مستوى 9000 أثبت قدرته على الدعم وارتفاع "سابك" يزيد التفاؤل.. هل يُغير المؤشر الحر النظرة؟
غداً السبت سيكون أول أيام تطبيق المؤشر الحر وهو المؤشر الذي سيقيس السوق بناءً على الأسهم المُتداولة فيه فعلاً ويستثني تلك الأسهم التي تملكها الحكومة أو مؤسساتها وأيضاً سيتم استثناء حصص المؤسسين بمن فيهم الأجانب الذين تطبق عليهم فترة حظر، إضافة إلى استبعاد الحصص التي تُصل إلى 10 في المائة أو تزيد، وقد تم احتساب قيمة المؤشر ابتداء من إغلاق عام 2006 وباحتساب تأثير تداولات عام 2007 مع تداولات الربع الأول من العام الحالي فإن قيمة المؤشر وصلت إلى 9181 نقطة حسب إعلان شركة "تداول".
كما تمت إعادة هيكلة قطاعات السوق لتعكس النشاطات الحقيقية للشركة المُدرجة في سوق الأسهم السعودي وهذه الخطوة المُنتظرة منذ زمن ستجعل الأمور منطقية أكثر وسيكون الربط بين شركات القطاعات ممكناً من قبل المُحللين وهو الهيكل المعمول به في معظم البورصات العالمية، وإن كنا نعتقد أن هذه الخطوات متأخرة إلا أننا نشدّ على أيدي الإخوة في شركة "تداول" ومن ورائهم هيئة سوق المال حيث يلاحظ المُراقب تسارعا في الخطى في الآونة الأخيرة وإحساسا عظيما بالمسؤولية وتلاحما مع الإعلام لبيان ما يحتاج إليه المُتداول.
المؤشر الحر والتحليل الفني
التحليل الفني يعتمد الأسعار التاريخية للمؤشر الحر وأي مؤشر أو سهم لتحديد رؤيته المُستقبلية، ويجب أن يتوافر بالأسعار التاريخية خمسة أرقام عن كل يوم يتم إغلاقه، وهي سعر الافتتاح والإغلاق وأعلى وأقل سعر إضافة إلى عدد الأسهم المُتداولة، ولكن البيانات التاريخية التي ستُوفرها شركة "تداول" عن المؤشر الحر للفترة الماضية ينقصها أعلى وأقل سعر، وهذا سيؤثر بطريقة أو بأخرى في دقة التحليل الفني بالنسبة للمُحترفين.
كما لن يتمكن المُحلل الفني من رسم البيانات التاريخية للمؤشر الحر باستخدام الشموع اليابانية Cndlesticks على سبيل المثال لعدم توافر أعلى وأقل سعر وبالتالي فإن تحديد مستوى الدعم والمقاومة الأفقية لن يكون دقيقاً ولن تتضح الرؤية على الأجل المتوسط بالنسبة للمُحلل الفني إلا بعد تراكم البيانات ابتداءً من السبت المقبل وحتى ثلاثة أشهر من التداول، وبالفعل ستقوم شركة "تداول" بإيقاف العمل بالمؤشر العام الحالي بعد ثلاثة أشهر، ولن يبقى في أيدينا سوى المؤشر الحر، وقد كتبت موضوعاً مُطولاً عن المؤشر الحر والتحليل الفني سيتم نشره غداً في ملحق خاص ستُطلقه صحيفة "الاقتصادية" عن المؤشر الحر.
كيف الطريق
لغرض التحليل الفني في الفترة المقبلة فإنه من الصعب الاستغناء عن المؤشر العام الحالي، لذا فإن الطريق لفهم السوق هو تحليل المؤشر الحر وبجانبه المؤشر العام الحالي، خاصة أن الفرق بينهما طفيف حسب الرسومات المبدئية التي اطلعت عليها واطلع القراء عليها بصحيفة "الاقتصادية" قبل أكثر من أسبوع.
بالنسبة لقطاعات السوق فإن إعادة هيكلتها أثر في أرقام مؤشرات القطاعات ولكنها أصبحت معروفة لدينا وننتظر أن تصدر البيانات التاريخية لكل مؤشر قطاع حتى يُمكننا مراجعتها فنياً، ولكن توجد قطاعات لن تتأثر وهي قطاع البنوك والأسمنت والاتصالات والتأمين ولكن الأساس الذي ستنطلق منه سيكون 5000 نقطة.
