خادم الحرمين الشريفين يرعى انطلاقة معرض الابتكار السعودي الأول ابتكار2008" الأسبوع المقبل

خادم الحرمين الشريفين يرعى انطلاقة معرض الابتكار السعودي الأول ابتكار2008" الأسبوع المقبل

بقي أقل من أسبوع على انطلاق فعاليات معرض الابتكار السعودي الأول "ابتكار 2008" الذي يقام تحت رعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، والذي يؤكد دائما حفظه الله على ضرورة وأهمية العناية بالموهوبين والمخترعين في المملكة والاهتمام بهم لكي يكونوا عناصر فاعلة ومفيدة في تحول المملكة إلى مجتمع معرفي متكامل وتحول اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
هذه الرعاية الكريمة من المقام السامي "لابتكار 2008" توضح حرصه - حفظه الله - على أهمية اعتماد الاقتصاد الوطني على المعرفة والتقنية والابتكارات الفكرية التي تلعب دورا أساسيا ومحوريا في نمو اقتصاد أي أمة، وهي رعاية تسهم بشكل كبير في نشر ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع، كما أنها تبين حرص ولاة الأمر على ضرورة الاهتمام بالموهوبين والمبدعين من أبناء المملكة باعتبارهم قادة النهضة ومستقبل الأمة وذخيرتها للدخول إلى عالم الإبداع الذي يميز القرن الحادي والعشرين.

حدث فريد وشركات رائدة
تشهد المرحلة الراهنة جهودا سعودية مكثفة لإشعار المخترعين بأهميتهم للوطن من خلال إقامة لقاءات ومعارض تجمعهم بأقرانهم المبتكرين ورجال الأعمال المهتمين بتطوير صناعاتهم إلى جانب خبراء عالميين لإفادة المبتكرين بخبراتهم ووضعهم على المسار الصحيح.
وتهدف مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بمشاركة شركة أرامكو السعودية من خلال تنظيم معرض الابتكار السعودي الأول "ابتكار 2008" وورش العمل والفعاليات المصاحبة, لتقديم فرصة فريدة لجمع المبتكرين والمخترعين في المملكة مع الجامعات والشركات ذات الاهتمام تحت مظلة واحدة, وليتمكن المبتكرون من إيجاد التمويل اللازم لتطبيق ابتكاراتهم, ولتشجيع وإطلاق الطاقات والمواهب الوطنية.
وتشارك مؤسسات وشركات المملكة الرائدة في المعرض بتقديم آخر الابتكارات التي لديها والتي توصل إليها الموهوبون الذين ترعاهم, وعرض آخر مشاريعها التي تعتمدها للتنمية والإبداع لعرضها على أصحاب القرار وذوي الاختصاص.
ويسعى "ابتكار 2008" للجمع بين عناصر منظومة الإبداع والابتكار من مخترعين ومبتكرين ومستثمرين وجهات تمويل ويعقد تحت شعار "تنمية الابتكار لخدمة التنمية" وستنطلق فعالياته وأنشطته المصاحبة خلال الفترة من 1 إلى 5 ربيع الأول 1429هـ الموافق 9 – 13 آذار (مارس) 2008 في فندق الفورسيزونز في الرياض، وتنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بمشاركة "أرامكو" السعودية.
ويهدف المعرض إلى إبراز المقدرة الوطنية في الابتكار والاختراع، من خلال عرض الاختراعات والابتكارات الخاصة بالأفراد والجامعات والمؤسسات البحثية والحكومية، وشركات القطاع الخاص، وإشاعة ثقافة الاختراع والابتكار، وإتاحة فرص اللقاء وتوطيد علاقة التعاون والشراكة بين المخترعين والمبتكرين وبين المستثمرين والجهات ذات العلاقة.

