سيولة "سابك" تحيّر المتداولين والحسم في يد السهم العملاق

سيولة "سابك" تحيّر المتداولين والحسم في يد السهم العملاق

يراقب المتداولون غدا حركة سهم "سابك" الذي يعتبر بارقة الأمل الوحيد لهم لقيادة المؤشر إلى الارتفاع وكسر حاجز الـ 10 آلاف النفسي يدعمهم في ذلك ارتفاع حجم التداول في اليوم الأخير وإن كانت نتيجة التداول الكبير على سهم "سابك" نهاية الأسبوع الماضي والتي تبقي التفاؤل في منطقة الحذر.
ويشير خبراء التحليل الفني إلى أن سهم "سابك" بيده حسم أمر المؤشر الذي تباين أداؤه في مناطق ضيقة طيلة الأيام الماضية خاصة أن مؤشرات بقية الأسهم القيادية لا تدعو للتفاؤل.
وكان المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أنهى تداولات نهاية الأسبوع على تراجع طفيف خسر فيه 14 نقطة ليغلق عند مستوى 9892 نقطة بنسبة انخفاض 0.14 في المائة. بعد تداول ما يزيد على 230 مليون سهم توزعت على 182 ألف صفقة بقيمة إجمالية بلغت 9.1 مليار ريال.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

تباين أداء قطاعات السوق هذا الأسبوع بشكل واضح و حتى المؤشر العام للسوق TASI الذي هبط في الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الحالي بنسبة 2.1 في المائة ثم عاد وارتفع يوم الثلاثاء ليُقلص الخسائر هذا الأسبوع وتُصبح 0.9 في المائة فقط، وبقيت بعض القطاعات قابعة في خسائرها وعلى رأسها قطاع التأمين الذي سجل خسائر هذا الأسبوع بنسبة 8 في المائة، ومن يراقب أسهم السوق يلفت نظره الوضع الفني السلبي الحالي لأسهم قطاع الاتصالات.
أبرز التغيرات في السوق هو ارتفاع حجم التداول بشكل ملفت يوم الأربعاء الماضي مع تغير مبدئي في اتجاه المؤشر العام بعد كسره للمتجه الهابط الواضح في شكل (2)، و لكن قد يخدعنا ارتفاع حجم التداول هذا لأنه جاء بسبب ارتفاع حجم التداول على سهم "سابك" يوم الأربعاء الذي تجاوز معدل تداول ستين يوماً الأخيرة.

الصراع مُستمر
نصيحتي التي كررتها في تحليل يوم الجمعة والثلاثاء الماضي هي الانتظار والترقب حتى يُحدد المؤشر العام TASI مساره وهذا لا ينطبق على بعض أسهم السوق، يعيش المؤشر العام حالياً تحت صراع ومُحاصرة واضحة من متوسطات الحركة كما في الرسم البياني في شكل (1)، وأهم نقطة يجب الانتباه لها هو أن المؤشر العام أغلق تحت متوسط حركة 100 يوم لمدة أربعة أيام متتالية بدءا من يوم الأحد الماضي.
كما أن متوسطي حركة الخمسة والعشرة أغلقا تحت متوسط العشرين والمائة يوم أيضاً وهذا التقاطع السلبي يعني ضعفاً في حركة المؤشر العام وكنت قد أشرت إليه في تحليل يوم الجمعة الماضي وبإغلاق يوم الأربعاء أصبح المؤشر العام TASI بين متوسطي حركة الخمسة والعشرة أيام.
بنظرة فاحصة أخرى للمؤشر العام بالرسم البياني في شكل (1) يتبين لنا أن متوسطات الحركة المُقاومة لمؤشر العام TASI هي أكثر من تلك التي تدعمه و حتى لا أسرد المستويات التي أغلقت عندها متوسطات الحركة بشكل ممل يُمكنني القول إن منطقة المقاومة التي تقف في طريق تقدم المؤشر العام TASI هي بين مستوى 9900 نقطة و 9970 نقطة فإن تجاوزها المؤشر بقوة وبحجم تداول عال وأغلق فوقها يومين متتالين فإنه سيُصبح في منطقة محصورة بين 9970 و10175 نقطة حيث يوجد متوسط حركة الخمسين يوماً وحتى يحدث هذا فإن السوق يحتاج إلى حوافز سواء أخباراً إيجابية أو دخول سيولة قوية ولا أرى مثل هذا في الأفق القريب.

