جامعة الملك عبد الله في 2028 ستتصدر قائمة أفضل جامعات العلوم والتقنية في العالم
جامعة الملك عبد الله في 2028 ستتصدر قائمة أفضل جامعات العلوم والتقنية في العالم
اكتشف وزراء ومسئولون وقادة مال وأعمال كيف يفكر تشون فونق شي الرئيس المؤسس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية خلال استضافة جمعية خريجي جامعـة MIT في المملكة له مساء الأحد الماضي، في أول مشاركة له كمتحدث في المملكة منذ إعلان تسميته رئيساً للجامعة في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي.
تناول البرفيسور الذي يحمل شهادة الدكتوراة من جامعة هارفارد في عام 1973، إنجازات جامعة الملك عبد الله خلال العام الماضي، والبرامج الأكاديمية التي ستقدمها والتحالفات التي أبرمتها مع العديد من المراكز العلمية المرموقة لدعم تلك البرامج، بطريقة كشفت عن الكيفية التي يفكر بها شي، بعد أن ضمت "السلايدات", التي استعرضها صورا لسور الصين العظيم وحوارا في سوبر ماركت ومهارات لاعب كرة القدم الدولي ديفيد بيكهام. والتي تعتمد عن نظرية التفوق والإبداع في تقييم الإنجازات ودور تقييم تقدير المتوسط في مسألة العناصر المكونة للتفوق.
سلط تشون فونق شي الضوء على جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية متأملا في أن تفتح نوافذ عدة أمام مملكة الإنسانية للتواصل عبر جسور دائمة سيتم بناؤها مع مراكز الأبحاث العالمية ومشاركتها في كل ما يستجد مستقبلاً ما يكفل جودة ونوعية الأبحاث في جامعة الملك عبد الله وفق معايير معترف بها على مستوى المعمورة. وأَضاف " بمعنى آخر ستوفر جامعة الملك عبد الله ساحة للحوار البناء وتلاقح الأفكار مع حضارات وثقافات متعددة تشارك فيه صفوة من الأفئدة والعقول.
وقال" وقفت على رؤية الملك في يناير الماضي وتصوره لما يريد أن تكون عليه الجامعة، ووجدتها بعيدة المدى وخلاقة للغاية"، وزاد "العلوم والأبحاث طريق الإنسان للاستمرار في الحياة، والتكنولوجيا والأبحاث جعلتنا نصنع الطائرة التي خدمت الإنسان في كل مكان، لذا فرؤية الملك عبد الله كذلك هدفها خدمة الإنسان والمكان".
وتوقع لـ"الاقتصادية" البرفيسور شي أن تصبح جامعة الملك عبد الله ضمن أفضل الجامعات المتخصصة في العلوم والتقنية خلال عشرين عاما من الآن، مشيرا إلى أن التحدي لتحقيق ذلك سيكون كبيرا، إلا أنه غير مستحيل.
وشهدت المحاضرة حضوراً متميزاً إذ يعد مشروع الجامعة واحدة من أهم المبادرات العملاقة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إطار رؤية تستشرف مستقبل هذه الأمة من منظور تاريخي فحواه أن التقدم الاقتصادي للأمم لا يدوم إن لم تسنده قاعدة متينة من أدوات البحث والابتكار في ظل نظام اجتماعي ينعم بالأمن والاستقرار.
وتحدث في اللقاء المهندس نظمي النصر المشرف على مشروع الجامعة والمكلف برئاستها في المرحلة الانتقالية, الذي تناول أيضا طريقة العمل داخل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والمسارات التي تعمل عليها، إلى جانب مشاركته البرفيسور شي في الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي تناوب على طرحها عدد من الحضور.
يعد هذا اللقاء السنوي التاسع لجمعية خريجي جامعة MIT في المملكة والتي بدأت منذ عدة سنوات في إرساء تقليد جديد يعطي دوراً أكبر لخريجي الجامعات في خدمة مجتمعهم عن طريق استضافة المحاضرات والندوات التي يلتقي فيها المسؤولون ورجال الصناعة والأكاديميون لطرح موضوعات وقضايا متخصصة, وفي الوقت نفسه ذات نفع عام. وقد شهد محاضرة البروفسور شي مسؤولون حكوميون وأعضاء من مجلس الشورى، ورجال أعمال وإعلام، الأمر الذي أثرى اللقاء بكثير من الأفكار والرؤى.