استثمار الابتكارات
وأشار الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، نائب رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، رئيس اللجنة التنفيذية للمؤسسة إلى أن إقامة معرض الابتكار السعودي الأول يمثل جانباً مهماً من أعمال "موهبة"، إذ تسعى المؤسسة من خلاله إلى تحقيق أحد أهدافها المهمة لتنمية الاختراعات والابتكارات وإبرازها واستثمارها. وأكد الدكتور عبد الله العبيد أن استراتيجية العمل في المؤسسة خلال المرحلة الحالية ترتكز على أن السمة الرئيسة للمملكة في السنوات القادمة هي الإبداع والابتكار والتميز.
وذهب نائب رئيس المؤسسة إلى أن دور موهبة الرئيس هو رعاية الموهبة والإبداع ودعم منظومة الابتكار الوطني من خلال التمكين والتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة، قائلا" إن تنظيم معرض الابتكار بمشاركة شركة أرامكو السعودية، يأتي ضمن الشراكة بين الجهتين لدعم مسيرة الإبداع والابتكار في المملكة"، وأشاد الدكتور العبيد بخبرات" أرامكو" السعودية المميزة في مجالات الابتكار وبراءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية مضيفا "الشراكة بين موهبة و"أرامكو" قديمة وممتدة منذ سنوات طويلة، وهى شراكة فاعلة تجسد التعاون بين المؤسسات الوطنية وتكرسه لما فيه خدمة الوطن ودعم مسيرة التنمية لصالح المواطن السعودي".

شراكة فاعلة لتمكين القدرات الوطنية
ويتزامن موعد انعقاد معرض "ابتكار 2008" ويجتمع معه في المكان نفسه حدثان غاية في الأهمية بالنسبة لمجتمع الموهوبين والمبدعين وبالنسبة للمرحلة التي تعيشها المملكة في التحول إلى مجتمع معرفي، حيث يتزامن مع "ابتكار 2008" وتحت سقف واحد ملتقى الصناعات المعرفية، ومنتدى رأس المال الجريء، وهو ما يحقق العديد من الأهداف التي تسعى "موهبة" و"أرامكو" لتحقيقها فهو فرصة كبيرة لكل من المستثمرين ومؤسسات التمويل والمخترعين والمبتكرين للتلاقي والتحاور وجها لوجه بشكل يضمن وصول فكرة الابتكار والاختراع بشكل صحيح ويدعم تبني وتمويل هذه الأفكار الإبداعية، كما أن هذا التزامن لهذه الفعاليات يمنح الموهوبين والمبتكرين والمخترعين الفرصة لعرض ابتكاراتهم وإبداعاتهم أمام مستثمرين وجهات تمويل وخبراء عالميين بما يحقق منفعة متبادلة لكل هذه الأطراف بما يسهم في زيادة فرص نجاح استثمار الابتكارات المعروضة إضافة إلى إيجاد بيئة لمناقشة قضايا الابتكار المختلفة.
كما أن توقيت هذا التزامن مهم هو الآخر، فهو يأتي في وقت تسعى فيه المملكة إلى زيادة قدراتها التنافسية والإبداعية ودعم تحقيق الأفكار الخلاقة وتحويلها إلى منتجات قادرة على المنافسة عالميا بما يفعل الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل جديدة خاصة مع انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، أيضا يسهم تزامن هذه الفعاليات الثلاث في دعم جهود توطين المعرفة والتكنولوجيا في المملكة وانعكاس ذلك على التطور واستمرار مسيرة النهضة في ظل اقتصاد دولي يقوم على المعرفة واستثمارها لخدمة التنمية الوطنية، خاصة أن الصناعات المعرفية من أكثر المجالات نموا في العالم.
وكان معرض الابتكار السعودي الأول قد أبرم مذكرتي تفاهم، تحت شعار "تمكين القدرات الوطنية"، مع كل من الغرفة التجارية الصناعية في الرياض التي تنظم ملتقى الصناعات المعرفية، وصندوق المئوية بالتعاون مع الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء الذي ينظم منتدى رأس المال الجريء تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن عبد الله آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، من أجل تزامن الأحداث الثلاثة.
ويعقد معرض "ابتكار 2008" خلال الفترة من 1 إلى 5 ربيع الأول 1429 هـ الموافق 9 – 13 آذار (مارس) 2008، فيما ستكون فترة منتدى رأس المال الجريء خلال الفترة من 2-3 ربيع الأول 1429هـ الموافق 10 - 11 آذار (مارس) 2008، في حين ينعقد ملتقى الصناعات المعرفية خلال الفترة من 3 - 4 ربيع الأول 1429هـ الموافق 11-12 آذار (مارس) 2008، وسيكون مقر هذه الفعاليات المهمة فندق الفور سيزونز في الرياض.

