تأكيدات على توسع الاستثمار في رأس المال الجريء دعما للاقتصاد

تأكيدات على توسع الاستثمار في رأس المال الجريء دعما للاقتصاد

أطلق الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، المركز الوطني للمبادرة "بادر" الذي يعتمد على تحفيز الشباب - رواد الأعمال - ودفعهم نحو التطلع إلى تفعيل المبادرة ذاتيا، والأخذ بيدهم لتحصيل الأدوات والمعارف اللازمة لبناء فكرة المبادرة في داخلهم ، الأمر الذي يسهم فيما بعد في صناعة حياتهم الجديدة المليئة بالعمل والمبادرة والتخطيط.
ويهدف "بادر" إلى الإسهام في صنع جيل من رواد الأعمال السعوديين من الجنسين يؤمن بالمبادرة كوعي حياتي للبناء ، وهذا الوعي ينقلهم إلى مرحلة التأسيس العلمي والمدروس لمتطلبات الحياة الأساسية من علم ومعرفة وبذل. والأهم من ذلك استغلال الطاقة التي يمتلكونها الاستغلال الأمثل والصحيح، بما يعود بالنفع عليهم وعلى كل من حولهم.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى رأس المال الجريء الذي اختتم فعالياته أمس واستمر يومين في الرياض ورعاه الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، بتنظيم من صندوق المئوية بالتعاون مع الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء.
وتضمن المنتدى ست جلسات تحاورية شارك فيها نخبة مختارة من المتحدثين والمحاورين العالميين المتخصصين، وممثلي قطاعات التمويل والقطاعات الخاصة، ومسؤولي القطاعات الحكومية، ونماذج مبدعة من شباب الأعمال. ويسعى المنتدى ليكون أكبر تجمع لأصحاب رأس المال الجريء والتمويل الخاص والشباب المبادر، وذوي الاختصاص، حيث يهدف إلى جلسات تحاورية ونقاشات فاعلة، وتبادل للخبرات، والتي ستنصهر بعد ذلك، ليخرج المنتدى بتوصيات تكون محل عناية أصحاب القرار والقائمين على القطاعات التنموية والاقتصادية سواء الحكومية أو الخاصة.
وسبق ذلك اجتماع مجلس الأمناء الثامن لصندوق المئوية الذي ترأسه الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء الصندوق، حيث أقر المجلس الحسابات الختامية للعام الماضي، إضافة إلى جدول أعمال المجلس ذات العلاقة.
وقال الأمير عبد العزيز في كلمة ألقاها بهذه المناسبة:" لقد بادر صندوق المئوية إلى تطوير آلياته وتفعيل خططه وبرامجه المستقبلية لتمويل مبادرات الشباب المبدعين في المملكة ، إلا أن هناك العديد من الآليات التي يجب تطويرها لدعم تمويل المبادرة والإبداع، بما في ذلك توفير رأس المال الجريء ، ونتطلع جميعاً إلى تطوير صناعة رأس المال الجريء في دول مجلس التعاون ، وانتهز هذه الفرصة للثناء على ما تقوم به الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء لتطوير صناعة الاستثمار الخاص ورأس المال الجريء في الخليج".
