رجال المال يرون فرصا مغرية في الأزمة المالية
رجال المال يرون فرصا مغرية في الأزمة المالية
ترى الشركات الكبرى في "وول ستريت" والتي هزها انهيار أسواق الرهن العقاري والأزمة الائتمانية فرصا سانحة لتحقيق مكاسب وسط ما خلفته الأزمة من ركام.
فقد أعلنت بنوك الاستثمار "جولدمان ساكس" و"مورجان ستانلي" و"ليمان براذرز" عن انخفاض حاد في الأرباح الفصلية الأسبوع الماضي بسبب الأزمة الائتمانية التي قلصت قيمة مجموعة متزايدة من الاستثمارات في الرهون العقارية وقروض الشركات وغيرها من الأصول.
وفي حين حذر المديرون الماليون لهذه المؤسسات من أن الأسواق ستظل متقلبة
لفترة من الوقت فقد شددوا على أن القوى التي تعمل على بقاء الأسعار منخفضة لن تدوم.
وبين ديفيد فينير المدير المالي لدى "جولدمان" في مؤتمر مع المستثمرين "السوق تسعر الكثير من الأصول عند مستويات أقل كثيرا من المستويات التي تنبع من أسلوب
التقييم وفقا للعوامل الأساسية"، وقال إن السبب يرجع الى عوامل فنية ستنحسر في نهاية الأمر.
وأضاف "إذا شاهدنا فرصا طيبة فسنستغلها بكل تأكيد"، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل، وأدت النهاية المفاجئة لازدهار سوق الإسكان في الولايات المتحدة العام
الماضي إلى انسحاب المستثمرين من الكثير من أسواق الدين.
واضطر أصحاب الرهون العقارية عالية المخاطر والقروض التي تمت بها صفقات اشترى فيها مستثمرون حصص شركائهم في شركات وكذلك أدوات الدين الجديدة
الغريبة إلى خفض قيمة تلك الأصول لانخفاض عدد المشترين وتراجع الاهتمام بها.
وقد تبخرت استثمارات تبلغ نحو 200 مليار دولار من بنوك على مستوى العالم
الأمر الذي أدى إلى انخفاض أرباح البعض واضطر آخرون مثل بنك الاستثمار "بير ستيرنز" إلى الاستسلام.
وكذلك سعت بنوك وول ستريت إلى اتباع سياسات متحفظة ودفاعية من خلال الاحتفاظ بالسيولة، ومع ذلك فإن الرسالة القادمة من المديرين الماليين في وول ستريت تشير إلى أن هذه البنوك مستعدة للمغامرة.
وقالت ايرين ارتشر محللة الأسهم المالية لدى ثرايفانت فاينانشال التي تدير استثمارات
قدرها 75 مليار دولار "قالوا لنا إن السوق ستكون صعبة ومع ذلك تحت كل هذا
يختبئ الذهب، كل ما يتطلبه الأمر هو صبر المستثمرين وصبر الإدارة لإخراجه".
وقد تركت اضطرابات الأسواق أثرها في وول ستريت، ففي الأسبوع الماضي أعلن
بنك "جولدمان" أنه مني بخسائر قدرها مليار دولار بسبب الرهون العقارية ومليار دولار أخرى من خلال خفض قيمة ائتمانات.
لكن بنك ليمان شأنه شأن جولدمان قال إن الأوقات العصيبة قد تولد بعض الصفقات
والاستثمارات المربحة، فقد بينت ايرين كالان المدير المالي "نحن ننظر إلى هذه التعديلات في القيم، على أنها ذات طبيعة مؤقتة".
وأضافت أن الانخفاض الكبير في قيمة الرهون العقارية والقروض "حفزته عوامل
فنية كثيرة قد لا تعكس القيمة الكامنة"، وقالت في مؤتمر عبر الهاتف إن البنك اشترى بعض الرهون العقارية السكنية في الأشهر الأخيرة بما فيها رهون تزيد درجة المخاطر فيها عن درجة الأمان وذلك بعد انخفاضها بشدة في الأزمة الائتمانية
الأخيرة.
والاثنين الماضي أسست شركة إدارة الاستثمارات بلاك روك وشركة هايفيلدز كابيتال
مانجمنت لصناديق التحوط ومديرون سابقون بشركة كانتريوايد فاينانشال شركة لشراء قروض عقارية سكنية انخفضت قيمتها بشدة.
وقد أطلقت "جولدمان" التي اشترت في العام الماضي شركة ليتون لون سيرفيسنج
إل.بي. من شركة سي. باس - عدة صناديق لشراء الديون المتعثرة وقالت إنها مستعدة لمواصلة شراء المزيد من الرهون العقارية.
ويقول كولم كيلير "من منظور فني كانت المعنويات متشائمة بصفة خاصة، لكن
ظهرت بعض الدلائل على قيام لاعبين من خارج أسواق الائتمان بشراء أصول ائتمانية"، ولم يذكر تفاصيل.
وأكد كيلير أن هناك فرصا في الأسواق لكنه أضاف أن بنكه ينوي مواصلة "الإبحار بالقرب من الشاطئ" بعد أن مني بخسائر قدرها 9.4 مليار دولار نتيجة تعاملات في الرهون العقارية.