توسيع دائرة الشراكة
ويقدم ملتقى الصناعات المعرفية الأول خمس أوراق بحثية في قطاعات الصناعات المعرفية في مجالات الطاقة والاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات المالية والصحة. وتعد هذه الدراسات بمنهجية الأوراق نفسها المقدمة في منتدى الرياض الاقتصادي وتعتمد على الآراء والأفكار التي يقدمها رجال الأعمال خلال ورش العمل المتخصصة التي تقيمها الغرفة التجارية الصناعية في الرياض خصيصاً لذلك.
وقال الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور خالد بن عبد الله السبتي، أن "موهبة" بمشاركة "أرامكو" تسعى من وراء هذه الشراكات لتحقيق أهداف المعرض. ولفت إلى أن التوجيهات الكريمة السامية المستمرة تؤكد أهمية العناية بالموهوبين والمخترعين والاهتمام بهم لكي يكونوا قادة التحول في المستقبل إلى مجتمع المعرفة.
وذكر أن موهبة تعمل على توسيع دائرة الشركاء، وتعميق العلاقة معهم، وأن المؤسسة تنظر إلى الغرف التجارية الصناعية، وصندوق المئوية وجمعية رأس المال الجريء كشركاء للمؤسسة. وتطلع الدكتور السبتي إلى مزيد من التعاون في المستقبل.
من جانبه، بين نائب الرئيس لعمليات التوزيع في شركة أرامكو السعودية، نائب رئيس اللجنة المنظمة المهندس أحمد السعدي، أن هذه الخطوة تعتبر تشجيعاً للمشاريع الاستثمارية، وتهيئة للأرضية المناسبة للاستثمار في الأفكار التي ستشكل مستقبل هذه الصناعة في المملكة.
وأضاف "هذه الشراكة تمثل جسراً يمكن المخترعين السعوديين من عرض أفكارهم الإبداعية على المستثمرين السعوديين، وستتمخض عنها صياغة آليات وأطر لحماية الملكية الفكرية للأفكار الإبداعية الخاصة بالمخترعين والمبتكرين السعوديين، لتكون مهيأة لاحقاً للتسويق التجاري".
وزاد المهندس السعدي "يأتي توقيع هذه الاتفاقية دعماً لجهود إنجاح هذا الحدث الفريد، الذي سيرعاه خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -، الذي سيؤسس لمرحلة جديدة في المملكة تعكس المزيد من العناية بالإبداع وحماية الإنتاج الفكري المتميز للأجيال الجديدة، والمساهمة في بناء بيئة خصبة للاستثمار في رعاية الأفكار الإبداعية من خلال هذا المعرض الذي يلتقي فيه الصناعيون والمبدعون والجهات المتخصصة في العناية بالأفكار الخلاقة، انسجاما مع حرص الدولة على دعم الموهبة وتطوير آفاق الاستفادة من إمكاناتها الفكرية".

مشاركة دولية
يستقطب المعرض السعودي الأول للابتكار "ابتكار2008" العديد من المنظمات الدولية الرائدة في مجال الابتكار والاختراع وحماية الملكية الفكرية، وحرصت "موهبة" و"أرامكو" عند اختيار المشاركين في هذا الحدث على أن يضم "ابتكار 2008" كوكبة من المنظمات والخبراء البارزين على المستوى الدولي لإفادة المخترعين السعوديين، منها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وهى وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ويقع مقرها في جنيف، وتكرس جهودها لتطوير نظام دولي متوازن ومبسط بشأن الملكية الفكرية، يكافئ الإبداع ويحفز الابتكار ويسهم في التنمية الاقتصادية ويصون المصلحة العامة.
ويشارك أيضا الاتحاد الدولي للمخترعين IFIA وهو منظمة غير حكومية وغير هادفة للربح تضم جمعيات المخترعين في أنحاء العالم وتهدف إلى تحسين وضع المخترعين على الصعيدين الوطني والدولي وتعزيز التعاون بين جمعيات المخترعين، هذا بجانب مشاركة شركة أنتل التي لها العديد من المبادرات الخاصة بدعم وتشجيع الموهوبين والمبتكرين والمخترعين في أنحاء العالم كافة، وشركة 3M الدولية العملاقة التي تقوم بشكل أساسي على قاعدة علمية وتستند إلى التكنولوجيا في جوهر أعمالها وتقدم آلاف المنتجات المبتكرة والخلاقة إلى أسواق العالم.
كل هذه المؤسسات الدولية والشركات الرائدة والعملاقة تشارك في "ابتكار 2008" بجانب كوكبة من الخبراء العالميين وهو ما سيثري المعرض ويمثل فرصة جيدة للمخترعين والمبتكرين السعوديين للاحتكاك وتبادل الخبرات والخروج بأفكار جديدة والاطلاع على أحدث الأساليب في مجال الإبداع والابتكار.

