"الوطنية الزراعية" تطبق لأول مرة في العالم الري تحت السطحي للنخلة

"الوطنية الزراعية" تطبق لأول مرة في العالم الري تحت السطحي للنخلة

وضع الشيخ سليمان العبد العزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة الوطنية الزراعية حجر الأساس لمشروع الري تحت السطحي لأشجار الفاكهة التي تحتوي على أكثر من 11 ألف شجرة خوخ ومشمش والمزروعة بالنظام العضوي والخالي من الأسمدة والمبيدات الكيماوية.
ويأتي الهدف الرئيسي لهذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة, لتوفير ما يزيد على 50 في المائة من مياه الري المستخدمة لعدم وجود البخر والجريان السطحي مقارنة بنظام الري بالتنقيط السطحي، إضافة إلى المميزات الأخرى والمتمثلة في سهولة التعشيب بين الأشجار لأهميتها بنظام الزراعة العضوية, وذلك في حفل مبسط أقيم في هذه المناسبة.

وأكد المهندس إبراهيم أبوعباة مدير عام الشركة الوطنية الزراعية مواصلة "الوطنية الزراعية" سياستها المائية المُرشٌَدَة التي بدأت قبل أكثر من ثماني سنوات بإشراف مباشر من رئيس مجلس الإدارة بإدخال نظام التحكم الآلي لأجهزة الري المحوري لمختلف المحاصيل والذي تُوفر الري بنسبة أكثر من 30 في المائة ثم إدخال الري تحت التربة لمساحات كبيرة من الخضار الحقلية التي توفر أكثر من 40 في المائة من احتياجات النبات، ثم جاء بعدها ري النخيل تحت التربة لأول مرة في العالم, والذي وفَر أكثر من 50 في المائة، وها نحن نحتفل بالمرحلة الرابعة بري أشجار الفاكهة تحت السطحي وامتداداً لسياسة حكومتنا الرشيدة في الحفاظ على الثروة المائية للأجيال المقبلة.
من جهته، حث الشيخ سليمان الراجحي في كلمة ارتجلها في الحفل الشركات الزراعية والمهتمين بهذا المجال باتباع الطرق التقنية الحديثة, الذي سبقنا فيها الغرب بعشرات السنين, وتوطينها للحفاظ على المياه من الهدر والاستخدام غير المقنن، منوها بتجربة "الوطنية الزراعية" وأسبقيتها بإثبات الاحتياج المائي للنخلة بـ 60 مترا مكعبا في السنة للري بالتنقيط السطحي بدلاً من الري التقليدي بالغمر الذي يستهلك أكثر من 200 متر مكعب للنخلة في السنة، بل تعدى ذلك, ولأول مرة في العالم, البدء في استخدام الري تحت السطحي الذي يستهلك فقط 35 مترا مكعبا للنخلة في السنة. ووجه الراجحي المسؤولين في "الوطنية الزراعية" بالتعاون مع جهات الاختصاص ومراكز الأبحاث والجامعات وجميع المزارعين, بنشر ثقافة ترشيد الري الزراعي وجميع تطبيقات الوطنية الزراعية في مختلف مشاريعها.
وشهد الحفل توزيع شهادات التكريم الخاصة بالمناسبة، ثم جال الحضور ميدانيا على المشروع وطريقة التشغيل الآلية المطبقة في المشروع، بحضور مدير مديرية الزراعة في منطقة الجوف ومدير مديرية الزراعة في طبرجل ومدير الزراعة في دومة الجندل ومديري المشاريع الزراعية في منطقة الجوف.
يشار إلى أن الري تحت السطحي هو طريقة إمداد النباتات بالماء بإضافته تحت سطح الأرض مباشرة، وبصفة أساسية فإن الري تحت السطحي يشتمل على تنظيم لعمق مستوى الماء، وهو في تنظيمه الدقيق خليط من نظام الري ونظام الصرف، بمعنى أن تنظيم بعد مستوى الماء الأرضي يجب أن يوفر الرطوبة الملائمة لمقابلة الاحتياجات المائية للنباتات.
ولذلك فلا بد من توافر الشروط الضرورية اللازمة لنجاح الري تحت السطحي، التي منها: استواء منسوب سطح الأرض، وأن تكون الأرض متجانسة القوام، وعميقة إلى حد ما، وعالية النفاذية، وكذلك خلو الأرض المروية أو المياه المستخدمة في الري من الأملاح بقدر الإمكان، كذلك عدم قرب الطبقة الصلبة الصماء تحت سطح الأرض حتى تسهل حركة الماء رأسيا وأفقيا، كما أنه عند انخفاض كمية الأمطار السنوية، فإنه يلزم على الأقل ريه سطحية غزيرة لغسل الأملاح, وقد يستخدم لذلك الري بالرش، كما يجب تنظيم مستوى الماء الأرضي تبعا لموسم نمو المحاصيل المزروعة ودورة حياتها بما يتناسب مع انتشار الجذور، إضافة إلى ضرورة الإلمام بطبيعة نمو جذور المحاصيل المختلفة واحتياجاتها المائية لسلامة تنفيذ الري تحت السطحي.
ومن أبرز مميزات الري تحت السطحي، التوفير في كمية المياه المستخدمة نظرا لقلة الفقد الناتج بسبب البخر أثناء عملية الري وبعدها، تخفيض نفقات الري نظرا لعدم الحاجة إلى أيد عاملة تشرف باستمرار أثناء عملية الري، وسهولة إجراء عمليات الخدمة الزراعية, خصوصا في حالة استخدام الآلات الزراعية، وعدم تعرض الطبقة السطحية للانجراف نتيجة جريان الماء على السطح، كما أنه يمكن استخدامه في جميع الأراضي, خصوصا ذات النفاذية العالية، التي سعتها الحقلية المعتادة منخفضة، والتي تفشل في ريها جميع الطرق الأخرى.

الأكثر قراءة