بارقة أمل
منذ هبوط المؤشر العام في الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي وهناك متجه هابط تكون كما هو مبين على الرسم البياني في شكل (2) بالخط الأحمر المائل، و كنت أتوقع أن يُمارس هذا المتجه الهابط المزيد من الضغط، واعتمدت في توقعي هذا على وضع مؤشر "بولينجر باند" الذي كان يُضيق على المؤشر العام TASI حركته ويُحاصره مُجبره على تحديد مساره بدل الوضع الحيادي الذي كان يعيش فيه السوق، وقد حددت منطقة الحصار التي قام بها "بولينجر باند" بالشكل البيضاوي على الرسم في الشكل (2)، كما أن مؤشر Parabolic SAR أعطى إشارة سلبية بإغلاق يوم الأحد الماضي.
الوضع الجديد الذي يبعث بقليل من الأمل هو أن المتجه الهابط تم كسره بارتفاع المؤشر يوم الأربعاء وإغلاقه فوق هذا المتجه الهابط وقد رافق هذا الصعود حجم تداول عال مقارنة بالأيام السابقة كما هو مبين في أسفل الرسم لكن قد يخدعنا حجم التداول هذا لأن معظمه جاء من ارتفاع حجم التداول على سهم "سابك" يوم الأربعاء، و لكن بما أن مؤشر "بولينجر باند" عاد ليحتضن المؤشر العام TASI بدلاً من أن ينفرج حديّه فإن الأمل لا يزال موجوداً.
لذا فإن استمرار المؤشر العام فوق المتجه الهابط يوم السبت سيؤدي إلى استمرار الصعود الطفيف مع الأخذ في الاعتبار منطقة المقاومة السابقة التي حددتها بناءً على وضع متوسطات الحركة في الفقرة السابقة وهي عند 9970 نقطة، فصحيح أن هناك أملاً للصعود ولكن يجب عدم الإسراف في التفاؤل حيث الوضع الفني للأسهم الرئيسية في السوق (باستثناء سهم سابك) ليس فيها ما يُشجع على الاستمرار في الصعود عند حدوثه.

