مذيعو الربط.. ألا ليت الزمان يعود يوما!
منذ بداية ظهور القنوات التلفزيونية، كان "مذيع الربط" يؤدي وظيفة أساسية وذات حضور فاعل في ساعات البث التلفزيونية، أما الآن وفي ظل الثورة التطويرية التي عاشتها القنوات التلفزيونية، مع التنافس الشديد بينها على تحديث آليات التواصل مع المشاهد، بدأ الكثير منها الاستغناء عن هذا النوع من المذيعين.
"مذيع الربط" الذي كان يربط الفقرات التلفزيونية ويوصل المشاهدين إلى حالة ذهنية معينة تهيئ لاستقبال أو توديع فقرة تلفزيونية معينة، استبدل حاليا ببدائل كالجرافيك المتحرك وتقنيات الثري دي، وهو الأمر الذي يسمح بإدخال عناصر الجذب وتغييرها حسب مرئيات المسؤولين عن القناة، إلا أن المشكلة التي تواجهها بعض القنوات الحالية هو أن "بدائل الربط" الحالية تحتاج إلى لمسات متخصصين ومحترفين درسوا سنوات طويلة ليصلوا إلى الحد الأدنى من التأهيل الذي يسمح لهم بعمل هذه التقنيات وإخراجها بالشكل السليم.
"قنوات أبو ريالين" هكذا أسميها أنا، هي القنوات التي تملأ الفضاء العربي الآن بأقماره المختلفة، تقدم تقنيات الجرافيك والثري دي بطريقة رديئة وغير منتجة، لا تؤدي الغرض الطبيعي من الربط، وليس فيها شكل مبدع ولا حتى فكرة مبتكرة، إلى درجة أن بعض هذه القنوات تستخدم برامج الكتابة العادية "الوورد" كمثال، لطباعة معلومة الربط وعرضها على الشاشة!
بأمانة ما تقدمه قنوات الـ Mbc والراي مثال يحتذى به في هذا الفن الجديد، بداية من الفكرة إلى التنفيذ والنتيجة النهائية، وهي تعتبر نسبة إلى المدرج في القنوات الأخرى أمرا مذهلا يجب الاستفادة منه وتعليم "قنوات أبو ريالين" عليه، أو إغلاقها بدلا عن ابتزاز المشاهدين بشريط الشات والـ SMS الذي يبحث في الأساس عن السذج من المشاهدين، الذين لا يفرقون بين برامج الثري دي وبرنامج الوورد!