معلمون يطالبون بحوافز مالية وتفريغ كامل لتفعيل النشاط الطلابي
معلمون يطالبون بحوافز مالية وتفريغ كامل لتفعيل النشاط الطلابي
تذمر الكثير من المعلمين عن تغييب دور النشاط وتفعيله في المدارس رغم دوره الريادي الكبير في علاج الكثير من المشكلات التربوية، التي تساعد المعلم على اكتشاف الجوانب الإيجابية في شخصية الطالب، وتلبية الكثير من الرغبات لديه واستغلال الحماس فيما يفيد، كما أن لرائد النشاط دورا مهما في اكتشاف المواهب غير المعروفة لدى بعض الطلاب، وذلك من خلال إشباع رغبات التلاميذ وميولهم في أنشطة تحقق هذا الهدف.
ويمر النشاط الطلابي في المدارس حاليا بأزمة خانقة، إذ تغيب الميزانية التي تلبي احتياجات رائد النشاط، وتدعم وجوده في المدارس، إضافة إلى عدم وجود رواد مفرغين وميزانية ثابتة من إدارات التربية والتعليم في المناطق، إذ يتم الصرف عليه من الصندوق المدرسي الذي يشكو من كثرة المصروفات وقلة الإيرادات.
أكد لـ" الاقتصادية" صالح الهدلق مدير عام النشاط الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الرياض، أن النشاط في المدارس يساعد كثيرا على حل مشكلات الطلاب، وذلك بعد أن يدرس المرشد الطلابي حالة الطالب، ومن ثم يعالجها بإشراكه في النشاط المناسب.
وأيد فكرة تفريغ رواد نشاط على مستوى مدارس المملكة، أسوة بالوظائف الإدارية الأخرى، كالوكالة والإرشاد وقال:" من بيده القرار ويحتاج إلى توجيه السؤال له هو وزارة التربية والتعليم".
وكشف الهدلق عن ميزانية النشاط الطلابي في إدارته التي تبلغ ثمانية ملايين ريال لهذا العام، نافيا أن يتم توزيعها على المدارس، نظرا لأنها مخصصة لأنشطة الإدارة.
وأوضح أنه لا توجد ميزانية للنشاط في المدارس مخصصة من قبل الإدارة، حيث يتم تخصيص ميزانيته من دخل الصندوق المدرسي، وهو غير كاف للمدارس التي تعمل بقوة في النشاط، بينما هي أكثر من كافية للمدارس المقننة لأنشطتها.
وعن المصروفات التي يقدمها رواد النشاط للأعمال التي يقومون بها في مدارسهم، وهل تسدد الإدارة فواتيرهم أجاب : الإدارة غير مسؤولة عن هذه الفواتير التي قدمت للمدارس، أما فيما يخص الإدارة فإنها تسدد.
ونفى عمل رواد النشاط دون حوافز مشيرا إلى أنهم يكافَؤون بشهادات تقدير، ودورات أما الحافز المادي فهو غير موجود.
وأبان أنهم بصدد إخراج النشاط الطلابي من بوتقته المعروفة إلى مجال رحب، تفعل فيه مشاركة الطالب.
وفي السياق ذاته، شدد حسين الصالحي وكيل مدرسة حاليا ورائد نشاط سابق، أن النشاط في السنوات الماضية كان يسهم كثيرا في حل مشكلات تربوية كثيرة جدا، إذ كان منوعا وكانت هناك جماعات مختلفة كل منها تقوم بمهامها الموكلة إليها، وكان النشاط في أوجه عندما كان رواده مفرغين تماما لهذا العمل.
وأضاف: العوائق كثيرة، فلم يعد المعلم رائد النشاط يؤدي دوره بفاعلية بسبب عدم تفريغه، فكثير منهم لديه نصاب عال من الحصص تصل إلى 22 حصة أو أكثر، كما لم تعد هناك ميزانية كافية للنشاط، باستثناء القليل من صندوق المدرسة، والذي لم نجد منه الشهر الماضي سوى 400 ريال بعد أن سددت فواتير أخرى مهمة، ويتساءل هل تكفي 400 ريال حتى لتجميل فصل واحد؟!
وأوضح أن المدارس تعيش مشكلة حقيقية بعد أن تقلص عمل النشاط لديها، مشيرا إلى أنهم اضطروا حيال ذلك إلى الاستعاضة عنه بدوري رياضي يومي، وفي ملعب غير مهيأ، ولا يستوعب إلا 22 لاعبا لإشغال الطلاب وتعويضهم عن النشاط المفقود.
من جانبه بين أحمد العبد الله وهو رائد نشاط متميز في مدرسته ونصابه 16 حصة، أنه رغم هذا النصاب العالي من الحصص استطعنا ولله الحمد تحقيق مراكز متقدمة في مسابقة الإلقاء على مستوى مركز الإشراف، وتحقيق المركز الأول في مسابقتي الخط والرياضيات، ولله الحمد نلنا العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وحصلت المدرسة على الجائزة الأولى ضمن المدارس المتميزة.
وأضاف العبد الله أنه لو كان مفرغا تفريغا كاملا لاستطاع أن يبدع أكثر في عمله، ويحقق العديد من شهادات التقدير والثناء، وحصد العديد من الجوائز، وعن الميزانية المالية أكد العبد الله أن مدير المدرسة وبعض المعلمين لم يقصروا في هذه الجانب، حيث دعموا ميزانية النشاط من جيبهم الخاصة ما خلق لهم هذا البيئة المنافسة، مشددا على ضرورة توفير الدعم الكافي، إضافة إلى التفريغ الكامل من الحصص.
أما ناصر الحنان رائد نشاط في مدرسة متوسطة فيرى أهمية التفريغ الكامل للمعلم المكلف بالنشاط، وذلك ليتمكن من أداء عمله، وتقديم كل ما لديه في هذا المجال الخصب بالكثير من الأنشطة الثقافية، الاجتماعية والرياضية، إضافة إلى تنظيم الرحلات والزيارات المفيدة للطلاب.
ووصف معاناته، وكثير من زملائه رواد النشاط، بالكبيرة والمليئة بالعقبات التي يتقدمها ضعف الدعم المالي، عدم وجود أماكن مهيأة في المباني المستأجرة.
من جانبه بين إخصائي نفسي أن للنشاط الطلابي فوائد عديدة تعود على الطالب، والمعلم أيضا بالنفع منها: تعويد الطالب على احترام النظم العامة والقوانين، الترويح عن النفس، وتجديد حيويتها، تنمية الهوايات الموجودة لدى الطلاب، توسيع آفاقهم الفكرية والعلمية، اكتشاف مواهب الطلاب وقدراتهم، صقل هذه المواهب والقدرات والميول، زيادة الحصيلة العلمية للطالب من الأساليب والتعابير والألفاظ اللغوية والفنية والعلمية، تساعد على تأهيل الطالب لمواجهة الحياة بمختلف صورها، اكتساب خبرات ومهارات جديدة، تمد الطالب بمعلومات عن المهن المختلفة التي يمكن أن يمارسها في مجتمعه، إضافة إلى معلومات عن أسس اختيار الفرد للمهنة التي تناسبه، ويساعد المعلم أيضا في التعرف أكثر على العديد من الأنشطة التي يحقق من خلالها أهدافه من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين، والأخذ منها ومحاكاتها.