إعادة تأهيل!

إعادة تأهيل!

أثار اكتساح أيمي واينهاوس البريطانية لجوائز الغرامي الموسيقية غضب الكثير من النقاد والمهتمين بالموسيقى.
ومن هي أيمي هذه؟ أيمي مغنية بريطانية شابة ظهرت مع بداية العام الماضي ودخلت عالم الغناء بألبومها لتنال بعده شهرة واسعة لا تحدّ، لكنها آثرت أن تضاعف هذه الشهرة (سلبيا) بدخول عالم المخدرات والإدمان لتتصدر صورها الصحف مجدداً بقضايا إعادة تأهيل ووضع مزر وصحة متدهورة.
الطريف في الأمر أن أغنية أيمي التي حصلت على اكبر قدر من الجوائز كانت Rehab وفي معرض كلماتها تقول إنها لن تذهب لمركز إعادة تأهيل، وفعلا ذهبت!
السبب في الاعتراض على حصولها على الجوائز أن لجنة التحكيم في اختيارها تكافئ شخصا مختلا ومتورطا في أكثر مشكلات الشباب تعقيدا في العالم ألا وهي الإدمان.
يقول المعارضون لحصولها على الجائزة كان من الأجدر أن تحجب حتى الترشيحات عنها والسبب عدم التزامها كشخص عادي أولا باتباع نمط حياة إيجابي، فكيف وهي فنانة اشتهرت عالميا وتؤثر في شريحة المراهقين والشباب.
اعتراض النقاد يذكرني بمسألة صناعة القدوة في الإعلام العربي، وتحوّل التلفزيون إلى جهاز يبحث فيه المشاهدون عن شخص لاتباع خطواته!
حرص الغربيين يحرضنا على إيجاد بدائل إيجابية للقدوة السلبية التي ننادي بإقصائها دون أي إجراءات إصلاحية تذكر، بحجة أن (الجمهور عاوز كدا ).
الصورة الملمعة التي تبرزها وسائل الإعلام للفنانين في مجال الغناء والتمثيل تخفي وراءها حكايات ومآسي يعجزون عن إخفائها مع مرور الوقت.
والنجوم يمضون وقتهم في قاعات المحاكم وأقسام الشرطة بعيداً عن الاستديو!
يقول الشيخ عبد الله علوان في كتابه (تربية الأولاد في الإسلام) الذي ترجم إلى عدة لغات إن للقـدوة أهمـية فـي حـياة الفرد والمجـتمع، فهي تعطي المقتدين شواهد حية ومطبقة وذلك للتأسي، لذلك ظهرت حاجة الفـرد إلى التشبـه والتقـليد، وهي بهذا تتفق مع فطرة الفرد، وإنها تسهم في تشـكيل شخـصيته.
سيقول البعض إن التلفزيون غير مؤهل لاستقاء نماذج قدوة من خلاله، وأقول تأملوا جيدا الساعات التي يقضيها الأفراد أمام الشاشة وتدركون أنه لا يتبقى وقت للبحث عن قدوة بمعزل عنه.
فقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن ثلثي المعلومات التي يتلقاها الفرد يحصل عليها من وسائل الإعلام المختلفة.
نحن لا نبحث عن مدينة ( فاضلة ) ولكن على الأقل ننتظر مكافأة من يستحق ذلك وتجاهل الشخصيات المضطربة اجتماعياً وأخلاقيا.

الأكثر قراءة