الوضع الفني الآن
كما بينت أعلاه فإننا سنعتمد على تحليل المؤشر العام الحالي TASI حتى تصدر البيانات التاريخية للمؤشر الحر ونقارن بينهما وندمج التحليلين للخروج بتحليل واضح، واستناداً إلى ما ذكرته سابقاً في تحليل يوم الجمعة الماضي أن مستوى 9000 نقطة هو مستوى دعم مهم تسبب في تكونه المتجه الصاعد كما في شكل (1) حيث نلاحظ أن المؤشر العام TASI ارتد منه مرتفعاً بعد أن استقر قريباً منه لثلاثة أيام ابتداءً من الأحد الماضي، وفي تداولات الأربعاء الماضي قفز المؤشر العام بنسبة 2.7 في المائة في يوم واحد ومن يقف وراء هذا الصعود هو سهم "سابك" الذي ارتفع الأربعاء بنسبة 5.6 في المائة مخالفة كل التوقعات وقبل أن تصدر نتائجها، وسوف نناقش سهم "سابك" فنياً بمزيد من التفصيل لاحقاً.
بالنظر لشكل (2) يتبين متوسطات الحركة البسيطة ونجد أن المؤشر العام TASI أصبح في مواجهة مع متوسط حركة 150 يوما عند مستوى 9402.42 نقطة وقد تجاوزه المؤشر العام يوم الأربعاء ثم عاد ليُغلق دونه عند مستوى 9367.52 نقطة، وهذا جعل الأمور تتحسن كثيراً إذ كانت النظرة تشاؤمية ولكن كنا ندعو للانتظار ومُتمسكين بصمود مستوى دعم 9000 نقطة وأن يتمكن من وقف أو إبطاء الهبوط، وقد ذكرت في تحليلي السابق وفي تحليل منتصف الأسبوع الصادر يوم الثلاثاء أن المؤشر العام ما دام بين مستويي 9000 و9250 نقطة فهو أمر جيد.
مهمة الصعود
دائما كنت أردد على مدى الشهر الماضي بضرورة عدم الإفراط في التفاؤل عند حدوث أي صعود قوي، ويجب التريث والتأني وهذا من باب الأخذ بالحيطة والحذر إذ إن مهمة استمرار الصعود ليست بالمهمة السهلة حيث يوجد تكتل واضح من متوسطات الحركة البسيطة التي تقاوم صعود المؤشر العام TASI، كما أن متوسطات الحركة الأسية والموزونة في طريقها لإعطاء إشارات سلبية، وأعتقد أن بقاء مؤشر السوق بين مستويي 9000 و9367 نقطة حيث يوجد متوسط حركة 150 يوما هو أمر جيد وتجاوز متوسط حركة 150 يوما يدعم السوق ولكن لا يعني استمرار الصعود.
إلى أين الصعود
نجد في الرسم البياني في شكل (1) ما يدعو للتفاؤل حيث إن المتجه الهابط الذي ضغط على المؤشر العام TASI منذ نهاية شباط (فبراير) وأصبح مُلاصقاً له مانعاً إياه من أي صعود أصبح مخترقاً من قبل المؤشر العام بعد إغلاق الأربعاء، وترافق هذا الاختراق بارتفاع ملحوظ في حجم التداول، وقد تكرر هذا الاختراق من قبل في الخامس والعشرين من آذار (مارس) الماضي، وكان من يقف وراء هذا الصعود هو سهم "سابك" بنفس الطريقة ثم عاد المؤشر أدراجه تحت المتجه الهابط، ولذلك حتى لا نُخدع ونطمئن إلى أن الاختراق هو اختراق حقيقي فيجب الانتظار ونراقب إغلاقه غداً السبت مع أني أميل إلى أن قوة الاختراق هذه المرة مُشجعة ولكن لن تدفعه بعيداً لأعلى.
