احتلال العراق وتغييبه كدولة وصفة استعمارية ستعممفيما لو نجحت على دول المنطقة
بين رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري أن ما يجري في العراق فتنة سياسية تقف ورائها دول تنسق مع الاحتلال لإشاعتها وتكريسها لتمزيق العراق والسيطرة عليه بأقل تكلفة، وقال إن المحتل وما جلبه من حكومات لم تتوصل لقرار سياسي أو اقتصادي واحد مستقل عن المحتل، ويواكب مصلحة الشعب العراقي، وأكد الضاري أن الاحتلال أفرغ كل ما في جعبته من السلاح والفتن والمال ولم يحصد إلا الهزائم، وأن الأيام تزيد المقاومة قوة وتنظيماً لصفوفها، مشددا على أن المحتل إن لم يخرج طواعية حتما سيخرج مكرها ومهزوما بشكل يشاهده الجميع. إلى تفاصيل الجزء الثاني والأخير من الحوار:
.
ما يحدث في العراق هل هو حرب أهلية أم عرقية أم تاريخية؟
منذ البداية قلنا في هيئة علماء المسلمين إن ما يجري في العراق هو فتنة سياسية تقف وراءها أطراف سياسية وأخرى خارجية، وفي مقدمة هذه الأطراف الاحتلال ومخابرات دول أخرى لها مصالح في إشاعة الفتنة وتمزيق العراق، منها ما هو مجاور ومنها غير مجاور ثم الحكومة وأحزابها ومليشياتها وما إلى ذلك، ولكنها غطت هذه الفتنة السياسية بالثوب الطائفي المزيف وليس الحقيقي ولهذا قلنا من البدايات وكررنا هذا مرارا إن الفتنة الجارية في العراق فتنة سياسية وليست فتنة مذهبية، شيعية أو سنية ولا عرقية، عربية أو كردية، وما زلنا نقول ونؤكد وأخيرا أقر بهذا نوري المالكي قبل أسابيع قال الفتنة الجارية في العراق فتنة سياسية وليست طائفية عندما اضطرته الظروف إلى أن يعترف بهذا حينما وقع بينه وبين شركاء الجريمة على العراق الخلاف، ثم أيضا بعض الأطراف السنية التي كانت تعارضنا حينما نقول إن الفتنة سياسية وليست طائفية، وهي الآن تقول إن الفتنة سياسية وليست طائفية، وعليه لو خرج الاحتلال سيفاجأ العالم بما عليه الشعب العراقي من وحدة وأيضا سيفاجأ بتماسك النسيج العراقي ولا سيما الشيعي - السني الذي لم يدفع - والحمد الله – ما أريد به من قبل الاحتلال ومن قبل عملائه ومن بعض الأطراف المجاورة أن يقتل مذهبياً ويقتتل طائفياً ولكن هذا الشعب أبي ولم يترك مجالا إلا لأصحاب الفتنة ولمن خدعوهم من الأغرار والبسطاء والسذج والعاطلين عن العمل وجعلوهم وقوداً للفتنة التي أدت إلى ما أدت إليه من إسالة دماء زكية وطاهرة وكبيرة في العراق.
هيئة علماء المسلمين في العراق كيف نشأت وما سبب إنشائها وما دورها؟
هيئة علماء المسلمين نشأت بعد الاحتلال بأسبوع تقريبا وكان الذين اجتمعوا أو قرروا إنشائها مجموعة من الشباب والكهول الذين استشعروا ضرورة وجود هيئة تقوم بالشأن السني والعراقي في هذا الظرف ما بعد الاحتلال.
