تكنولوجيا صديقة للبيئة
تكنولوجيا صديقة للبيئة
أثار معرض سيبت العالمي، الذي أقيم أخيرا في مدينة هانوفر الألمانية، من جديد موضوع (التكنولوجيا المعلوماتية الخضراء)، وقدمتها على رأس موضوعات المعرض هذا العام 2008. ويتعاون المعرض من أجل ذلك مع اتحاد بيتكوم والمبادرة التي تحمل اسم (تشغيل الحاسوب بشكل صديق للبيئة)، والتي تضم شركات عملاقة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات وعلى رأسها شركتا إنتل وجوجل.
وأوضحت هذه الشركات بشكل مباشر أن هدفها هو خفض الطاقة المستخدمة في تشغيل أجهزة الكمبيوتر بمقدار النصف حتى عام 2010م، وذلك في ظل توافر ظروف معينة. حيث أشارت هذه الشركات أن نصف الطاقة المستهلكة في تشغيل كثير من الأجهزة الحالية مهدرة.
ودعم رئيس شركة مايكروسوفت، ستيف بالمر، هذا التوجه العالمي برؤيته الشخصية بقوله: إن بوسع أجهزة الكمبيوتر تقديم مساهمة كبيرة لحماية المناخ، مشيراً كذلك إلى أنه على الرغم من أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت ضمن قائمة المستهلكين الكبار للطاقة، إلا أنه يمكن استغلالها بشكل واسع لترشيد الطاقة وحماية المناخ، ودعا إلى تعزيز الأبحاث والدراسات في مجال التكنولوجيا الخضراء وتعزيز الجهود لحماية البيئة المحيطة من حولنا.
وأجرى متخصصون في تكنولوجيا تقنية المعلومات خلال فعاليات هذا المعرض العالمي في ألمانيا استطلاعا للرأي كشف أن معظم المستهلكين، وتحديداً في ألمانيا، على استعداد لدفع المزيد من المال لشراء أجهزة الكمبيوتر الـخضراء، الموفرة للطاقة، مما يجعلها صديقة للبيئة.
وتبين من خلال الاستطلاع الذي أجري بتكليف من شركة فوجيتسو سيمنس لصناعة الحاسوب أن المستهلك الألماني لا يمانع في المتوسط من دفع 23 في المائة إضافة إلى المتوسط الحالي لأسعار الكمبيوتر لشراء هذه الأجهزة الصديقة للبيئة، في حين أبدى 28 في المائة من الألمان استعدادهم لدفع 11 إلى 20 في المائة بشكل إضافي لشراء أجهزة كمبيوتر صديقة للبيئة.
وأمام هذه المطالب الدولية، وكون بيئتنا تحتضن كميات هائلة من الأدوات والمعدات والأجهزة التقنية، وباعتبار أن أكبر حصة من الاستثمارات والإنفاق على التكنولوجيا تمتلك السعودية النسبة الأكبر منها على صعيد السوق العربية والشرق أوسطية، بما يعكس أننا في طور ثورة تقنية قياسية، وجراء ذلك ستزداد المساحات التي تستخدم فيها التقنيات وتضيق الخناق على بيئتنا من طاقتها المنبعثة.
ومن هذا المنطلق نأمل من الهيئات المعنية بالبيئة والمهتمين بها إلى السعي لتفعيل الأنظمة واللوائح أو تحديثها بخصوص تقليل الآثار المنبعثة من استخدامات التكنولوجيا، حتى نكون في وسط قليل المخاطر على البيئة.
وهناك إجراءات من واقع خبرتي واطلاعي المتواضع أرجو من كل مستخدم للتقنية مراعاتها، وأوردها هنا في مجموعة نقاط، وذلك فيما يخص أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها، وما ينطبق عليها يسري على التقنيات الأخرى:
1 ـ محاولة تقليل ساعات التعامل مع الكمبيوتر، أو تحديد فترة راحة لكل 3 ساعات. وذلك بقصد تجنب أي ضرر قد ينتج بسببها.
2 ـ بالنسبة للأقسام الفنية التي يتوافر فيها عدد كبير من الكمبيوترات والطابعات .. إلخ، فإنه يفضل أن تكون في مساحة حرة واسعة، وبيئة مناسبة للعمل بها.
3 ـ تصدر من الطابعات والماسحات الضوئية والهيكل المكتبي للكمبيوتر والشاشات التقليدية أضرار مع طول فترات الاستخدام، لذا ينصح بتقليص فترة تشغيلها وإبعادها قدر الإمكان لمسافة مناسبة عن المستخدم.
هذه محاذير مبدئية كافية أن تحمينا خلال الفترة القادمة من تعاملنا مع التكنولوجيا، على أمل أن تتوافر التكنولوجيا الصديقة للبيئة في زمن قريب، والتي نرجو دعمها ومتابعتها مع الجهات المعنية.