كركترات شهيرة تحدد مسار متقمصها إما للنجاح وإما للفشل

كركترات شهيرة تحدد مسار متقمصها إما للنجاح وإما للفشل

التمثيل: هو تقمص أشخاص لأدوار في فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، وتقديمها بجميع مواصفاتها الجسمانية والحوارية إلى الجمهور المشاهد للشخصية.
الشخصيات التي تقدم في الأفلام أو المسلسلات، ومدى تقمصها من قبل الممثل، غالبا ما تحدد انطلاقة نجم جديد في الساحة التمثيلية أو فشله، ولكن هناك من الكركتارات يتقمصه الممثل سواء في بداية حياته الفنية أو من خلال مشواره تكون المتحكم الوحيد به أثناء حياته الفنية فهي تحدد نجاحه أو فشله، كما حدث مع الكثير من الممثلين في العالم.
الممثل سيلفستر ستالوني، عرفه العالم من خلال تقمصه شخصية المحارب الأمريكي "رامبو" في عام 1982م، وعرف في أغلب أنحاء العالم بهذا الاسم، إضافة إلى شخصية الملاكم روكي، هاتان الشخصيتان استطاع ستالوني النجاح من خلالها وكسب شهرة واسعة في العالم، بسبب قربها من شخصيته وطبيعته وتكوينه الجسماني. فبعد تركه تأدية أدوار هاتين الشخصيتين عاش في كساد فني، ولكنه استطاع الرجوع إلى ساحة المنافسة بفضلهما.
وهناك شخصية سينمائية فتحت أبواب الشهرة أمام متقمصيها، ومثال شخصية "جيمس بوند"، التي قدمت منذ عام 1962م، وتقمصها ما يقارب ستة ممثلين (شون كونري، روجر مور، جورج لازينبي، تومثي دالاتون، بروس بروسنان، ودانيل كريج)، هذه الشخصية فتحت أبواب الشهرة أمام متقمصيها، والبعض عاش في دهاليزها المنورة في بدايتها، والمظلمة في نهايتها.
شون كونري استطاع أن يستغل شهرته من خلال شخصية بوند، التي فتحت له أبواب الشهرة في العالم بأسره، ومهدت له طريق النجاح، حتى أصبح أحد رموز السينما العالمية، أما من تقمص الشخصية من بعده فقد فشل فشلا ذريعا بعد خروجه من هذه الشخصية، ومنهم من توقف عن التمثيل ومنهم من رضي بتقديم أدوار صغيرة، باستثناء دانيال كريج، الذي استطاع إبهار العالم بأدائه في شخصية جيمس بوند، ومن بعدها استغلال شهرته التي كسبها منها، وبدء طريق جديد له في السينما العالمية.
ولا ننسى شخصية المدمر The Terminator التي قدمها الممثل أرنولد شوارزنيجر منذ عام 1984م فاطلقت شهرته في جميع انحاء العالم، وبعدها اشتهر عام 1992م بسببها، ولكنه رفض تقديم الشخصية بعدها، ليشق طريقه كما يريد، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة وثروة كبيرة بفضل أدائه شخصيات مختلفة، وبعد أن ضمن مكانته بين جماهيره، وأراد ترك الساحة الفنية العالمية، والتوجه إلى المعترك السياسي، عاد عام 2003 وقدم شخصية المدمر، كوداع لجمهوره الذي عرفه من خلال هذه الشخصية.
وهناك ممثلون طبيعتهم لا تحتم عليهم تقمص شخصيات لا تتوافق معها، مثل الممثل جيم كاري الذي يعرف عنه بأنه شخص كوميدي في حياته العامة والفنية، حاول كثيرا الخروج عن الأدوار الكوميدية وتقديم أدوار جادة في فيلمي ماجيستك والرقم 23، ولكنه فشل بسبب طبيعة الأدوار التي تقمصها، لأنها تتوجب عليه تأدية دور تراجيدي جاد بعيدا عن الكوميديا. وبسبب هذا لم يتقبله الجمهوره الذي تعود عليه في الأدوار الكوميدية.
وهذه الظاهرة لا تحدث فقط في عالم هوليوود، بل حدثت في عالمنا العربي، ومثال على ذلك الممثل محمد سعد، بعد أن قدم شخصية اللمبي، واشتهر بها، وعاش نجاحات كبيرة في السينما العربية بسببها، قرر الخروج من هذه الشخصية، وتقديم غيرها في أفلامه مثل بوحة، وكتكوت، ولكنها باءت بالفشل الكبير، مما جعله يعيش تخبطات في اختياره شخصيات، وكذلك الممثل الراحل إسماعيل يس الذي عاش طوال عمره في شخصية واحدة، لم يغيرها على مدار حياته الفنية الطويلة.
ومن الأمثلة أيضا الممثل السعودي فايز المالكي الذي قدم في بداية حياته شخصية أبو رنة، فقد عاش طويلا معها، وبعد التخلصه من هذه الشخصية، وقع في شخصية جديدة (مناحي) التي قدمها ببراعة في مسلسل إخواني أخواتي. وبعدها زاد الطلب على شخصية مناحي، ما جعله يقدم منها مسرحية، مسلسلا كرتونيا، وآخرها مسلسل (بيني وبينك)، والآن يستعد لتقديم شخصية مناحي في فيلم سينمائي سعودي تحت اسم "مناحي في القاهرة". وكذلك الممثل راشد الشمراني الذي عرف بشخصية أبو هلال، فبعد سنوات من تركه الشخصية خف بريقه، ولكنه ما زال معروفا بها، والآن يستعد للعودة لهذه الشخصية عن طريق فيلم "صباح الليل".

الأكثر قراءة