لماذا السني تحديداً؟
في البدايات حقيقة السني لأنه حينما انهارت الدولة والنظام وسقطت مراكز الدولة ومؤسساتها ومنها الأمن والأوقاف وما إلى ذلك فالهيئة معنية بالمساجد والأوقاف ومصالح أهل السنة، ولماذا أهل السنة؟ لأن الاحتلال جاء ليركز على جهتين من أبناء الشعب الشيعة والأكراد، وبدأ الاحتلال وممن جاؤوا معه العمل على تهميش أهل السنة لذلك وللأسباب التي ذكرتها، نشأت هذه الهيئة من شباب وكهول علماء العراق وأطلقوا عليها في البداية الهيئة الشرعية ثم بعد ذلك هيئة علماء المسلمين وسارية على ما هي عليه الآن أما أهدافها فهي الدفاع عن العراق في هذه الفترة فترة، الاحتلال عندما علمت الهيئة أن العراق ليس مقصودة سيادته فقط بل القصد الأهم هو تقسيم العراق وتجزئته على أساس طائفي ومذهبي وعرقي وما إلى ذلك ولأنه لم تبق هيئة سياسية معارضة لهذه التوجهات، لذلك قامت هيئة علماء المسلمين بهذه المهمة مهمة الدفاع عن حرية العراق واستقلاله وعن وحدة ترابه ولتحول أيضا بين الاحتلال وعملائه من ناحية وبين ما يهدفون إليه من إيجاد حرب أهلية تكون سببا أو طريقا لتقسيم العراق.
هل كل علماء الهيئة من السنة أم أن هناك من علماء الشيعة لديها؟
كلها من علماء السنة وإن كانت هي مفتوحة في عنوانها وأبوابها لانتماء كل أبناء الطوائف الإسلامية إليها لأن اسمها هيئة علماء المسلمين وليست هيئة علماء السنة، في الواقع هي هيئة علماء المسلمين فقط من وراء هذا العنوان أنها للكل من سنة وشيعة ومن عرب وأكراد وتركمان وغيرهم.
هل تدعو علماء الشيعة والأكراد للانضمام إليكم في هذه الهيئة؟
لم ندعوهم ولكن اجتمعنا والتقينا وإياهم عدة مرات في مناسبات وطنية دعت إليها الضرورة فاجتمعنا معا في هيئة علماء المسلمين واجتمع ممثلون لعدد من المكونات الإسلامية الشيعية وغير الشيعية وكذلك من المكونات غير الإسلامية في هيئة علماء المسلمين فاجتمعنا حول الدستور واجتمعنا أيضا نناقش الفتنة التي أراد الاحتلال وعملاؤه أن يوسعوها بعد العدوان على المرقدين الشريفين في سامراء، وفي مناسبات عديدة كانت الهيئة مكانا لاجتماع الكثير من القوى السياسية والدينية والعشائرية المعارضة للاحتلال ومخططاته.
أما مواقف الهيئة تتجلى في فضح مخططات الاحتلال وعملائه في العراق، وتتابع سير هذه الجهات في العراق ما تخططه وما تدبره وما تنوي أن تفعله، فالهيئة تتابع كل هذه الأعمال وهذه المخططات وتقف منها الموقف السياسي الواضح، إما ببيان وإما بموقف أو تصريح من الهيئة ككل أو من بعض أعضائها المخولين للإدلاء بذلك، ثم بيان ما يجري على الساحة العراقية من انتهاكات لحقوق الإنسان ومن نهب وسلب لثروات العراق، فالهيئة تقوم بهذه الأعمال، كما أن الهيئة متصدية سياسيا وإعلاميا واجتماعيا لكل هذه المحاولات وهذه المخططات.
شنق الرئيس صدام حسين في وقت يحتفل المسلمون فيه بمناسبة دينية.. ما رؤيتكم لجرح مشاعر المسلمين في هذا الوقت تحديدا؟
حقيقة كان العمل غير إنساني وعمل استفزازي غير مسبوق، ليس له مثيل في سياسات الدول، بل ولا حتى في سياسات الأحزاب والجماعات التي لها دراية بالسياسة ولها شيء من المعقولية ولديها احترام مشاعر مجموعة من البشر، فما بالك بمشاعر من ذكرتم من الناس، كان هذا العمل استفزازيا بمعنى الكلمة ومظاهر الاستفزاز فيه، أنه جاء في أيام مقدسة محترمة لدى كل المسلمين، بل ومن غير المسلمين لأن المسلمين يعترفون أيضا بمقدسات غيرهم وأعيادهم وأيامهم التي يعتزون بها، فما بالك الاستهانة بمشاعر المسلمين كلهم فيؤت برجل وإن اختلف الناس في شخصيته وفي سياسته وفي سيرته فله المحب وغير المحب في داخل العراق وخارجه لكن نظرا لأن هذا الرجل ما قبض عليه إلا من قبل الاحتلال وأنه ما سقط نظامه إلى من قبل الاحتلال، والاحتلال معروف بأنه مدفوع بأهدافه الخاصة وبأهداف عدو الأمة كلها إسرائيل هذه الأمور كلها أكسبت الرئيس صدام شيئا من القبول أو الاحترام الواسع خارج العراق لذلك ما كان حكيما أو عاقلا أو لديه شيء من الاحترام لمشاعر المسلمين الذي أقدم على إعدامه وفي يوم العيد، لذلك الخاسر هو من فعل ذلك والرابح حقيقة هو الرئيس صدام نفسه لأنه ظهر أولا بمظهر الجلد الذي أدهش من رأى صورته وهو واقف على مشارف الإعدام كذلك خروجه من هذه الدنيا بالكلمة التي أكدت ما خرج من هذه الدنيا إلا وهو مسلم إلا وهو موحد وهذه اللحظة أعتقد أنها من أفضل لحظات أعماله أو مواقفه التي ختم بها حياته.
الحكومة الحالية كم تملك من نسبة القرار الداخلي لإدارة العراق اقتصاديا واجتماعيا وأيضا سياسيا؟
أعتقد أن كل الحكومات المتتالية على العراق بعد الاحتلال وبالذات هذه الحكومة حكومة السيد نوري المالكي لا تملك شيئا من القرار السياسي ولا القرار الاقتصادي العام وهي إن ملكت شيئا فإنما تملك شيئا من الملف الأمني المتعلق بالسجن والقبض والإعدام والإحالة إلى القضاء لمن يتهمون أو يوصفون بالإرهابيين ممن يعارضون الاحتلال من أبناء المقاومة وأبناء المعارضة بوجه عام، أي أنه لا يملك إلا جزءاً من الملف الأمني المتعلق بهذه الحالات وما يشابهها، أما الناحية السياسية فهي كلها بين الأمريكان بين القائل الأمريكي والسفير الأمريكي، والناحية الاقتصادية فهي من حيث العموم في يدهم أما من حيث التفصيلات فهي موزعة على أطراف العملية السياسية الفاعلين كالمجلس الأعلى والوزير صولاغ وزير المالية وحزب الدعوة ولا سيما الجناح الخاص بنوري المالكي الأحزاب الكردية الممثلة في القيادتين المعروفتين جلال الطالباني ومسعود البرزاني.
ما منظوركم للعراق في الفترة المقبلة، وما توقعكم للأحداث فيه للوضع العام؟
توقعاتنا للوضع العام أنه قد يسوء ويتعرض لبعض الأحداث في الوقت القريب المنظور لأنني أقول إن العراق اليوم يمر بالزحرات الأخيرة من المخاض العسير ولكن في النهاية وفي القريب غير المنظور الآتي، بعون الله تعالى، إن العراق سيخرج من مشكلته سيخرج من عنق الزجاجة التي وضعه فيها الاحتلال وحلفاؤه وأعداؤه ممن يريدون به شرا في الداخل والخارج.
