ذوي الاحتياجات الخاصة من ينصفهم؟

[email protected]

أحد الإخوة ممن أجبرتهم ظروف المرض كان يصلي المغرب وحيدا خارج المسجد على كرسي متحرك في مستشفى الملك فهد العام في جدة، وقد يكون مشلولا أو مصابا بكسور - شفاه الله وجميع المرضى، أمين، والسبب أنه لا يستطيع الدخول!!.
هذا الموقف أوحى لي بفكرة المقال ودارت الأفكار حول احتياجات هؤلاء المرضى أو المعوقين حركيا وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام. هل نفكر فيهم عند تصميم المشاريع وهل نخطط لاحتياجاتهم.
الواقع المرير يقول لا!! فأينما تذهب وتتحرك فإنك لا تجد ما يدل على أن هناك من يهتم بالإخوة المعوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قدر الله عليهم أن يستخدموا الكراسي المتحركة، ولاسيما أنهم يحتاجون إلى نوعيات خاصة من الخدمات لا تتوافر في معظم الأماكن التي يرتادونها.
مواقف السيارات أمام الأسواق والمجمعات التجارية لا يوجد لهم فيها مكان وإن وجدت على قلتها فلن تكون شاغرة فسيقف فيها مستهتر صحيح بدنيا معاق ذهنيا ولا يجد من يحاسبه، المباني الحكومية، الشركات الخاصة، المطارات، وغيرها كثير لم تول هذه الفئة أي اهتمام ولم توفر لهم أبسط الاحتياجات للدخول والعبور من أقرب نقطة وبأسهل الطرق.
المساجد والتي يفترض فيها أن تكون مهيأة لمثل هذه الحالات لا تتوافر فيها دورات مياه تتناسب مع احتياجاتهم، كما إنه لم يصمم لهم ممرات سهلة للدخول والخروج من المسجد وإليه.
دورات المياه - أعزكم الله - في معظم المرافق العامة والشركات الخاصة والدوائر الحكومية والمجمعات التجارية والأسواق التي يحتاج إليها المعوقين حركيا وهي ضرورية غير موجودة أيضا!!
اكتفي بالأمثلة السابقة فالجميع مطلع ولا حاجة للإطالة، سوء التخطيط والفكر الأناني واللامبالاة هي ما تسبب في ذلك.
في الدول المتقدمة الأولوية في استخدام جميع المرافق تعطى للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في كل شيء ويجدون الاهتمام والتقدير، مواقف السيارة المخصصة لهم موجودة وأمام المداخل مباشرة ولا يمكن الوقوف فيها لسواهم فهي مخالفة كبرى.
المداخل مهيأة بحيث يستطيع المعوق الدخول والخروج بكل يسر وسهولة من خلال الممرات الخاصة بالكراسي المتحركة، وهم يعاملون معاملة خاصة تلبي احتياجاتهم وتخفف من مصابهم.
مازلنا نعاني النظرة السلبية للمعوق وما ذكر أعلاه من الأسباب التي جعلت هذه الفئة تنطوي على نفسها ولا تتفاعل مع المجتمع وتخرج من العزلة التي فرضها عليهم، رغم وجود الكثير منهم ممن أثبت قدراته الذهنية وإمكاناته البدنية رغم الإعاقة وقدموا صورا مشرفة في مختلف المجالات لم تستطع فئة ليست بالقليلة من الأصحاء بدنيا وممن ابتلوا بالإعاقة الذهنية الناتجة عن التبلد الحسي الذي يعيشونه دون إنتاج أو خدمة لأنفسهم وأهلهم ومجتمعهم.

رئيس فكر الدولية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي