استعادة كابلين بحريين للاتصالات من أصل 3 حتى الآن
استعادة كابلين بحريين للاتصالات من أصل 3 حتى الآن
أصدرت شركة هندية مسؤولة عن توصيل وتشغيل الكابلات البحرية أخيرا بيانا تؤكد فيه أنه تمت استعادة توصيل وتشغيل اثنين من أصل ثلاثة كابلات بحرية معطلة توفر خدمات الإنترنت لكثير من مناطق الشرق الأوسط وآسيا الشرقية وأجزاء من إفريقيا وأوروبا.
وأفادت شركة فلاج تليكوم، وهي فرع لشركة رليانس للاتصالات، التي تعد ثاني أكبر مشغل للهواتف المحمولة في الهند، في بيان أنه تم إصلاح الأعطال في كابلي فلاج أوروبا- آسيا (في)، وفالكون، وأن خدمات الإنترنت قد أعيدت من خلال توصيل وتشغيل هذين الكابلين اللذين تمت صيانتهما أخيرا إثر انقطاع طبيعي للكابلات.
وتعطل الدخول إلى الإنترنت في جنوب آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط بعد قطع في أجزاء من الكابلات أمام الساحل الشمالي لمصر قبل نحو أسبوعين، مما أجبر شركات تقديم الخدمة على تحويل مسار الاتصالات من التوصيل السلكي إلى التوصيل اللاسلكي. وعقب انقطاع هذين الكابلين تلقت آسيا ضربة موجعة إثر قطع في كابل "فالكون" بين دبي وعمان، مما أدى إلى انحدار مستوى الإنترنت، واللجوء إلى استخدام قنوات الاتصال الاحتياطية عبر الأقمار الصناعية، وكذلك استخدام قنوات الاتصال الخاصة بالدول المجاورة، مما نتج عنه ضغط في استخدام الكابلات وضعف في عمليات تصفح الشبكة العنكبوتية، ولا تزال شبه القارة الهندية متأثرة بهذا الانقطاع حتى الآن.
الجدير ذكره أن توصيل الكابلات بدأ مطلع الحرب العالمية الثانية، وذلك بتوصيل كابلات هاتفية لخدمات الاتصالات. إذ كانت التوصيلات عبر اليابسة تحتوي على غطاء معدني عازل للحرارة، فقد تم تمديد أول كيبل بحري في العالم بين فرنسا وبريطانيا عبر القناة الإنجليزية في عام 1850. وفي عام 1863 تم تمديد كيبل واحد بين بريطانيا والجزيرة العربية والهند. وفي عام 1870 كانت أربع شركات تدير الكيبل البريطاني الهندي، والتي اندمجت في النهاية لتشكل شركة واحدة عملاقة. وفي عام 1902 تم تمديد الكيبل بين أمريكا وهاواي، وبعدها بعام بين غوام إلى الفلبين. والنقلة النوعية بدأت في عام 1988 عندما تم تمديد أول كيبل ألياف ضوئية تحت قاع البحار، حيث تم تمديده إلى المحيط الأطلنطي في نفس العام.
شهد عام 1958 تأسست اللجنة الدولية لحماية الكابلات ومقرها بريطانيا، والتي تهدف إلى تعزيز حماية الكابلات ضد الغواصات والسفن البحرية التي هي من صنع الإنسان، وأيضا تهدف إلى تأمين الكابلات من الأخطار الطبيعية، كما يوفر مركز اللجنة منتدى لتبادل المعلومات التقنية والقانونية المتعلقة بالغواصات والسفن البحرية وأساليب وبرامج الحماية.
كما أن من مهام مركز اللجنة التنسيق مع أكثر من 46 دولة تضم 86 شركة لتشغيل وصيانة الكابلات البحرية حول العالم. وكما يصفها المختصون تلك الكابلات البحرية المنتشرة حول العالم عبر المحيطات والبحار بـ "سباجيتي"، والذي قد يدهش الكثير، فهي بدأت من أوروبا في القرن ما قبل الماضي حتى انتشرت حول العالم. وأصبح من خلالها عولمة العالم، إذ أن أكثر من 95 في المائة من حركة الاتصالات والبيانات عبر المحيطات تتم من خلال الكابلات البحرية في حين تعتمد النسبة الباقية من الاتصالات والبالغة 5 في المائة على الأقمار الصناعية والتي تسوء بسوء الأحوال الجوية، حسبما أكدته اللجنة الدولية لحماية الكابلات.
ومن جهة أخرى تحتوي تلك الكابلات على سبع طبقات مابين الحماية ونقل المعلومات، فيأتي آخرا الغلاف الخارجي، والذي هو عبارة عن غلاف من البولي إيثيلين للحماية من العوارض الطبيعية داخل البحرية، ويليه طبقة بلاستيكية عازلة، ومن ثم أسلاك حديده متمسكة جيدا ومنتشرة بشكل عشوائي للحفاظ على الإشارات وعدم تداخلها مع إشارات أخرى، ومن ثم طبقة عبارة عن حاجز مضاد للماء من الألمنيوم، ويليه غلاف من البولي كربون، و أنبوب من النحاس أو الألمنيوم وتأتي في الطبقة ما قبل الخيرة طبقة جل بترولي يحوي الألياف البصرية التي تأتي في داخل ما ذكر أعلاه وهو ناقل البيانات الرئيس.
وعن سبب المشكلات التي حدثت أخيرا أكدت اللجنة أنه يمكن أن تحدث أضرار لهذه لعديد من الكابلات من سفن صيادي الأسماك الذين قد لا يعلمون عن مواقع امتداد تلك الكابلات. وأضافت اللجنة أن العوامل الطبيعية كالزلازل والبراكين والعواصف المائية هي أكبر أسباب انقطاع تلك الكابلات، حيث أكدت اللجنة أن الحيطة والحذر والدعم موجود على مدار السنة، وذلك بوجود منشآت بحرية متنقلة للدعم الفني تقوم تلك المنشآت في حالة حدوث ضرر لأحد الكابلات في المناطق الساحلية برفع الكيبل خارج الماء بواسطة رافعات خاصة وإصلاحه على أسطح السفينة التابعة للمنشأة. أما في حال كان ضرر الكيبل في متوسط عمق البحر أو المحيط، فيتم حينها إنزال غواصين فنيين في كبسولات خاصة تشبه الغواصات ليتم إصلاحه في موقعه داخل البحر، أما إذا كان الكيبل في أعماق البحر فيتم قطع الكيبل من جهتين وتركيب فاصل وكابلات جديدة وإنزالها بالأجهزة والمعدات الخاصة بأعمال الصيانة.
في المقابل تعتمد سرعات نقل المعلومات في تلك الكابلات على نوع تلك الكيابل، فالنوع ذات الجودة العالية جدا تصل سرعة نقل البيانات إلى 1.5 تيرابايت في الثانية، أما في الأنواع المتوسطة الجودة فتصل إلى 40 جيجابايت في الثانية فقط.