حماية الملكية الفكرية
مع تزايد أهمية حقوق الملكية الفكرية والحفاظ عليها ومراعاتها وبعد أن باتت أداة مهمة لتنمية البلدان اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، أصبح من الضروري التعريف بها وبأهميتها والعمل على إيجاد تشريعات قانونية ملائمة تحفظ حقوق الملكية الفكرية والابتكارات السعودية وتشجع على الاستثمار في مجال المعلومات والمعرفة، لذلك كانت هذه القضية حاضرة في الأذهان عند التخطيط والإعداد لإقامة "ابتكار 2008" للأهمية التي يمثلها إلمام المبدعين السعوديين بحقوقهم، ويتطلع القائمون على تنظيم المعرض في أن يسهم في نشر ثقافة الملكية الفكرية وكل ما يتعلق بها بين المخترعين والمؤسسات السعودية ذات العلاقة حفاظا على حقوقهم خاصة مع مشاركة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) في فعالياته.
وتنبع أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية في المجتمع السعودي من كونها جزءا من ثقافة الإبداع فالفهم الواعي والعميق لنظام الملكية الفكرية يشجع الأفراد والشركات على حفظ حقوقهم من خلال تسهيل عملية تسجيل العلامات التجارية وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية.

معرض إسلامي عالمي
ونجح معرض الابتكار السعودي الأول "ابتكار 2008" في استقطاب معرض "1001 اختراع" المقبل من مدينة مانشستر البريطانية، ليكون من ضمن الجهات المشاركة في المعرض.
ويرى القائمون على "ابتكار2008" أن مشاركة معرض "1001 اختراع" سيكون له أثر مهم في تأصيل الابتكار في الأمة الإسلامية، ليؤكد أنه ليس أمرا حديثاً بل إن الأمة رائدة في مجال الابتكارات والإبداعات.
ويسعى القائمون على معرض الابتكار السعودي إلى تقديمه بأفضل صورة، تضمن تقديم قيمة مضافة إلى المجتمع عموماً، وإلى الشريحة المشتغلة بالابتكار خصوصاً، عبر خطط عمل توفر فعاليات مصاحبة تثري من يزور المعرض.
ويعد معرض "1001 اختراع" واحداً من أهم الإنجازات الأخيرة للمسلمين في المملكة المتحدة، ويهدف إلى إبراز التراث الإسلامي الغني في مجال الاختراعات، ليشارك بها المجتمع الإسلامي المجتمع البريطاني والمجتمعات الأوروبية الأخرى.
وكان سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا الأمير محمد بن نواف افتتح المعرض، وقال حينها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: "هذا يعطينا فكرة عن الإنجازات غير العادية للنهضة العربية التي سبقت بالطبع الإنجازات الأوروبية وبنى عليها علماء عصر النهضة فيما بعد".
وأسس المعرض الدكتور سالم الحسني الأستاذ الفخري في جامعة مانشستر وأطلق عليه اسم "1001 اختراع", وتم افتتاحه في 23/10/2007 في مركز غلاسكو للعلوم.
يقول الدكتور سالم الحسني: "كتب التاريخ الغربية تميل إلى القفز من العصور اليونانية إلى عصر نيوتن واينشتاين, وهكذا فإن هناك فجوة كبيرة في المعرفة بحاجة إلى أن تملأ لمصلحة التماسك الاجتماعي والثقافي, وحتى لمصلحة السلام العالمي".
ويمضي السيد الحسني في قوله "إن فجوة الـ 1000 سنة هي خطأ تاريخي وليست مؤامرة، ويعتقد السيد الحسني أن الوقت قد حان للاعتراف والشكر، "بسبب أننا أصبحنا نميل إلى رؤية الإسلام كعدو للغرب, وكنظام ثقافي واجتماعي واعتقادي غريب، فإننا أصبحنا نميل إلى تجاهل أو محو الصلة العظيمة للإسلام بتاريخنا".

الأكثر قراءة