وأوضح الأمير عبد العزيز أن المركز الوطني للمبادرة "بادر" مشروع وطني يهدف إلى تفعيل المبادرة الذاتية لدى الشباب، حيث حرصنا في "بادر" على اقتفاء أثر النجاحات التي حققناها في صندوق المئوية، والتي أسهمت في صنع جيل جديد من رجال وسيدات الأعمال، لنقدم للوطن المئات من صغار المستثمرين، والذين بدأوا بالنمو والتوسع والإسهام في صناعة نمو فعلي لاقتصادنا المحلي. ونحن الآن في " بادر" نستلهم هذه التجربة التي بدأناها في صندوق المئوية، ونواصل البناء معتمدين على جملة من الآليات والتطبيقات الحديثة، والتي ترتكز في مجملها على الوعي بدور رواد الأعمال، وأهمية منحه الفرصة لبناء ذاته ومستقبله، لتكون المرحلة التالية هي إسهامه في بناء وطنه".
وأضاف: نسعى في "بادر" إلى توطين الوعي بأهمية الحصول على مستقبل مشرق لجيل رواد الأعمال، مستقبل يحمل كل معاني الرقي والتطور، ولا سيما أننا نمر بمرحلة مهمة في مجتمعنا، انتقلنا فيها إلى خطوات جديدة تستشرف المستقبل وترنو إليه. ويأتي كل ذلك من خلال تفعيل كل القدرات الداخلية للشباب، وتوظيفها التوظيف الصحيح والجاد".
من جهته، أكد هشام طاشكندي المدير العام لصندوق المئوية أن الصندوق دفع العديد من المشاريع الفتية إلى عجلة الاقتصاد المحلي، ليفخر بتمويله أكثر من 540 مشروعا بقيمة تتجاوز الـ 88 مليون ريال ، كما يفخر الصندوق بنجاحه في تفعيل الدور الاستراتيجي الذي يقوم به القطاعان الحكومي والخاص على حد سواء، حيث استطاع الصندوق إبرام الكثير من الاتفاقيات والتي تسهم بشكل جدي في دعم المزيد من شباب الأعمال في السعودية.
وأضاف "كما أسهم الصندوق في نجاح في تفعيل الدور الاجتماعي ونشر ثقافة العمل التطوعي، حيث استطاع الصندوق استقطاب أكثر من 1300 مرشد ومرشدة يعملون مع شباب الأعمال لإنجاح مشاريعهم، وليس أدل على جدية صندوق المئوية من حصوله على شهادة الأيزو 9001، ليكون بذلك صندوق المئوية أول مؤسسة غير ربحية تعمل في مجال دعم شباب الأعمال تحصل على هذه الشهادة" .
وأوضح طاشكندي أن شباب الأعمال هم النواة المستقبلية لاقتصادنا، ولذا فنحن نحرص أشد الحرص على دعم مشاريعهم، الأمر الذي يساعد على دفع عمليات التنمية بشكل أوسع وأكبر. مشيراً إلى أن الصندوق بدأ مرحلة جديدة من النمو والتوسع، لمواصلة خططنا المرسومة بعناية للارتقاء بجيل الشباب وتحويلهم إلى أعضاء فاعلين في مجتمعهم، وبالتالي تحقيق مكاسب حقيقية لمجتمعنا ولوطننا ولاقتصادنا ولمستقبلنا القريب والبعيد.
وبيّن طاشكندي أن التفكير تجاه جيل الشباب يدفعنا باستمرار لابتكار أهداف جديدة، ومقاصد مختلفة، ليكون تفعيلها بعد ذلك هو الدور الرئيس الذي نمضي فيه تجاه البناء والنمو، ومن هنا بدأنا التخطيط لهذا المنتدى بالتعاون مع الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء، حيث جمعنا بين جهود الصندوق وجهود الجمعية لاستعراض فرص التعاون بين المؤسسات المتخصصة وأصحاب الرساميل والتمويل والشباب المبادر، وكل ذلك في سبيل دعم اقتصادنا، والإسهام في فتح آفاق جديدة لكل شاب وشابة.
وزاد قائلاً: إننا في هذا المنتدى - رأس المال الجريء في الخليج 2008 - استلهمنا قوة العمل فيه ولأجله من التوجه السديد والحقيقي لقائد البلاد خادم الحرمين الشريفين، الذي أولى الإنسان وتطويره في أرضنا الاهتمام الأكبر، ولا سيما في ظل الظروف العالمية والتطور السريع الذي نعيشه، والذي يجعل من الإنسان آلة النمو والتنمية المهمة والأساسية".
