حتى عناوين الإنترنت حيخلصوها
حتى عناوين الإنترنت حيخلصوها
قد لا تكون أرقام الجوال هي فقط التي تنتهي، فعناوين الإنترنت أيضا ستنتهي في عام 2012، هذا ما ذكرته منظمة IANA، المنظمة الخاصة بتنظيم توزيع عناوين الإنترنت في العالم. فمع الطلبات الكثيرة من مزودي خدمات الإنترنت، والتي ازدادت بزيادة تطبيقات عملائهم وزيادة خدماتهم، لن يتمكن مسجلو الإنترنت الإقليميون (RIR) الموزعون على القارات، والذين تزودهم IANA بعناوين الإنترنت، من توفير الطلب في ذلك العام. فالحلم الإلكتروني بالمطبخ باتصال الثلاجة على البقالة بعد نفاذ الحليب لطلب كمية الحليب المطلوبة ودفع المبلغ إلكترونيا، يحتاج إلى كم كبير من عناوين الإنترنت الثابتة، ناهيك عن أمثلة حلم السفر بين التاكسي والشارع والفندق والمطار، ناهيك أيضا عن الجامعة والفصل، وعن الخدمات الحكومية، وغيرها من الأحلام الإلكترونية التي يتطلب تطبيقها بشكل كامل كمية هائلة من عناوين الإنترنت، والتي لا يمكن تأمينها.
ومع أن عناوين الإنترنت ستنتهي، إلا أنها ليست "آخر الدنيا"، حيث إن الإنترنت ستستمر في العمل، ولكن قلة الطلب سيزيد من سعر عناوين الإنترنت، "كما ازداد سعر الأرز"، وستكون هناك فرص محكّمة للتجارة بعناوين الإنترنت.
لذلك قامت IANA بتوفير حل لهذه المشكلة، يكمن في استحداث عناوين الإنترنت النسخة السادسة (IPv6)، والتي ستوفر كمية هائلة جدا من عناوين الإنترنت بعدد "لاتسمح لي ثقافتي الحسابية بمعرفته". حيث إنه يتكون من 36 خانة، مقارنة بعناوين النسخة الرابعة الحالية، وهي 10 خانات، "ورجاءً لا أحد يتذاكى ويقول إنها ثلاثة أضعاف"، فهي أكثر بكثير جدا. فاستحداث عناوين النسخة السادسة من عناوين الإنترنت ستؤمن للحالمين تطبيقات تقنية عالية وتوفيرها بشكل سهل. إذ إنها ستوفر بنية تحتية جاهزة لتطوير الخدمات بشكل أوسع. فمن الممكن أن يحصل كل جهاز على عنوان ثابت خاص به يستخدمه بجميع التطبيقات عبر أثير الشبكات المختلفة من Wi-Fi إلى Wi-MAX و3G.
وبالطبع "الزين ما يكمل"، فمع هذه الفوائد الكبيرة إلا أن مزودي خدمات الإنترنت والاتصالات يحتاجون إلى تطوير في بنيتهم التحتية، "واللي معناها صرف فلوس!!". ولكن "مشكلة البيضة والدجاجة"، هل سينتظر مزودو خدمات الإنترنت طلب السوق قبل الاستثمار؟ أم أنهم سيغامرون بالاستثمار وعرض التطبيقات في السوق؟ وأعتقد أن مزودي خدمات الإنترنت "مجبر أخاك لا بطل"، فنفاذ عناوين الإنترنت النسخة الرابعة (الحالية) ستجبرهم على عمل شيء ما. والنصيحة الموجهة لهم هي أن يقوموا بخطوات للاستثمار في هذه التقنية. وقد لا تكون "فيها صرف فلوس" من البداية، فمثلا قد يبدأوان بالتعرف على هذه التقنية عن قرب لمدة عام، ثم تليها سنة أخرى بوضع الخطة، ثم أخيرا التنفيذ.
وعاجلا أم آجلا، فعناوين الإنترنت "راح تخلص"، فالفطن، "بالفاء وليس بالقاف"، من مزودي خدمات الإنترنت من يقوم بخطوات قبل أن يضيق الوقت وتزداد أسعار الأدوات المساعدة للتنفيذ، ودامت تقنياتكم بخير.
*الأمين العام للاتحاد العربي
لمزودي خدمات الإنترنت والاتصالات
[email protected]