الاقتصادية تكرم وهيب بن زقر بحضور رجال المال والأعمال في جدة

الاقتصادية تكرم وهيب بن زقر بحضور رجال المال والأعمال في جدة

الاقتصادية تكرم وهيب بن زقر بحضور رجال المال والأعمال في جدة

احتفلت "الاقتصادية" في قاعة ليلتي مساء الجمعة الماضي بحضور عدد كبير من رجال الأعمال والمال والمسؤولين وكتاب "الاقتصادية" بتكريم الشيخ وهيب سعيد بن زقر رئيس بيت بن زقر التجاري، نائب رئيس الدائرة الاقتصادية في إمارة منطقة مكة المكرمة إثر عودته من رحلته العلاجية خارج البلاد.
وعكس الحفل فرصة للقاءات الحميمة بين ضيف الحفل الشيخ وهيب بن زقر والمدعوين الذين أنسوا بلقاء الشيخ وهيب في هذا الحفل الكبير.
تحدث في بداية الحفل عبد الوهاب الفايز رئيس التحرير قائلاً: "نتمنى أن يكون هذا الحفل سبيلاً للرقي ومعبراً للقلوب، الشيخ وهيب بن زقر منذ عرفته وكل من عرفه يعد رمزا من رموز هذا الوطن نهنئه ونهنئ أنفسنا، لأنه شخص إذا ما حصل هناك إجماع وطني على أمور كثيرة، فإن الشيخ وهيب يمثل أحد الرموز التي تلقى إجماعاً وطنياً على محبته وتقديره، وهذا ليس كثيرا عليه، وقد كان الشيخ وهيب هو السباق دائماً في الأفراح والأتراح، كنت أراه دائماً يجرجر همومه وأتعابه إلى الرياض يأتي ليشارك في حفل زواج لصديق، أو يهنئ آخر، ويقطع كل هذه المسافات الطويلة ليعبر عن احترامه ووفائه للناس".
وأضاف الفايز.. في جريدة "الاقتصادية" كان لنا شرف كبير أن يكون الشيخ وهيب بن زقر أحد الذين أعادوا بلورة هويتها ودعموها، كان يتابع، يكتب، ينتقد، يقيم، كان يتحدث باسم الجريدة كأنه أصغر محرريها وهذا إن دل فإنما يدل على نبله وتواضعه الجم، وباسم مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ونيابة عن الأمير فيصل بن سلمان الذي بلغني رسالة ملؤها الوفاء والحب إلى صديقه وحبيبه الشيخ وهيب بن زقر، ولولا أنه خارج السعودية لحضر بنفسه، ونيابة عن جميع زملائنا منسوبي مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
وتابع الفايز "نشكر للشيخ وهيب بن زقر تفضله وحضوره للتكريم الذي هو تكريم لكل رجال الأعمال الأوفياء، وجريدة "الاقتصادية" تتشرف أن تكون صوتا للقطاع الخاص ولكل ما يخدم الوطن، وختاماً نشكر كل من حضر وأعطانا جزءا من وقته لحضور هذا التكريم".
