد الإنتاج المحلى من النفط و تحقيق نسبة نمو قياسية في الناتج القومي الإجمالي بلغت 10في المائة، كذلك استئناف التعامل مع صندوق النقد الدولي و العضوية الفاعلة في منظمة الكوميسا و عضوية المنطقة التجارية العربية الحرة (حرية التحويلات التجارية بين الدول العربية) والتحضير الجاد الذي بلغ مراحله الأخيرة في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وتحدث صلاح إدريس كبير المصرفيين السودانيين عن الدور الإيجابي لاتفاقية التجارة العالمية في دعم التكامل الزراعي وتشجيع المنافسة وعن فرص السودان المتميزة في سد فجوة الغذاء على مستوى العالم العربي وعن التوقعات العالمية بزيادة هذه الفجوة وبزوغ نجم الاستثمار الزراعي في ظل تزايد الحاجة إلى الغذاء عربيا وعالميا.
كما أشاد المهندس أحمد السمارى رئيس اللجنة الزراعية بمجلس الغرف التجارية في السعودية بالمنبر السوداني للاقتصاد والاستثمار الذي عمق معالجاته العلمية للشأن الاقتصادي ودوره في ربط الجهات المعنية ببعضها البعض، متحدثا عن التجربة السعودية في زراعة القمح والخبرات الممتازة التي تراكمت جراء هذه التجربة وإمكانية الاستفادة منها في السودان، كما تطرق إلى الحديث عن الأراضي السودانية وخصوبتها العالية وعن القوانين المشجعة للاستثمار التي تتميز بها داعيا المستثمرين السعوديين إلى استغلال هذه الفرص المشتركة والتوجه إلى السودان للعمل في مجالات الزراعة وصناعة الغذاء التي أصبحت هاجسا عالميا.
من جهته, أكد أحمد عمر المستشار الاقتصادي السوداني، خلو القوانين السودانية من أي تعقيدات مرحبا بالمستثمرين السعوديين، الذين اعتبرهم مستثمرين في بلدهم الثاني.
كما بين الدكتور كرار التهامي رئيس منبر الاقتصاد والاستثمار السوداني، أن الهدف من عقد هذه اللقاءات هو التواصل مع المستثمرين السعوديين، خصوصا بعد أن أبدى عدد من رجال المال والمستثمرين السعوديين اهتماما متزايدا بالفرص الزراعية في السودان مما يؤكد أهمية التكامل السعودي السوداني لتوفير هذه السلعة الاستراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال المشاريع المشتركة واستخدام التقنيات المتطورة والموارد المالية، موضحا أن استراتيجية المنبر تقوم على المعرفة العلمية والعصف الذهني للخبراء الاقتصاديين وأصحاب الخبرات التطبيقية في المجال الاقتصادي، مبينا أن السودان يمثل امتدادا استراتيجيا للاقتصاد العربي وخصوصا السعودي, بأراضيه الخصبة وملاءمة مناخه وتعدد ثرواته المعدنية والحيوانية وموقعه الجغرافي المتميز في قلب القارة الإفريقية التي تتجه إليها أنظار الاقتصاديين العالميين اليوم .