بدايات مشبوهة!
بدايات مشبوهة!
بدأ الكثير من الشعراء بقصائد عادية جداً، وهذا شيء طبيعي، لكن البعض منهم بدأ النشر بقصائد عادية جداً وهنا تفرق المسألة، فمن يصل إلى سدة النشر يجب أن يكون قد وصل على الأقل لنسبة جيدة من الجمال والإجادة، وهذا ما لم يحدث في كثير من التجارب، وحدث كثيراً أن أصبح هذا الشاعر العادي جداً شاعرا متقدما بفنه ومبتكرا ومبتعدا بتفوقه عن جيله!! ما الذي تغيّر؟! حقيقةً لا نعلم ولكن هناك ما يثار هنا وهناك عن شاعرٍ يكتب من خلف ستار ويقبض من خلف "لطمة"! وهذه الأيام "إن وجد" فهو يقبض من أمام "كشرة مفتوحة ع الآخر"، ولنبتعد عن "أبو كشرة" ونعود إلى الشاعر الذي تجاوز الكل بأعجوبة، هذا التجاوز لم يكن مقبولاً في السابق نظراً لأن الشاعر يبدأ النشر بعد أن يكون قد أجاده، الآن بات مقبولاً جداً، فمنتديات الإنترنت فتحت الأبواب لكل الأجيال لتلتقي بدون "فلتر صحفي"، يمرر من يرى جودة قصائده ويصد من يراه أقل جودة، هذه المنتديات باتت أرشيفاً لشعراء بلغوا الآن عمراً متقدماً من الشباب، دخلوا الإنترنت قبل ثماني سنوات تقريباً بقصائد غير موزونة وبقوافٍ متعددة في النص الواحد، هؤلاء الشعراء يملكون الآن رداً على من سيتهمهم بالشراء أو طلب التعديل أو حتى السرق، فنتاجهم منذ بداياته المتمايلة وحتى استقامته الشامخة موجوداً كشاهد على صدق مواهبهم، ما لم يعودوا له ويطمسوه خوفاً من شامت أو خجلاً من بدايات هي في عاديتها طبيعية ودليل نمو طبيعي لم يعتمد على تغذية صناعية.