ثم تحدث رجل الأعمال أحمد باديب الذي استهل حديثه بقوله: "بداية باسم رجال الأعمال أشكر "الاقتصادية" على هذا التكريم، وأنا أعلم أن وراءها ذلك العملاق الوفي الذي استقى من منبع الوفاء دائماً وأبداً تكريم الرجال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فهو الذي يقف دائماً وأبداً خلف تكريم رجال الفكر والقلم ورجال الأعمال، واليوم عندما يكرم الشيخ وهيب بن زقر فإنما تكرم مدينة جدة، والذين يعرفون جدة بالتأكيد يتذكرون بيت بن زقر التجاري، فهذه الأسرة التي نحتفل اليوم بأحد رموزها كانت ومنذ أكثر من 100 عام تعمل على أن يكون في هذه المدينة أشخاص هم نجوم ومعادن هذه المدينة، والشيخ وهيب بن زقر لا شك هو معلم من معالم مدينة جدة الذين نحس بهم فيها، والذين يعرفون عائلة بن زقر لا بد أنهم سمعوا عن الشيخ محمد عبيد بن زقر، وسمعوا في محاضرة ألقيتها منذ أسبوع عن ذلك العملاق محمد حسن عواد الذي هو ابن أخت محمد عبيد بن زقر، والذي أخذ بيده وأدخله مدارس الفلاح ليتلقى تعليمه أسوة ببقية زملائه في ذلك الوقت، فعلمه في مدارس الفلاح ليخرج لنا علماً من أعلام مدينة جدة اسمه محمد حسن عواد، ولا شك أن ذلك الشاب الذي أصدر كتاباً عام 1925م بعنوان (خواطر مصرحة) قد أقام الدنيا ولم يقعدها حتى اليوم، وذلك الشاب الذي أخذ محمد بن زقر بيده كان شاعراً وأديباً عظيماً، وذلك الرجل هو الذي أنبت سعيد بن زقر والد الشيخ وهيب بن زقر وعندما فتحنا أعيننا على مدينة جدة ونحن الجيل الرابع من المتعلمين كان الشيخ وهيب بن زقر قد بدأ نجماً يقتدى به نتطلع إليه وهو الشاب الذي تفتحت مداركه فقام بكثير من التغييرات التي قرئت في ذلك الوقت على أنها تغييرات جذرية، لكنها كانت تغييرات علمية قامت على أسس علمية، فقد كان لدى الشيخ وهيب قدرة فائقة على قراءة المستقبل، فكان جريئا وهو لا يحابي، يصمت نعم، ولكنه لا يصمت عن الحق، حتى عندما عرضت عليه المناصب قبل بها بشروط الإنسان الذي يريد أن ينجز لا أن تكون له السمعة".
واستطرد باديب "كنا نتطلع إليه في مدينة جدة أنه علم يقتدى به للجيل الجديد، وقد قام بتغيير جذري ولأول مرة في بيت بن زقر لنرى كل تقدم علمي في هذه الشركة، ذهبت مرة لأشتري سيارة من شركة بن زقر ولم أكن أعلم بالكروت والكمبيوتر والأشياء العلمية والصيانة المنتظمة إلا عندما زرت بيت بن زقر، التي قام الشيخ وهيب بتغييرها تغييراً جذرياً، ليس ذلك فقط لكنه كان يضع دائماً وأمام كل محفل أفكاراً جديدة، كل ذلك عشقاً لمحبوبته مدينة جدة".
وختم باديب حديثه قائلاً: "باسم هذه المدينة التي عشقها وباسم هذا الحفل أقول (لسيدي) وهيب أحسنت ونسأل الله لك الصحة والسعادة وأن يطيل لنا في عمرك، ولقد كنت مفخرة وما زلت وستظل، وأشكر "الاقتصادية" مرة أخرى على هذا التكريم الذي هو تكريم لمدينة جدة".
بعد ذلك تحدث رجل الأعمال مازن الصالح فقال: مهما قلت في حق الشيخ وهيب بن زقر فإنني لن أوفيه حقه ولن أضيف أكثر مما قاله صادقاً الكاتب نجيب الزامل في وصف وهيب بن زقر، وهذه قطرة من غيث في حق أخينا الذي جسد في عطائه وحبه وتفانيه لوطنه ومجتمعه، وكان ولا يزال وسيظل ـ إن شاء الله ـ مشعلاً مضيئاً لرجال الأعمال، وقمة على الوسط الصناعي التجاري المعطاء، وسفيراً جوالاً يعبر عن سمو الأخلاق ورفعة المطالب التي يسهم بها وسطنا التجاري والصناعي في مدينة جدة والوطن عامة، إذا كانت "الاقتصادية" وكل ما يكتب فيها من أفكار وخطط تهدف لرفعة المجتمع فجدير بوهيب وكل من هم معه بالشكر والثناء، كيف لا وقد جعل منها حلقة متينة تربط عطاء الدولة وولاة الأمر يحفظهم الله بعطاء القطاع الخاص، فكان مردود ذلك خيراً كثيراً في عدة اتجاهات من قطاع الصحة إلى قطاع التدريب، إلى الجانب الاجتماعي، وشؤون الحياة الخاصة والعامة، والذي لم يكن ليتم في أرقى وأبدع صوره، لولا ما خطته يد الشيخ وهيب من أجل هذه المدينة الساحرة جدة من جهد وعمل دؤوب".
