صباح الخير يا عرب!
تتسابق محطات التلفزيون على جذب المشاهدين في الفترة الصباحية مقدمة وجبة مغذية، بعد ليلة طويلة يستيقظ الأشخاص راغبين في التواصل مع العالم بسرعة من خلال مشاهدة آخر الأخبار، ولكن هذه النشرات تكون قاسية أحيانا وغير ملائمة لبدء اليوم هنا ولدت أهمية برامج الصباح الخفيفة التي تبعد المشاهدين عن أجواء النشرات السياسية الدسمة.
تجربة البرامج الصباحية بدأت عموماً في خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة محدثة ثورة إعلامية ببثها المباشر وقربها من المشاهد، ثم وصلت بعد حين إلى العالم العربي بعد أن تحولت النسخة الأمريكية إلى مئات بل آلاف النسخ العالمية.
مع مرور الوقت تحولت الدهشة لدى متابعيها إلى حالة من الملل الذي تولّد من الرتابة والروتينية في ما تبثه البرامج حتى أصبحت كل حلقة أشبه بجدول حصص مدرسي ثقيل المرور!
لقاء ثم طبخة مع ثم حوار مع طبيب وأقوال صحف على عجالة. هذه البرامج في حاجة لإنعاش سريع لا يتم إلا من خلال الاهتمام بعدة عناصر.
لكي يكون البرنامج الصباحي ناجحاً لا بد أن تتوافر فيه عدة عناصر متفاوتة الأهمية:
- البث المباشر: لا يختلف اثنان على ضرورة البث المباشر لدعم واقعية ما نشاهده على التلفزيون، وفي الفترة الصباحية يزداد الطلب على هذه الضرورة فيمكن من خلال البث الانتقال إلى الشارع والمدرسة ومكاتب الصحف لنقل الخبر طازجاً .
- التوقيت: يجمع عدد كبير من نقاد البث التلفزيوني على أن الفترة بين السادسة والعاشرة صباحاً تمثل ذروة وجود شرائح مختلفة من المجتمع أمام شاشة التلفاز، منهم طلاب وموظفون وربات بيوت.
- المحتوى: ما من حدّ لمحتويات البرامج الصباحية، فهي في مجملها تشبه حياة الأشخاص ويجب أن تستقي ما يعرض خلالها من تطلعاتهم واهتماماتهم. فتأتي خليطاً من أخبار خفيفة محلية وعالمية تتناول مشكلات المجتمع وآخر التطورات الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى أخبار الصحة والفنون والهوايات.
- المذيع\ المذيعة: يجب أن يحرص المعدّون على اختيار كوادر مؤهلة للتعامل مع تنوع البرنامج وما يتطلبه ذلك من ثقافة واسعة وشخصية تتسم بالمرح والمرونة وسرعة البديهة خلال البثّ المباشر.
نحن في حاجة لإعادة إنعاش للصباح، لبداية جديدة ومشرقة.