ولفت طاشكندي إلى أن رأس المال الجريء، والذي يعول عليه في دعم وتشجيع وتسهيل تحقيق الأفكار الإبداعية لشباب الأعمال ومساعدتها للمنافسة عالميا، لهو جزء لا يتجزأ من المنظومة المتكاملة والتي تخلص إلى تفعيل العملية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة ومشاريع حيوية ومميزة. وإننا بكل الأمل والسعادة نتطلع إلى أن يكون هذا المنتدى لبنة جديدة في مسار بناء وتنمية الشباب السعودي، والذي نعول عليهم قيادة الوطن لمراحل اقتصادية وتنموية جديدة، شعارها التمكين، وديدنها الأفكار الإبداعية الذاتية، لتحقيق أهداف تخدم الفرد والمجتمع.
ونوه قائلاً:" لقد تعلمنا من تجربتنا في صندوق المئوية أن التخطيط السليم، والتنفيذ المبني على أسس علمية، والعمل بروح الفريق، والتآزر بين الفرد والمجموعة داخل المنظمة، هي جملة عناصر النجاح الذي نسعى إليه. وها نحن اليوم نفتتح سويا عملا أمضينا في إعداده وتجهيزه بضعة أشهر، ليكون حدثا محليا ينطلق إلى العالمية بما يخرج به من توصيات ونتائج بإذن الله، تكون محط أنظار الجميع".
واختتم طاشكندي كلمته بقوله: كما هي كل البدايات.. أشعر بكل الفخر والسعادة.. لأننا في صندوق المئوية نضيف مشروعا جديدا.. ونبدأ صفحة حقيقية، وبداية جادة لندفع جيل الشباب لصنع مستقبلهم، وفقا لأفضل الطرق العلمية والعملية المدروسة والمجربة، والتي أثبتت نجاحها على مستوى العالم، إننا اليوم ندرك أن البناء هو مهمتنا التي أخذناها على عاتقنا، ولا نحيد عنها مهما حدث، لنقدم للوطن جيلا نفخر به ويفخر به الوطن".
وكشف طاشكندي أنه تمت التوصية بإنشاء هيئة عليا لمبادرات الأعمال لتكون النواة الصلبة والأداة الفاعلة لدعم المبادرين عن طريق تطوير سياسات دعم مبادرات الأعمال والتوصية بتعديل القوانين والتشريعات بغرض دعم المبادرين والمبادرات والعمل على إيجاد البيئة التي ترعى وتنمي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخصوصاً فيما يتعلق بتوفير المعلومات التي تساعد المبادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة عند إدخال خطط العمل أو التخطيط للتوسع باستخدام موارد الدولة المادية والمعلوماتية.
من جهة أخرى، أكد عبد الله الصبياني رئيس الجمعية الخليجية لرأس المال الجرئ أن العلاقة بين الاستثمار الجرئ والتنوع الاقتصادي والتقني في أمريكا ودول الاتحاد الأوربي وكذلك في دول آسيا علاقة متلازمة وواضحة، بل إنها تستخدم كمؤشر مهم على التقدم الاقتصادي والتقني، وعلى كفاءة تنويع مصادر الدخل، ولفتح أسواق جديدة تعتمد في الأساس على الاستثمار في المعرفة والإبداع.
وبيّن الصبياني حجم استثمارات المساهمات الخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغ ما يقارب من 13.3 بليون دولار في عام 2007 مقارنة بـ 7.3 بليون دولار لعام 2006 لا يمثل رأس المال الجريء نسبة تذكر فيهما. وأشار إلى أن قيام صناعة لرأس المال الجريء في المملكة ودول المنطقة يواجه عدة معوقات وأن التحدي الرئيس الذي يواجه الجميع هو التوصل إلى آلية جديدة غير مسبوقة لتحقيق القفزة المطلوبة لإيجاد صناعة ناجحة لرأس المال الجريء في السنوات المقبلة.