إن لم يُفلح المؤشر العام في اختراق هذا المتجه الهابط فلا بد أن يفلح قريباً ذلك أنه كلما كان المُتجه الهابط مُلاصقاً للمؤشر وضاغطاً عليه بقوة كلما كانت قوة الاختراق أكبر، ولكن إلى أين سيستمر هذا الصعود إن كُتب له الاستمرار، سنستخدم نسب تراجعات فيبوناتشي حيث سيتضح أن مستويات المقاومة هي عند 9507 نقطة فإذا ارتفع المؤشر العام بنسبة 38.2 في المائة، وهو نفس مستوى المقاومة الذي يوجد عنده متوسط حركة 20 يوما ويليه مقاومة عند 9677 نقطة إذا ارتفع 50 في المائة ومن قبله متوسط 50 يوما عند 9630 نقطة الذي بدأ يكون قاع.
قطاعات السوق
لن نتناول قيم مؤشرات قطاعات السوق لأنه تمت إعادة هيكلتها وتم إلغاء مؤشرات وبقيت مؤشرات قطاع البنوك والأسمنت والتأمين والاتصالات مع تغير الأساس وبقية القطاعات تم توزيع الأسهم المُدرجة تحتها بين قطاعات جديدة وأكثر منطقية، ولكن مؤشرات القطاعات الباقية دون تغيير لا يمكن الحكم عليها لأنه تم تغيير أساس حسابها وتم استثناء الحصص منها.
لو نظرنا إلى مؤشر قطاع البنوك عند إغلاقه يوم الأربعاء الماضي نجد أنه أغلق تحت متوسط حركة 200 يوم، ولكن هل سيكون الوضع الفني هو نفسه مع المؤشر الحر والحسابات الجديدة لمؤشر لقطاع البنوك ونفس كلامنا يسري على بقية القطاعات، لذا أرى عدم التطرق إلى مؤشرات القطاعات حتى تتضح الرؤية أكثر ومنعاً للالتباس.
سهم "سابك"
كان سهم "سابك" يسير وسط قناة هابطة ولكنه بعد اجتماع الجمعية العمومية غير العادية وبعد زيادة رأس المال خرج سهم "سابك" من القناة الهابطة بهبوطه ومُنذراً بالمزيد ولم يدعمه سوى متوسط حركة 150 يوما عند 136 ريالا، وقد كتبت عن هذا في تحليل منتصف الأسبوع ولكن يبدو أن الأمور انقلبت بشكل إيجابي فبعد ارتفاع السهم يوم الأربعاء عاد السهم ليدخل ضمن القناة الهابطة مرة أخرى وبقي مستوى 150 ريالا هو مقاومة واضحة ناتجة من وجود الحد العلوي للقناة الهابطة ومن وجود متوسط حركة 100 يوم، الآن سنراقب السهم طالما أنه بين متوسطي الحركة عند 150 و100 يوم أي بين 136 و150 ريالا.
الخلاصة
غداً السبت هو أول أيام تطبيق المؤشر الحر الجديد وسيبقى بصحبة المؤشر العام الحالي TASI لمدة ثلاثة أشهر مقبلة وبينت أن شركة "تداول" ستوفر بيانات تاريخية للمؤشر الحر منذ بداية عام 2007 ولكن ينقصها بيانات هي تهم التحليل الفني وتجعله غير دقيق بالنسبة للمُحترفين، لذا سيستمر التحليل على المؤشر العام الحالي بصحبة تحليل المؤشر الحر ويتم دمج الرؤيتين حتى يكون القرار دقيقاً.
إن إغلاق المؤشر العام TASI يوم الأربعاء بارتفاع قوي وبنسبة 2.7 في المائة وبدفع واضح وفرد من سهم "سابك" قد غير من مجريات أحداث السوق، فقد اخترق المؤشر العام المتجه الهابط كما في شكل (1) وهو المتجه الهابط الذي يُطبق على أنفاس المؤشر العام من نهاية شباط (فبراير)، ولكن مهمة الصعود واستمراره ليست بالمهمة السهلة، لذا يجب الحذر وأخذ مستويات المقاومة التي حددتها بعين الاعتبار هي نابعة من وجود متوسطات الحركة البسيطة ومستويات مقاومة أفقية ومن نسب فيبوناتشي، ووضحت أن مستوى 9500 نقطة هو مقاومة وستبقى الأمور بخير طالما أننا نتحرك بين مستويي 9000 و9670 نقطة.