قطاعات السوق
تباين أداء قطاعات السوق خلال الأسبوع الحالي وهذا التباين هو الأفضل إذا إنه يخلق فرص في السوق وفرصا بديلة بدلاً من الاتجاه الأُحادي الذي تخلصت منه سوق الأسهم السعودي فترة من الزمن وتعود إليه بين فترة وأخرى، ومن أكثر القطاعات هبوطاً قطاع التأمين بنسبة 8.12 في المائة يليه قطاعيّ الكهرباء والبنوك بنسبة 3.5 و3.1 في المائة على التوالي.
قطاع الصناعة يبدو أنه القطاع الذي أخذ على عاتقه تعديل مسار السوق من الهبوط المُسرف على الاقتصاد في الهبوط ذلك أن قطاع الصناعة أغلق على ارتفاع نهاية الأسبوع الحالي بنسبة 1.4 في المائة، ويأتي هذا الارتفاع بدعم من سهم "سابك" الذي ارتفع منذ يوم الإثنين ولامس سعر 185 ريالاً يوم الأربعاء ثم عاد أدراجه مع ارتفاع في حجم تداول "سابك" حيث إنه تجاوز معدل حجم تداول الستين يوماً الماضية والذي أثر في حجم تداول المؤشر العام.
أما قطاع البنوك فهو يُعاني من صعوبة الارتفاع و تمر أسهم القطاع الرئيسة في وضع مربك بينما يعيش سهم "ساب" وضعاً مُحايداً بحركته الجانبية لفترة تتجاوز منذ العشرين من شباط (فبراير) الماضي وهو يقترب أكثر من تحديد مساره، بينما سيقوم سهم "الرياض" بالتذبذب في حركته حتى يلجأ لترحك في نطاق ضيق خلال الأسبوعين المقبلين.
قطاع الأسمنت لا يزال يعيش في سلبيته المعهودة ويسير بشكل جانبي لفترة ليست بالسهلة، وأقول سهلة لأننا نتحدث عن مؤشر قطاع ولا نتحدث عن سهم، إذ أنه من غير المنطقي أن يبقى كل القطاع على هذا الحال وهذا يدل على أنه قطاع منسي من قبل المُتداولين ولكن سيلتفتون له في الفترة المقبلة حيث سيجبر قطاع الأسمنت على تحديد مساره خلال الفترة بدفع من مؤشر "بولينجر باند" الذي يُحاصر مؤشر قطاع الأسمنت كما في شكل (3) ونأمل أن يندفع القطاع لأعلى حتى يستطيع مؤشر القطاع من كسر المتجه الهابط ويُعدل من وضعه الممل.
بعد الهبوط المُستمر لمؤشر قطاع الخدمات يبدو أنه وجد الدعم الجيد في الأيام الثلاثة الأخيرة من متوسط حركة 150 يوماً عند مستوى 2155 نقطة ولكنه في المقابل يواجه ضغط من متوسطات الحركة القصيرة الأخرى وأقصد بها ذات الخمسة والعشرة أيام وفي أحسن الأحوال سيبقى مؤشر قطاع الخدمات محصوراً بين 2155 و 2250 نقطة، ويبدو أن هناك أسهماً من هذا القطاع بدأت بالارتفاع مثل سهم "الباحة" و"الصادرات" وسهم "المملكة" الذي قفز وجذب الكثير إليه و زادت عليه أحجام التداول حيث كان قد تجاوز لمستوى 11.75 ريال هو إشارة واضحة على شراء سهم "المملكة" يوم الإثنين.
هذا التحرك من الأسهم التي ذكرته أعلاه في قطاع الخدمات لا يُستهان به لأنه يُعد تغير في مسارها وقد يدفع بعض الأسهم التي كانت تسير مثل سيرها بشكل جانبي لتقوم في الاندفاع والارتفاع مثل سهم "ثمار" و "شمس" بينما نرى بوضوح ضعفاً في الوضع الفني لبعض أسهم القطاع مثل سهم "إعمار".
سهم "الكهرباء" يُعاني الهبوط وبحجم تداول ضعيف جداً وهذا أمر إيجابي قد يُنظر له على أنه هبوط غير حقيقي لا يقف وراءه بائعون كُثر ولكن يجب مراقبة السهم وأخذ الحيطة عند تزايد أحجام تداول سهم الكهرباء مع الهبوط، وأما قطاع الزراعة فهو يواجه ضغطاً واضحاً من متوسط حركة الخمسين يوماً يمنعه من الارتفاع لذا يجب مراقبة القطاع فإن نجح في تجاوز متوسط حركة خمسين يوماً عند مستوى 3505 نقطة وبحجم تداول عال ويومين متتالين فهذا يعين وجود تغير في سلوك المُتداولين لأسهم هذا القطاع.
قطاع "الاتصالات" وصل إلى وضع حرج بعد أن ثبت تكون شكل المثلث الهابط و هو نموذج سلبي واضح حذرت منه في تحليلين سابقين، و تبدأ الخطورة واضحة عند ما يهبط مؤشر قطاع "الاتصالات" بقوة محطما الضلع السفلي للمثلث مع مرافقة هذا الكسر لحجم تداول عال، وأما قطاع التأمين فهو يواجه ضغطاً واضحاً حذرت منه سابقاً ولكن بما أن هذا القطاع يُغري الكثير من المُتداولين الراغبين في المضاربة الخاطفة فسنرى دخولهم فيه بعد هبوطه المُستمر.

الخلاصة
السمة الغالبة على سوق الأسهم أن قطاعاته تباين أداؤها ويُعاني المؤشر العام TASI تكتل عدد كبير من متوسطات الحركة أمام المؤشر كمقاومة، ونستطيع القول إن منطقة المقاومة محصورة بين 9900 و9970 نقطة كما في شكل (1) والمؤشر أغلق يوم الأربعاء عند 9891.8 نقطة، ولا يوجد سوى متوسط حركة المائة وخمسون يوم كدعم بعيد حالياً عن المؤشر ويقع عند 9250 نقطة تقريباً.
هناك بارقة أمل وربما يتلاشى بريقها وهي أن المؤشر العام TASI اندفع يوم الثلاثاء الماضي وأغلق يوم الأربعاء كاسراً المتجه الهابط كما في شكل (2) ورافق هذا الكسر ارتفاع في حجم التداول ونعلم أن هذا الارتفاع في التداول جاء من سهم "سابك" و من هنا جاء قولي إننا نخشى بأن يتلاشى هذا الأمل، إذ إن كسر المتجه الهابط يعني أن المؤشر العام غير من مساره وننتظر يوم السبت حتى نرى ما سيقوم به المؤشر TASI لكن مهما ارتفع المؤشر العام فإن من المُبكر الإفراط في التفاؤل.

[email protected]

الأكثر قراءة