بي بي سي تبدأ البث .. وتخوّف عربي من سحب البساط
استقبل الفضاء العربي، أخيرا قناة إخبارية جديدة ضمن باقة القنوات الإخبارية المتحدثة بالعربية، إذ انضمت قناة "بي بي سي" العربية، كأول قناة إخبارية بريطانية تبث باللغة العربية. وكانت بي بي سي، وهي واحدة من أكبر وأعرق المؤسسات الإعلامية والإخبارية في العالم، قد أطلقت قناة عربية عام 1994، غير أنها توقفت بعد عامين، لخلافات حول صياغة الأخبار المحلية، مع الشركة السعودية التي تتولى البث. ومنذ ذلك الوقت، أجّلت بي بي سي خطة استئناف البث، حتى جاء اليوم المنتظر.
وتحتل هيئة الإذاعة البريطانية مكانة مرموقة لدى المواطن العربي، إذ كانت مصدراً مهماً وموثوقاً للأخبار منذ الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكان معظم العرب يفضلون استقاء الأخبار والأحداث منها بدلاً من إذاعاتهم المحلية، التي لم تكن تتمتع بمصداقية بي بي سي. ومع مطلع القرن الجديد، ومع التحول الإعلامي تجاه البث الفضائي المرئي، وظهور قنوات إخبارية عربية كالجزيرة والعربية، وقنوات أجنبية ناطقة بالعربية كالحرة وروسيا اليوم وDW الألمانية و24 الفرنسية، عملت بي بي سي، على إعادة إطلاق تلفزيونها العربي، واستمرت الاستعدادات جارية لأكثر من أربعة أعوام، قبل أن يُحدد يوم 11 آذار (مارس) الماضي، موعداً لبدء البث.
وتبث القناة بشكلٍ مبدئي 12 ساعة يومياً بدءاً من الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي. وتعرض خلال فترة البث نشرات إخبارية مستمرة، وتقارير المراسلين، وبرامج حوارية وبرامج الرأي. فضلاً عن النوع الإعلامي الذي تتميز به بي بي سي بلا منافس، وهي البرامج الوثائقية، التي خصص لها ما يقارب 50 دقيقة من البث يومياً.
وتتميز بي بي سي، عن مختلف القنوات الفضائية، في عدم اعتمادها على الإعلان، بل تحصل على مواردها عبر ضريبة التلفزيون، التي يدفعها كل منزل في بريطانيا إذ يذهب الجزء الأكبر من هذه الضريبة، إلى هيئة الإذاعة البريطانية، وهي بذلك تعد من أثرى المؤسسات الإعلامية وأكثرها استقراراً وعدم تأثراً بأحوال السوق.
وكانت القناة قد ضمّت لطاقمها كلا من المذيع السابق في قناة العربية عثمان آي فرح والمذيعة السابقة في إم.بي.سي لينا مشربش، ومراسل قناة العربية في لندن توني خوري، إضافة إلى مراسلة العربية السابقة هديل وهدان. وهو ما جعل مجموعة إم. بي. سي، تنتقد ـبي.بي.سي علنا في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، واصفة استقطابها موظفيها بأنه "اختطاف متعمد ومستهدف"، وأوضحت بي.بي.سي من جانبها أن "جميع التعيينات في القناة العربية المقبلة، تمت بموجب سياسة التوظيف العادلة، والمنفتحة المتبعة في هيئة الإذاعة البريطانية"، وذلك بحسب ما نقلته تقارير إعلامية عن الجهتين. وكانت قناة العربية قد احتفلت الأسبوع الماضي بمرور خمس سنوات على إنشائها، وظهرت في الأسبوع الماضي بشكلٍ مختلف، إذ تم تطوير جرافيك القناة، وشاشتها، وفواصلها، في محاولة من العربية للاحتفاظ بالنسبة العالية من المشاهدين التي تحظى بها في بلدان الجزيرة العربية على الأقل.
أما قناة الجزيرة، فلا يبدو عليها أنها تأثرت من انطلاقة بي بي سي، فبين القناتين (الجزيرة وبي بي سي) اتفاقا يقضي بالاشتراك في الأخبار والمعدات بين القناتين والعاملين فيهما وذلك بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وما تلاها، حيث تميزت الجزيرة بقدرتها على الحصول على أشرطة فيديو لخطابات أسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة، و كافأت بي بي سي قناة الجزيرة على هذا الاتفاق الموقع بينهما عام 2002، بمساعدتها في إطلاق قناة الجزيرة الإنجليزية التي بدأ بثها عام 2006.