وفي هذا الإطار أوضح محمد البكر رئيس جمعية خريجي MIT في المملكة، في بداية الحفل أن ضيف هذا اللقاء السنوي أمضى نحو 30 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية في مناصب أكاديمية، وبحثية منها في مختبرات شركة جنرال إلكتريك، وهيئة التدريس في جامعة براون ، وفي عام 2000 اختير رئيساً لجامعة سنغافورة الوطنية، كما أصبح في عام 2004 أول سنغافوري ينتخب عضواً مشاركاً أجنبياً في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للهندسة.
وأضاف " في 2007 كان البروفيسور شي أول متلق من منطقة آسيا لجائزة القيادة التي يمنحها مجلس تطوير ودعم التعليم لكبار المسؤولين التنفيذيين، وهو منظمة عالمية تشترك في عضويتها أكثر من 3000 مؤسسة تعليميـة".
وتابع البكر" إلى جانب مسؤولياته ومشاركاته الأكاديمية المتعددة الأخرى يعمل البروفيسور شي مستشاراً لوكالة علوم الطيران والفضاء الوطنية الأمريكية ( ناسا)، ومختبر أوك ردج الوطني والهيئة التنظيمية النووية وغيرها من الجهات، وهو عضو اللجنة الزائرة لقسم علم وهندسة المواد في جامعة MIT، كما أنه رئيس مجلس إدارة التحالف الأكاديمي بين جامعة MIT وسنغافورة.
قدم البكر نبذة عن جامعة MIT، مشيراً إلى أنها مؤسسة تعليمية خاصة ( غير ربحية )، عرف عنها تشجيع الحوار في الموضوعات والآفاق الجديدة في العلوم والتقنية، وكذلك القضايا التي تخدم قطاع الأعمال.
وقال" لعل أحد الملامح المتميزة للجامعة تركيزها على نشر المعرفة, إذ شاركت في تأسيس مرافق بحث وجامعات في كثير من أنحاء العالم معظمها على غرار مختبر الأبحاث الشهير في الجامعة المسمى ( ميديا لاب Media Lab)، كما أتاحت الجامعة في السنوات الأخيرة، في بادرة تعد الأولى من نوعها، جميع المواد التي تدرس في مناهجها ليطلع عليها من يشاء في موقعها الإلكتروني على شبكة المعلومات دونما مقابل مادي ، الأمر الذي يعد مبادرة عملاقة في التشجيع على نشر المعرفة والتعلم لجميع بني البشر" .
شهدت الجامعة مولد العديد من الإنجازات والاكتشافات المهمة في التقنية على مر السنين بما في ذلك جهاز الرادار، والبنسلين الصناعي، وفيتامين (أ) وكذلك الجايرسكوب لتوجيه سفن الفضاء، والتقنيات الحديثة للأطراف الصناعية، والذاكرة اللبية المغناطيسية, التي مهدت لتطوير الكمبيوتر الرقمي فيما بعد ، وتشمل الأبحاث والعلوم الحالية في الجامعة علوم الأعصاب ، الهندسة الحيوية ، تقنية المعلومات ، الطاقة ، والأعمال الدولية .
وقد حصل أربعة وستون من منسوبي الجامعة حالياً وسابقاً على جائزة نوبل ، وفي واقع الأمر ومنذ عام 1944م أعطيت جائزة من جوائز نوبل كل سنة تقريباً لعضو أو أكثر من أعضاء جامعة MIT كان من بينهم أساتذة وباحثون وخريجون ، كما أن العديد من خريجي الجامعة يتمتعون بمراكز قيادية في قطاع الصناعة والأعمال .
وتضم جمعية الخريجين في المملكة نحو 80 عضواً، أغلبيتهم (90%) منهم من السعوديين ، وهؤلاء الأعضاء حاصلون على درجات علمية من MIT في تخصصات مختلفة ، ويعملون في مهن متعددة في المملكة ، العديد منها في مواقع مهمة في الدولة والقطاع الخاص. وقد تأسست الجمعية في المملكة في عام 1998م حيث تهدف إلى تشجيع التواصل الاجتماعي والفكري بين الأعضاء ونشر برامج ذات آفاق جديدة في الأعمال والتقنية في المملكة وكذلك دعم برامج الجامعة لنشر التسامح الثقافي واحترام الحضارات.
وقد أنشأت جمعية خريجي جامعة MIT في المملكة موقعاً لها على شبكة الإنترنت عنوانه: ww.mitsaudi.org.