الجشع والورد يحلقان بالأوسكار
باستثناء مفاجآت محدودة، فإن جوائز الدورة الـ 80 لجوائز الأوسكار لهذا العام –التي أعلنت مساء الأحد الماضي 24 شباط (فبراير) - لم تكن مفاجئة، وجاء أغلبها كما جرت التوقعات. إذ حصد فيلم "لا مكان للمسنين" للشقيقين جول وإيثان كوين جوائز عدة أهمها "أفضل فيلم"، و"أفضل سيناريو مقتبس عن رواية أدبية"، وأفضل ممثل مساعد، و"أفضل مخرج"، التي تقاسمها الأخوان.
ويمثل هذا التتويج نجاحا ساحقا لصانعي الفيلم الأخوين جويل وإيثان كوين، اللذين يعدان أول أخوين يحصلان على جائزة أفضل إخراج.
وبهذا صدقت توقعات نقاد مثل الناقد روجر إبيرت بأن يصير الأخوان المولودان في ولاية مينيسوتا الأمريكية أول أخوين على الإطلاق يفوزان بجائزة أفضل إخراج. كما من المتوقع أيضا أن يحصل فيلم الأخوين على جائزة أفضل فيلم.
وبالنسبة لجائزة أفضل ممثل فقد ذهبت إلى الممثل دانييل دي لويس عن دوره في فيلم "ستسيل الدماء" الذي يتناول الصراع داخل صناعة النفط في الولايات المتحدة.
وفي فئة أفضل ممثلة، فجرت الممثلة الفرنسية الشابة ماريون كوتيلارد مفاجأة بفوزها بالجائزة عن دورها في فيلم "الحياة وردية"، والذي أدت فيه دور مطربة، وهي أيضا مرشحة لأول مرة لهذه الفئة. وهي ثاني ممثلة تفوز بالجائزة لدور في فيلم غير ناطق بالإنجليزية بعد الإيطالية صوفيا لورين العام 1962. وفازت كوتيار -32 عاما- لتجسيدها شخصية المغنية الفرنسية الكبيرة إديت بيف. وقالت بعد تسلمها جائزتها متوجهة إلى مخرج الفيلم أوليفيه دهان "شكرا جزيلا أوليفيه، لقد قلبت حياتي رأسا على عقب فعلا". وأضافت وقد طغى عليها التأثر "لا أجد كلاما، إني أشكر الحياة على نعمها، وأشكر الحب. صحيح أن في هذه المدينة ملائكة. شكرا جزيلا".
في مفاجأة أخرى، حصلت البريطانية تيلدا سوينتون -خلافا لكثير من التوقعات- على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "مايكل كلايتون"، وهي المرة الأولى التي ترشح فيها لهذه الجائزة. وأهدت سوينتون الجائزة إلى وكيل أعمالها الأمريكي الذي وصفته بأنه يشبه هذا التمثال الصغير تماما. بينما حصل خافيير باريدم أيضا -كما كان متوقعا أيضا- على أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في لا وطن للمسنين"، الذي يؤدي فيه دور قاتل مريض نفسيا، ويعيش على طريق الموت عبر أنحاء الغرب الأمريكي. وقال بارديم أثناء تسلمه الجائزة "إنه شرف كبير لي أن أنال هذه (الجائزة). بينما حالف الحظ كاتبة السيناريو ديابلو كودي، فنالت جائزة "أفضل سيناريو معد للشاشة" عن فيلمها جونو رغم أنه أول سيناريو لها.
كما حصد فيلم "ستسيل الدماء" -إلى جانب جائزة "أفضل ممثل"- جائزة أفضل تصوير. وفي الفئة التالية وهي "أفضل فيلم تسجيلي طويل" ذهبت الجائزة إلى فيلم "تاكسي إلى الجانب المظلم" للمنتج والمخرج الأمريكي أليكس جيبني، الذي يتناول التعذيب الذي تمارسه القوات الأمريكية بحق المعتقلين في أفغانستان والعراق.
وكانت أولى جوائز الحفل قد ذهبت إلى فيلم "إليزابيث.. العصر الذهبي" الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل تصميم ملابس، فيما نال فيلم "الفأر ريمي" من إنتاج استديوهات "ديزني- بيكسار" على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.
كما حصل فيلم "المزورون" النمساوي على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. ونجح "المزورون" على أفلام "بوفور" الإسرائيلي، و"كاتين" البولندي، "12" الروسي، و"المنغول" الذي كان يمثل كازاخستان.
وقال منتج الفيلم الفائز ستيفان روزوفيتسكي "كان هناك بعض صناع الأفلام النمساويين العظماء الذين عملوا هنا. اضطر معظمهم لمغادرة بلادي بسبب النازي، ولذا كان من الطبيعي أن يكون أول فيلم نمساوي يفوز بالأوسكار يتحدث عن جرائم النازي".