الكبد الوبائي أخطر الفيروسات التي تنتقل عن طريق خلط الملابس

الكبد الوبائي أخطر الفيروسات التي تنتقل عن طريق خلط الملابس

الكبد الوبائي أخطر الفيروسات التي تنتقل عن طريق خلط الملابس

لو فكرت يوماً وأنت تودع ملابسك المتسخــة إحدى المغـاسـل المنتشرة في أحياء "العاصمة" لاعتبرت ذلك "مغامرة" خطيرة، قياساً على المخالفات الصريحة لهذه المحال، أخطرها خلط ملابسك مع أشخاص آخرين لا تعرف شيئاً عن مدى سلامتهم الجسدية!
نتيجة تفكيرك ستقودك إلى نتيجة واضحة وضوح الشمس، وهي أن ملابسك ستعود إليك من داخل أسوار المغاسل زاخرة بالجراثيم والفطريات، وهذه ليست مفاجأة ولكنها الحقيقة "الغائبة" عن الجهات المسؤولة وعلى رأسها أمانة منطقة الرياض.

أثارت تجاوزات العمالة الوافدة التي تعمل في مغاسل الملابس التي كشفتها "الاقتصادية" أمس أصداءً واسعة سواء كان ذلك بالاتصال أو التبليغ عن هذه المخالفات، مؤكدين أن مثل هذه التجاوزات لا يمكن السكوت عنها أبداً، وأنه حان الوقت للتصدي لها من الجهات المسؤولة لعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان.
اليوم تواصل "الاقتصادية" عرض مخاطر وأضرار هذه المخالفات ووضعها بين يدي المسؤولين بتصريحات عدد من المختصين مع الحرص على توثيق هذه المخالفات موثقة بالصور؛ لأنه أصبح من الضروري توافر الاشتراطات والمتطلبات الرئيسة لتنظيم هذا العمل سواء بزيارات فجائية أو بغيرها من التوجهات الجادة.

المنظفات الرديئة من عوامل انتقال العدوى
يؤكد لـ"الاقتصادية" الدكتور عبد الله الحقيل رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن عدم تقيد مغاسل الملابس بالشروط الصحية واستعمال المنظفات الرديئة، يعد عاملاً رئيساً لانتقال العدوى بطريقة غير مباشرة ولعل من أخطرها التهاب الكبد والفطريات والقمل، وأضاف: "من الناحية العلمية فإن الملابس إحدى وسائل انتقال العدوى سواء كان في هذه الملابس بقع من الدم أو إفرازات للجسم كبول وعرق ونحوه، لذا لابد من تكثيف الرقابة على هذه المحال والتأكد من استخدامها المنظفات الجيدة وعدم خلط بعض الملابس مع أخرى حتى تقل انتقال مثل هذه الأمراض الخطيرة".

المطلوب متابعة جادة من أمانة المنطقة
وفي الوقت الذي تؤكد فيه أمانة منطقة الرياض قيامها بجولات ميدانية لمراقبة نشاط المغاسل المنتشرة في أحياء الرياض، إلا أن مستهلكين يرون أن ليس لها أثراً في ساحة الواقع، ومن خلال جولة لـ"الاقتصادية" يقول محمد الشهراني (معلم): "إنه لم يرَ طوال حياته متابعة جادة من الأمانة لهذه المحال، على الرغم من أهميتها وخطورتها على صحة الإنسان، فالمغاسل قديمة ومتسخة والأرضيات قذرة ومليئة الأوساخ، وغير ذلك من التجاوزات تشطيف الملابس والأدوات المستخدمة في التنظيف، إلا أننا نضطر إلى اللجوء إليها في أضيق الظروف".

الأطفال الأكثر عرضة للعدوى لضعف المناعة
ويشدد الدكتور علي عبد الله الفقيه استشاري طب الأسرة وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، على أن الأطفال هم الأكثر عرضة لانتقال العدوى من خلال هذه المحال التي لا تتقيد بالاشتراطات اللازمة، نظراً لقلة المناعة التي تصيبهم من هذه الفيروسات.
ويشير الفقيه إلى أن الالتهاب المناعي للأطفال يبنى على التعرض لهذه المؤثرات، لذا يفضل غسل ملابسهم في المنزل وعدم اللجوء لهذه المغاسل أبدا بالنسبة لملابس الأطفال، مؤكداً في الوقت نفسه أن أخطر ما ينتقل إلى الإنسان هو التهاب الكبد الوبائي والجرب.

روائح التوابل تعلق بالملابس
يقول عبد الله العبود (موظف حكومي) إنه رأى أحد عمالة هذه المغاسل يقوم بتشطيف الملابس كبيرة الحجم في حوض الاستحمام (البانيو)، ويدهسها برجليه للانتهاء السريع منها، وفي الأخير تستلم ملابسك معطرة بروائح التوابل الموجود في المطبخ الصغير المركون في داخل المغسلة.

أشكال عديدة للحساسية
من جانبها، أوضحت سناء الغمغام الباحثة السعودية ومؤلفة الموسوعة العربية الأولى المختصة بعالم العناية بالملابس، أن الملابس تتسبب في الأمراض بسبب نوعياتها أو نوعيات أنسجتها أو بسبب سوء العناية بها التي لا تخلو من بعض المخاطر، فالسوائل المستخدمة في التنظيف الجاف مثلا تحوي مواد كيماوية تسبب أشكالا من الحساسية ولعل مشكلة محال غسل الملابس، هي أنها من أهم أسباب نقل الأمراض الجلدية الناتجة عن الميكروبات والطفيليات وتظهر في الجلد على صورة بقع إما بنية أو بيضاء اللون.
وكشفت الغمغام أن هذه الأمراض قد تظهر على صورة قروح وحكة شديدة، ومن أشهر الأمراض الناتجة عن الفطريات التينيا الملونة وأخطر الطفيليات التي تنتقل عن طريق الملابس من شخص لآخر "القمل"، وأضافت: "يجب ألا نغفل عن الأمراض الجرثومية التي تنتقل مع الرذاذ الذي قد يختلط بالملابس مثل السل والفطريات"، مشيرة إلى أن مرض الجرب يحتاج إلى تلامس مباشر بين شخصين لتتم العدوى، إلا أن بعض حالات الجرب انتشرت في بعض الأسر، ولم يكن هناك سبب للعدوى سوى أن أحد الزبائن كان معه المرض نفسه".

الأكثر قراءة