التعليم الإلكتروني التحفة الأثمن
التعليم الإلكتروني التحفة الأثمن
تتحفنا التقنية الحديثة دوما بخدماتها اللا محدودة في مجالات الحياة المختلفة، ومن ضمنها بل أهمها التعليم الإلكتروني الذي يعد التحفة الأثمن لأجيالنا. فأصبحت الألفية الثالثة تحمل مؤشرات أكيدة حيال الإمكانيات المتاحة للفرد لتشكيل عالمه الخاص به أينما وجد على هذا الكون ومتى ما توافر له جهاز كمبيوتر وخط للتواصل.
ومن المعروف أن المقررات أو المناهج الدراسية لكل مستوى دراسي تتضمن محتوى محدود من النصوص والرسومات والصور والجداول، حيث أضحت الآن محفوظة في شريحة إلكترونية دقيقة الحجم تحمل بإصبعي اليد الواحدة، وهذا ما بدأت به وزارة التربية والتعليم أخيراً بتوزيعه على بعض منسوبيها من الطلبة في قرص مدمج يحوي كامل المقررات الدراسية لكل مرحلة على حده، بل وتعداها إلى توافر محتوى من المواضيع التفاعلية بأسلوب جاذب ومفيد.
ولطالما أن التقنية في حاضرنا الآن واسعة الآفاق، ومتقدة الحضور في أصقاع العالم، بتنوع فوائدها على المجتمع، نتطلع إلى تحقيق الحلم الكبير بالدعم المادي والمعنوي والمتابعة من كثب من قيادات القطاعات التعليمية بتوسيع الخطى والتلاقي مع معطياتها واستثمارها في صالح الأهداف المنشودة نحو تعليم رقمي متكامل يعتمد أحدث التقنيات، ليضمن اعتماد منظومة تعليمية وفق الأسس القياسية: "عالم بلا أوراق، جامعات بلا أسوار، مؤسسات التعليم للمستقبل، المدارس والجامعات الإلكترونية، بيئات التعلم الافتراضي، الجامعات الافتراضية، المنهج الرقمي، الفصول الذكية أو الافتراضية أو الإلكترونية، وغيرها من المصطلحات التي تعني المفهوم ذاته".
لا شك أن أجيالنا القادمة ووفقاً لمجريات الأمور الراهنة ستشهد العصر الذهبي للتعليم بمختلف مستوياته، حيث نمتلك حينها بعد مسيرة مراحل من الخطط الاستراتيجية والمنجزات القومية إلى المقومات المتكاملة، وتكتمل بفضل ذلك كافة مشاريعنا في مجال التعليم عن بعد وتطبيقاته، وأن يتوافر في مقدمتها مشروع متكامل لبوابات إلكترونية عملاقة في محتواها وفائقة التطور في مزاياها من صنع أيادي وطنية ماهرة، وأطمع من هذا كله أن تنتقل القدرات المتوافرة في العقل الإلكتروني والذكاء الصناعي بمهاراتها نفسها إلى كافة عقول مجتمعنا، ويأتي ذلك بحكم تدرج تعاملهم مع تطبيقات تقنية التعليم من عمر الزهور كبرعم إلى سنوات الدراسة الجامعية، ويسهل عليه أن يألف هذا الأسلوب ويرقى ويتألق في تعامله مع أدوات التقنية.
وقد يقودنا إلى ما أسهم به الدكتور عبد الإله ساعاتي، عبر صفحة "صوت الناس" في عدد الاقتصادية (5250) الذي نشر الإثنين الماضي، بمشاركة قيّمة وثرية بالمعلومات التي تشير إلى أن جامعة الملك عبد العزيز من أوائل الجامعات السعودية التي أرست اللبنات الأولى لتطبيق التعليم عن بعد، وسبقت وصيفاتها من جامعاتنا في تعويد منسوبيها على الأخذ بمبادرة التعليم الإلكتروني والتعاملات الإلكترونية. وكون أن مدخل المشاركة ألمح إلى محتوى مقالتي عن "عمادة التعليم عن بعد في جامعة الإمام محمد بن سعود"، والتي لم أشير فيها أبداً إلى أنها سباقة في التأسيس، ولكن رميت إلى أنها سباقة في تطبيق المفهوم الشامل للتعليم عن بعد، وذلك بالتحديد ما أعني!. ونقدر لجامعة الملك عبد العزيز ومسؤوليها إنجازاتهم الرائدة في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات بصفة عامة، ومجال التعليم الإلكتروني بخاصة، ولجميع جهودهم المحمودة حاضراً ومستقبلاً لما فيه رقي التعليم في بلادنا ونهضته.