أنا شاعر مو سياسي!

ترن في أذني هذه الجملة منذ أسابيع "أنا شاعر مو سياسي" ولا أعلم إن كانت اختزالا أعجبني أم أن عقلي نطق بواقعي!، إذ تبقى قيمة الشعر أجمل حين تتم "ممارسته" بعيدا عن الضغوط والميول، فالشعر يخرج للشارع لينظم ويبادر ويوازن ويحفز ويغني ويصدق ويلعب ويجمع، ومع كل هذا ليس لي سوى أن أقر باستقلالية الشعر وبالتالي استقلالية الشاعر، لذا كنت وما زلت أخالف البعض حين وجه الاتهامات للشاعر العراقي عباس جيجان ووصفه بالتذبذب والتقلب، كونه كتب رثائية رائعة في صدام حسين حين نفذ فيه حكم الإعدام بعد أن كان يشتمه ليلا نهارا، حيث لا يعي هذا "البعض" دور الشاعر داخل النص متى غالبته العاطفة والموقف ليدونها دون "ميل أو ضغط"! الشاعر ممتد.. مرن.. يركض في المساحات، عشقه للأخضر لا يلغي نكهة الجدب في فمه. عليه وبعيدا عن الضغوط والميول: أنا شاعر ولست بسياسي!