يوم الشعر العالمي غدا .. "مادريتوا"؟!
غداً هو يوم الشعر العالمي والذي يصادف الـ 22 مارس من كل عام، غداً تقام الندوات والأمسيات الشعرية في كل العالم، غداً سيرتدي الشعر ثوباً من فرح كأنه طفل الأعياد، غداً سيحتفل العالم بالشعر، وغداً لن يعلم شاعر المحكيّة بهذه المناسبة! وربما يشاركه في هذا الجهل أخوه في الشعر "الشاعر الفصحوي"، وكيفما كانت المسألة جهلاً لا يغتفر أم تجاهلاً أم تغييباً قسريا،ً لم لا نطرح أسئلتنا كشعراء عن هذا اليوم ومدى الحاجة إليه أدبياً معنوياً، ماذا يريد الشاعر من يومٍ كهذا، لماذا يقف ليقتص يوماً من العام لشعرٍ يعيشه بشكلٍ لحظي؟! والشعر لحظة إن فلسفنا علاقته بكاتبه وهكذا فهو يومٍ طويل في عمر الكون، الحقيقة أننا في الوطن العربي لا نتعامل مع الشعر كنتاج إنساني يجب رعايته وعدم الحجر عليه، لكننا نحب أن نقول للعالم نحن نحتفي بالأدب، فنقيم في يوم الشعر العالمي أمسيات لا يحضرها أحد، ولا يغطي فعالياتها أحد، ونستعين بكهول الشعر والنقد للمشاركة في ندوات ومحاضرات عن الشعر في يومه العالمي، يأتون بذاكرة مثقوبة، وربما بسيارة أجرة، وبصحة معتلّة، يأتون للحديث عن الشعر الذي لم يطعمهم الخبز، والخبز الذي حرمهم الشبع شعراً، ثم يذهبون بدرعٍ تذكاري وشهادة، وكل عام والشعر بخير.
في محاولة منّا لقراءة أفكار الشعراء الشباب ورؤيتهم لهذا اليوم العالمي وكيف يمكن له أن يكون يوماً يضاف إلى يوم المرأة ويوم الطفل ويوم الأم وغيرها من الأيام العالمية، رأينا أن نلقي الأسئلة كالبلّور وتركنا للشعراء الضوء والماء وللقارئ مراقبة الأبعاد الثلاثية لهذه المسألة.
في البداية تحدث الشاعر عاطف الحربي عن الشعر بوصفه هبةً من الله وعن علاقة الشاعر بالشعر فقال: "أنا مؤمن تماما أن الشعر يعد من أكبر النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، من خلاله ترى الحياة بشكل مختلف، يحرضك على البحث عليها في كل ما حولك من البشر والشجر.. حتى في الجمادات"، وعلى الناصية الأخرى كان نايف عوض يستعد لالتقاط الحديث من حيث انتهى به عاطف وربما من حيث أراد نايف أن يدخل به فهو يرى أن الغاوين أحق من الشعراء بالاحتفاء بالشعر فقال: "هذا اليوم يجب أن يحتفى به من قبل المتذوقين أكثر من الشعراء أنفسهم لسبب.. وهو أن الشاعر تعتبر كل أيامه أياماً للشعر فهو يرى الأشياء من حوله قصائد ودائما يحدث نفسه شعرا أو حتى حديثا شاعريا على الأقل".
إلاّ أنه استدرك المسألة فأشرك الشعراء بعد أن قلل من أهمية احتفائهم بيوم الشعر حين قال " وأنا أرى أن يكون للشعر يوم يحتفي به الشعراء والغاوون معا!".
الشاعر هاني الفرحان كان أكثر الشعراء حميمةً مع يوم الشعر العالمي فهو يرى أن يوماً واحداً لا يكفي للاحتفاء بالشعر، يقول هاني: "لائق بالشعر أن تكون له كل الأيام بل اللحظات، هذا الكائن المخلوق معنا والذي يسكن أقصى أعماقنا و يشاركنا تفاصيل تفاصيلنا كان ومازال عصياً على الاحتفاء في نظري، الشعر الذي خلد أياماً و أحداًثاً وشخوصاً ، جعل له العالم يوماً كأقل ما يمكن أن يقدم له".
وفي دورة الحديث الثانية اختلط الحديث بفوضوية الشعراء المعتادة تلك الفوضوية التي تعيد ترتيب الأشياء بذوقٍ شاعري فريد، تحدث الشعراء عن رؤيتهم للشعر وليوم الشعر فقال عاطف الحربي: "ومع كل ما يحدث للشعر من تطاول واستعمار هذه الأيام، إلا أنه لا يزال المتنفس الوحيد الذي يمكنك الهمس والتحدث، والصراخ له وبه وعليه في كل مكان وزمان وبكل حرية أيضاً، لك أيامنا وقلوبنا بما فيها أيها الشعر، فلتحيا ولنحيا بك".
أمّا نايف عوض فأجاب بطريقة لا تخلو من "نايف عوض"!، حيث قال: "ومن وجهة نظر خاصة أرى أن يدمج يوم الشعر العالمي مع يوم المرأة!".
في حين خاطب هاني الفرحان الشعر بوصفه كائنا حيّا بعد أن خاطب الشعراء: "للشعراء هو يومكم وانتم خير من يحتفي به، للشعر كل لحظة وأنت بخير".