وتابع مازن الصالح "كنت وكثير من زملائي رجال الأعمال المخلصين الصادقين لوهيب بن زقر نلومه ونحاول أن نلفت نظره إلى أنه مقصرفي حق نفسه وصحته، فلم يكن منه إلا أن يستخدم أسلوب الدعابة لتمرير وطأة النصيحة وآلامها".
وفي كلمة ضافية تجسد الحب والوفاء من تلميذ لأستاذه تحدث نجيب الزامل الكاتب في جريدة "الاقتصادية" بقوله "فكرت يوماً أن أكتب عن التيارات الفكرية في بلدنا بمقاييس الفكر النوعي الفردي فبرز وهيب بن زقر، فله فكر خاص اختلط بالثقافة العامة والأكاديمية والتجربة الحياتية والتجارية، وسخرية عميقة جداً، مع صراحة لاسعة وغير جارحة، فبدأت أكتب عن المدرسة الوهيبية أو التيار الوهيبي، ثم ضج بي الخيال وتعاظمت رؤاي عن العواقب فخفت أن أقرأ يوماً عنواناً في الجرائد الأجنبية يقول "لم نخلص من الوهابية فجاءتنا الوهيبية!".
وتابع الزامل "عرفت وهيب بن زقر كما يعرفه آلاف الناس، ورأيته أول مرة في البحرين في مؤتمر للتسويق إن لم تخن هذه الذاكرة، وأخذتني الدهشة، وما زالت الدهشة حتى اليوم سارية المفعول، وكتبت إلى صديق لي (يدير جريدة تصدر بالإنجليزية في البحرين) وقلت له فيما قلت: ما شبه الإغريق مع السعوديين؟ فأجبته وهيب بن زقر، إنه ديموثيسيس، الخطيب الإغريقي منقذ روما من انحطاطها، وصدر المقال ديموثيسيس بن زقر بالإنجليزية.
ويكمل نجيب الزامل "قد يكون إعجابي بالنابهين من الناس مجبولاً مع كياني فقد التحقت بالجامعة إعجاباً بشخص ثم تركت العمل العائلي بعد الجامعة لإعجابي بفائز بدر رئيس الموانئ لسنوات ـ يرحمه الله، وكان الدكتور عبقرياً عنيف الذكاء والطاقة ومرة دار حديث له مع أحد الوزراء بحضوري - أنا الموظف الصغير ـ وجاء اسم بن زقر في نقاش ومواجهة جرت بينهما، ونقل رأي بن زقر وأعجبت بفكرته اللماحة، ولم أنطق بها أمام الدكتور المبجل، والآن نطقت بها أمامكم، الغريب أن أعمال بن زقر كبيت تجاري مرتبطة بالموانئ، ولكن وهيب لم يعط تزلف الدبلوماسيين، لذا نفعنا ونفع أمته، رحت كتبت رأي وهيب بتقرير لفايز بدر وأعجب به، فقال الفكرة رائعة، ومن داخلي شكرت بن زقر، ثم وقف فجأة قامة بجوار معلمي فايز بدر، لم أقل للدكتور إن الفكرة مسروقة ومحرفة، ولكني سكت أولاً هولاً من الفضيحة، وثانياً لأني أعطيت ترقية، شكراً يا وهيب!".
واستطرد الزامل "لم يكن حينها وهيب يعلم أنه علمني أن الحب لا يكون بالبصر، ولكن الحب يأتي بالمشاركة مع القلب والعقل، وهيب بن زقر غازل عقولنا، فأحبته قلوبنا، عفواً هناك مثل برازيلي وهي الدولة التي يؤثرها وهيب كما يبدو يقول: (بنت حسناء بلا مبادئ هي الأكثر إغواء) وكاتبهم الأول كاويلو يقول (هذه الحسناء هي التجارة، وهيب بن زقر وضع للتجارة مبادئ وأخلاقا فلم تعد بنتاً بلا مبادئ، وهذه أقل إغواء وأصعب تقرباً، ولكنها تكسب مع قلة الإغواء زيادة الاحترام، وهيب المحترم عمل على جعل الحسناء.. محترمة".