الجرأة تحضر بقوة في ختام الفعاليات

وحضرت الجرأة بقوة في ختام فعاليات المنتدى الثاني للجمعية الخليجية لرأس المال الجريء أمس في الرياض، حيث أكد المشاركون أن على الشركات التخلي عن الإقراض، وهو الأمر الذي يحتم عليها المخاطرة بالرساميل الجريئة وتمول المشاريع المبتكرة لتدعم الاقتصاد الوطني.
وناقشت الجلسة الرابعة للمنتدى أمس تحويل الأفكار إلى مشاريع من خلال استغلال رأس المال الجريء. وترأس الجلسة الدكتور ماجد القصبي الذي تحدث عن أهمية الموضوع وأهمية المتحدثين فيه وشارك فيها كل من الدكتور عبد العزيز جزار ولؤي هشام ناظر الذين تحدثوا عن أهمية نظر المديرين لأفكار البسطاء وتركيز الرساميل الجريئة والابتكار على تقديم الخدمات.
وأضاف المشاركون أن الخسارة المالية ليست مشكلة إضافة إلى انتقادهم وضع الشركات في المملكة فهي شركات تقرض ولا تخاطر والمطلوب من الشركات الوطنية أن تخاطر بالرساميل الجريئة وتمول المشاريع المبتكرة لتدعم الاقتصاد الوطني.
واستعرض تيموثي دريبر المؤسس والعضو المنتدب لدريبر فيشر جيرفتسون تجربته في المتاجرة برأس المال الجريء ودوره في تحويل الأفكار، مشيراً إلى أن الأفكار ورأس المال الجريء يحتاجان إلى بعضهما البعض فالاستثمار يحتاج إلى فكرة والفكرة تحتاج إلى رأس المال الجريء كداعم له. وركز تيموثي دريبر على أهمية الخبرة في مجال المشروع، موضحا أن ذلك ضرورياً ليتمكن المستثمر من ضمان حصانة مبتكر المشروع ضد التحديات والعقبات التي ستقابله.
ودعا دريبر المستثمرين وأصحاب الأفكار إلى التنوع في استثماراتهم مشيراً إلى عدم وضع البيض في سلة واحد، مركزا على أهمية أن يضع صاحب الفكرة نصب عينيه دراسة مشروعه الذي سيستثمر فيه، مشيرا إلى حرص المستثمرين والمبتكرين الجدد لاستعمال التكنولوجيا والعلوم الحديثة. إضافة إلى الاهتمام بالاتصال والتواصل مع المجتمع المالي من حولهم والاستثمار في التواصل والمعرفة مع الآخر بما يفيده.

دور الشركات في تشجيع الابتكار عبر المال الجريء

وفي الجلسة الخامسة تحت عنوان "دور الشركات الكبرى في تشجيع الابتكار من خلال برامج رأس المال الجريء" أوضح الدكتور كمال معمرية الشريك والعضو المنتدب لمجموعة بوستن الاستشارية، أن المملكة تحتل المرتبة الـ 41 عالمياً في مجال الإبداع فيما احتلت اليابان المرتبة الأولى عالمياً، ولذلك كان الإبداع هو المحرك الأساسي للاستثمار الياباني.
وأكد معمرية أن الإبداع هو قائد الدول لتحقيق اقتصاد يرقى بها وتحقق به مستويات عالية ويتوازى الإبداع مع البنية التحتية، مستعرضا تجربة شركة تيلكون العالمية في بنائها استراتيجيتها على الجرأة، إضافة إلى استحداثها صندوقاً للدعم المالي ووسعت نشاطاتها حتى وصلت إلى منافسة السوق في مجال الموسيقى والنشر ويأتي ذلك من خلال مساعدتها على الابتكار وتشجيعها للمبتكرين وأصحاب الأفكار.
أما الدكتور فهد المشيط رئيس وحدة الاستثمار الاستراتيجي في شركة الاتصالات السعودية والذي تحدث عن تاريخ الاتصالات السعودية ومبادراتها الناجحة في دعم الابتكار من خلال طرحها لخدمات جديدة وفريدة تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته. وأضاف المشيط أن الاتصالات أسست شركة تجاري السعودية والتي تعد شركة مبتكرة في السوق السعودية وتمتلك فيها الاتصالات حصة تبلغ 50 في المائة.
من جهته، أكد بيل جلين المؤسسة والشريك التنفيذي لشركة آي كيوكوليكتيف أن ما تقدمه الأفكار الابتكارية للشركات من إضافة جديدة توصلها لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن اقتصاديات العالم الكبرى قامت على الابتكار. وأنهى المنتدى أعماله بجلسته السادسة والتي تناول تمويل العمل المبادر والتي رأسها الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب الرئيس لمعاهد البحوث في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومشاركة كل من تيموثي دريبر والدكتور منصور أبا حسين وعبد الرحمن طرابزوني والذين تناولوا البرامج الفاعلة للحاضنات ورأس المال الابتدائي واستعراض عدد من التجارب السعودية الناجحة في هذا المجال.

الأكثر قراءة