مطور التعليم والليبرالي المعتدل.. أحمد الربعي في ذمة الله

مطور التعليم  والليبرالي المعتدل.. أحمد الربعي في ذمة الله

نعت الصحافة العربية أمس الأول الكاتب الصحافي الدكتور أحمد الربعي الذي قضى أجله بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت مطلع عام 2006م، حيث بدأت معه أعراضه في نيسان (أبريل) 2006، فأجريت له عملية جراحية في الولايات المتحدة، وتمت إزالة ورم سرطاني من الرأس، وخضع للعلاج الكيميائي قرابة ستة أسابيع. وكان الدكتور أحمد الربعي قد تعرض إلى نزيف في الدماغ في نيسان (أبريل) 2006م، نقل على أثره مباشرة إلى ولاية بوسطن الأمريكية للعلاج.
والفقيد هو وزير سابق للتربية والتعليم العالي ونائب في مجلس الأمة لدورات برلمانية عدة وإعلامي بارز وأستاذ لمادة الفلسفة في جامعة الكويت وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية . عاش الربعي حياة في المجال السياسي منذ بدايته المبكرة حينما كان طالبا في الثانوية واستمر ذلك النشاط في العمل الطلابي و دراسته الجامعية الأولى وفي الدراسات العالية حينما عاد إلى الكويت أستاذا جامعياً يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية.
وكان الفقيد عضوا في مجلس الأمة الكويتي عام 1985 حيث كان عضوا في التجمع الديمقراطي، وكذلك في عام 1992 حين عين وزيرا حتى عام 1996 ثم انتخب لعضوية مجلس الأمة مجددا عام 1999 حيث كان أحد الليبراليين في مجلس الأمة. وحينما لم يوفق في الانتخابات التي تلت ذلك في عام 2003 اعتزل الحياة النيابية ولكن لم يتخل عن المشاركة في النشاط السياسي العام حتى وقت إصابته بالمرض، حيث عرف عنه ليبراليته المعتدلة، وكان صوتا مسموعا وعاليا في الأوساط النخبوية.
الربعي من مواليد عام 1949، وأتم تعليمه الثانوي في ثانوية الشويخ عام 1972، وأنهى دراسته الجامعية عام 1976 في جامعة الكويت ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1984، واشتهر الربعي بنشاطه في حركة المطالبة بعودة العمل الدستوري والتي عرفت بديوانية الاثنين، إلى جانب دوره أثناء غزو صدام للكويت، حينما جاب الربعي العديد من الدول شارحاً موقف وطنه. كما شارك الربعي في العديد من البرامج الحوارية السياسية في العديد من القنوات الفضائية التلفزيونية والإذاعية كما مارس الصحافة في صحف محلية وعربية عدة.
وفي بيان بثته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" تحدث رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح في تصريح له عن مناقب فقيد الكويت الدكتور الربعي، وقال "بعد أن شاركت في دفن وتقديم واجب العزاء لأخي وزميلي الدكتور أحمد الربعي أستذكر ما قدمه الفقيد لوطنه ولأهل الكويت، فقد كانت له إسهامات كبيرة على الصعيد النيابي، حيث شارك مع إخوته أعضاء مجلس الأمة بممارسة حقهم التشريعي والرقابي على أكمل وجه". وأضاف "إن الفقيد كان يضع نصب عينيه مصلحة الكويت وأهلها، وبعد أن تقلد مهام منصب وزير التربية والتعليم العالي فقد أضاف لهذا المنصب من خبرته وثقافته وعلمه الشيء الكثير، وحاول جاهدا الارتقاء بالقطاع التعليمي سواء التعليم العام أو التعليم العالي إلى أعلى المستويات". رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

الأكثر قراءة