توقعات بتباطؤ الطلب على النفط في 2008 .. والأسعار تتخطى 109 دولارات
قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء إن الطلب العالمي على النفط سيقل عن المتوقع هذا العام بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الدول الصناعية وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية. وقالت أيضا في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن إمدادات النفط ستزيد نحو مليون برميل يوميا عن الطلب في الربع الثاني في أعقاب قرار منظمة "أوبك" إبقاء الإنتاج دون تغيير.
وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية في قضايا الطاقة إن الاستهلاك العالمي سيبلغ نحو 87,5 مليون برميل يوميا هذا العام أي أقل من نحن 80 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق.
وخفضت الوكالة تقديرها للطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نحو 190 ألف برميل يوميا. وقال لورانس ايجلز رئيس شعبة صناعة النفط وأسواقه في الوكالة لـ"رويترز" "يوجد تعديل نزولي كبير في الطلب في الدول الصناعية".
وأضاف "بعض هذا الضعف يرتبط بتحسن طفيف في الطقس. وهناك أيضا أثر للضعف الاقتصادي وارتفاع الأسعار".
وقالت الوكالة إن مخزون النفط لدى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفع بمقدار 32,6 مليون برميل في كانون الثاني (يناير) عن تقديرها لشهر كانون الأول (ديسمبر) الذي عدلته أيضا بالزيادة.
وقالت الوكالة إن الإمدادات ستزيد 960 ألف برميل يوميا عن الطلب في الربع الثاني في أعقاب قرار "أوبك" الأسبوع الماضي بإبقاء الإنتاج دون تغيير وبافتراض استقرار الإمدادات العراقية الأمر الذي سيسمح بارتفاع المخزونات.
وفي الأسبوع الماضي قررت منظمة "أوبك" إبقاء الإمدادات دون تغيير قبل بدء الربع الثاني من العام الذي يشهد في العادة انخفاضا في الطلب مع تراجع استخدام وقود التدفئة بعد انتهاء الشتاء.
إلى ذلك, ارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف عن 109 دولارات للبرميل في المعاملات الآجلة اليوم الثلاثاء ليسجل مستوى قياسيا جديدا لليوم الخامس على التوالي بفضل قوة العوامل الأساسية للعرض والطلب في الأجل الطويل وتدفق استثمارات الصناديق على السلع الأولية. وسجل الخام الأمريكي أعلى مستوياته عند 109,20 دولار قبل أن يتراجع قليلا. وبلغ سعر الخام الأمريكي أثناء تداولات أمس 108,99 دولار بارتفاع 1,09 دولار عن مستوى الإغلاق السابق. وتراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي أمس، بعد صعودها إلى مستوى قياسي قريبا من 108 دولارات للبرميل عند التسوية اليوم السابق مع بحث المستثمرين عن ملاذات أكثر أمنا وسط مخاوف من التضخم وتراجع الدولار.
ونزل سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق شهر نيسان (أبريل) 24 سنتا إلى 107,66 دولار للبرميل في التعاملات الإلكترونية عبر نظام جلوبكس. وكان العقد قفز عند التسوية يوم الإثنين إلى رقم قياسي 107,99 دولار. وسجل العقد مستوى قياسيا 108,21 دولار خلال التعاملات يوم الإثنين متخطيا الذروة السابقة 106,54 دولار التي بلغها يوم الجمعة.
وأدت المخاوف من ركود أمريكي في أعقاب أكبر تراجع للوظائف في الولايات المتحدة في خمس سنوات والضغوط في سوق الائتمان إلى تراجع الدولار وتنامي التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة مجددا لتعزيز الاقتصاد. وهبط الدولار مقابل الين يوم الإثنين، حيث عصفت المخاوف من كساد أمريكي بأسعار الأسهم.
من جهة أخرى، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الإثنين إن سعر التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا 3,23 دولار للجالون مرتفعا 6,3 سنت عما كان عليه الأسبوع الماضي، وذلك وبسبب ارتفاع تكاليف النفط.
وقالت الإدارة, وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة إن سعر النفط العادي في محطات الخدمة ارتفع 67 سنتا عما كان عليه منذ عام. وقفز متوسط سعر وقود الديزل 16,1 سنت إلى مستوى قياسي 3,82 دولار للجالون مرتفعا 1,13 دولار عما كان عليه منذ عام. وكان هذا ثالث أسبوع على التوالي تقفز فيه أسعار الديزل إلى مستوى قياسي جديد. وأظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة عن تكاليف الوقود في محطات الخدمة في أنحاء البلاد أن أحدث سعر "للنفط" يفوق المستوى القياسي السابق 3,22 دولار للجالون الذي سجل في 21 من أيار (مايو) الماضي.