عباس وبداية محمد عبده

عباس وبداية محمد عبده

بذكاء شديد استطاع الفنان عباس إبراهيم أن يتجاوز فخ تشابه صوته بصوت محمد عبده، إذ تعامل مع ساحة الغناء بشفافية محاولا أن يسد كافة مكامن الخلل التي يحدثها محمد عبده، حيث إنه يعجن جمال صوته بنص طاغي الشاعرية ولحن يتلوى بخفة حول الكلمات، في إشارة أنه صاحب ذائقة جيدة تحترم المستمع، ومن الواضح أنه يدرك تماما أن مبدأ المسايرة الذي اتخذه عبده وأصدقاؤه سيضع الفنان أمام خيارين: إما ربح سريع وتعديل أسرع لطمس سوء الحضور "بغرض الكسب" وإما "اضمحلال" هيبة تاريخ وبالتالي ضوء يخفت حتى يختفي بين الأدراج والأرفف.
عباس إبراهيم بدأ من حيث يجب أن ينتهي "الكبار" وطالما أن الغناء بات بلا كبير سوى الأكثر متابعة والأقدر على صناعة طرب يرى ولا يسمع، فإن جميع المؤشرات تؤكد أن الفنان الذي يزاحم بالطرب مساحات الأغاني الهابطة خاصة في هذا الوقت هو فنان كبير وإن كان "في أول العشرين".
هل تعلمت يا محمد عبده من بداية عباس إبراهيم ونهاية طلال مداح!

الأكثر قراءة