وأكمل الزامل "أستاذي ومعلمي وصديقي وهيب بن زقر: في حياتنا الحالية نحتاج الكثير من الطعام، وكثيراً من الشمس والمطر، وكثيراً من الرفاهة والمرح، وكثيراً من النجاح والازدهار، ونحتاج إلى قلع الأشواك من الزهر، ونحتاج كثيراً أشخاصا مثل (وهيب بن زقر)، بعض الناس يا صديقنا الكبير وهيب يجعلون المكان متميزاً فقط بوجودهم، وإني أرى المكان الآن يضج بالتميز، أشكر الله ثم أشكر "الاقتصادية" وكل من كان وراء فرصة أن أتكلم قليلاً عنك يا أبا عبيد، ويا ليت مصادفة التشابه تجعل الأشخاص متشابهين فأنت وهيب، وأنا نجيب كلنا بذات الوزن نطقاً، أما الوزن في الواقع والإنجاز فشتان!".
ثم تحدث الدكتور مقبل الذكير الكاتب في جريدة "الاقتصادية" حيث قال: "من الفوارق بين المجتمعات المتقدمة والمتخلفة منهج وطريقة التفكير في القضايا والمسائل التي تواجه الناس أفراداً ومجتمعات، وقد كان أول درس تعلمته من الشيخ وهيب بن زقر وأنا طالب في الجامعة الطريقة الموضوعية في التفكير والواقعية (البراجماتيزم) ومن المصادفات أن حديثه آنذاك جاء وسط أجواء مشابهة للأجواء التي تنتشر الآن مع موجة الغلاء، وهو اتجاه غير صحيح، ولا يدل على نظرة واقعية وموضوعية لمسألة الغلاء".
وأردف الدكتور مقبل "وهيب بن زقر رجل أوتي الحكمة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، لم يكن فضاء الرجل مصالحه الشخصية التجارية منذ عاد من الخارج متعلماً ليشارك عائلته عملها التجاري، بل كان فضاؤه ممتداً ليشمل أيضاً مصالح الوطن، فإذا هتف الداعي يهتف لصولة أو جولة من صولات الوطن، كان وهيب من أوائل المتقدمين، رأينا صولاته الوطنية في مجال التعليم، البنوك، صناعة النفط، النقل الجوي، وكذلك صناعة السلاح الوطني".
وكان الشيخ وهيب بن زقر قد سافر إلى البرازيل منتصف شهر شعبان الماضي، بعد أن أشرف على إصدار الجزء الأول من سلسلة مقالاته التي كتبها في "الاقتصادية"، للعلاج وقضى فترة للراحة والاستجمام في مزرعته في مدينة ساوباولو البرازيلية ومتابعة الفحوص الطبية في مدينة جنيف.
ويعد وهيب بن زقر أحد ألمع رجال الأعمال السعوديين الذين أسهموا في بناء قاعدة تجارية واقتصادية في السعودية، وأسهم في تأسيس جامعة الملك عبد العزيز في جدة والعديد من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، كما يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية. ويقدر له أيضا مساهماته الخيرية والفكرية.
يُشار إلى أن الشيخ وهيب بن زقر توقف عن الكتابة في جريدة "الاقتصادية" منذ نهاية آب (أغسطس) من العام الماضي إثر اعتلال صحته بعد أن أثرى الوسط الإعلامي والاقتصادي بسلسلة من المقالات الصحافية استمرت نحو أربعة أعوام، أثرت المجتمع وتفاعل معها العديد من المسؤولين والكتاب والمحللين الاقتصاديين.
وكانت مجموعة شركات بيت بن زقر قد كرّمت أخيرا الشيخ وهيب سعيد بن زقر بعد خدمة في الشركة تجاوزت 60 عاما كأبرز أبناء الشركة، الذين أسهموا في توسع ونمو نشاطاتها التجارية والصناعية.

الأكثر قراءة