قولكم هذا هل هو مبني على أسس.. أم هي آمال؟
مبني أولا على ثقتنا بالله - عز وجل - بأن الله لن يتخلى عن أبناء العراق لأن الأخيار فيه كثيرون، ثانيا لأن الشعب العراقي أغلبه وعى اللعبة التي قادها الاحتلال وعملاؤه منذ ما يقرب من خمس سنوات انكشفت ألاعيب الاحتلال ومن معه على الشعب العراقي واليوم غالب الشعب العراقي هو ضد الاحتلال والحكومات التي نصبها، وضد مشروع التقسيم للعراق، وضد الأطماع الإقليمية في العراق، غالب الشعب العراقي اليوم يرفضون كل هذه الأطراف وهم نادمون على أنهم لم يتحدوا منذ البداية في صد هذا العدوان، ولا يقتصر هذا على عرب العراق من سنة وشيعة، بل يشمل كل النسيج العراقي فإخواننا في شمال العراق اليوم أغلبهم غير راض عن القيادتين الكرديتين السياسيتين بل الكثير منهم غاضبون عليهما ويتأملون و يدعون الله تعالى أن يأتي اليوم الذي يتخلصون فيه من هاتين القيادتين، لذلك أقول إن المستقبل للعراق ولأبناء العراق في النهاية وأن الهزيمة - بعون الله تعالى - للاحتلال وعملائه، وليس هذا من قبيل التمني أو من قبيل العواطف المبنية على غير واقع، إضافة إلى كل هذا فتاريخ العراق زاخر بالأحداث المشابهة كما ابتلي ابتلاءات كبيرة وكلها مرت عليه وخرج منها ظافرا ومنتصرا، وسيخرج - بعون الله تعالى - من هذا الابتلاء ومن هذا الامتحان العسير ولو قدم الكثير من أبنائه ولكنه مع ذلك فهو مستعد لأن يقدم أثمانا إضافية إلى ما قدم من أجل ترابه، فالعراق عند العراقيين الشرفاء شيء كبير يستحق كل تضحية و صبر وجلد.
ما حال المقاومة العراقية الآن؟
المقاومة العراقية الآن بخير بعد أن تعرضت إلى مؤامرة كبيرة من قبل الاحتلال وعملائه، الاحتلال بعد أن فرغ ما في جعبته من أعمال عسكرية ضدها على مدى السنوات الثلاث الماضية حيث كان يعتمد على القوة العسكرية دون سواها، أخيرا وبعد فشله في وصوله إلى أهدافه لجأ إلى الاستعانة بالمخابرات أكثر وأكثر وبالمال الذي أغرى به بعض الفئات في العراق، فجيش إلى جانبه بعض المجاميع الناقمة على القاعدة لأن القاعدة في العراق وقع منها أذى على بعض العراقيين وتعديات كبيرة دعت هؤلاء العراقيين إلى النقمة عليها واستغل الاحتلال هذه الظاهرة، ثم أيضا انضمت إليهم مجاميع من العاطلين عن العمل وما أكثرهم في العراق اليوم، وكذلك أصحاب الفرص الذين يتحينون الفرض على أنقاض غيرهم، تكون ما يسمى بالصحوة التي يتكلم عنها الإعلام بسعة ويبالغ فيها وفي أفعالها وهي ظاهرة مؤقتة وستزول فجأة كما ظهرت، والمقاومة تضررت من هذه الأعمال ولكنها استعادت صفوفها وقوتها وهي بخير ومستمرة وتزداد مع الأيام وما يعلنه الاحتلال من أرقام لخسائره فهو أقل بكثير من الواقع.
ما رؤيتكم للعلاقة بين الشعبين السعودي والعراقي؟
العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي علاقات أزلية قديمة، وهي صلات العقيدة والدم والقربى والنسب، أغلب أبناء العراق العرب نزحوا من الجزيرة العربية ومن نجد والحجاز، وصلاتهم ما زالت معروفة وقوية، ثم إن المملكة بعد قيام الدولة السعودية الحالية وتبوئها هذه المكانة الإقليمية والدولية الحالية كان لها أثرها الواسع في المنطقة، وعلاقتها مع باقي الشعوب علاقات الأخوة وحسن الجوار والمصير المشترك، لذلك فعلاقاتها مع العراق مصيرية، لأن ما يهم الشعب العراقي بالدرجة نفسها من الأهمية بالنسبة للشعب السعودي، والبلدان مستهدفان من جهات معروفة ولذا فإن السعودية تنظر بعين الخشية والحذر مما يجري في العراق من أحداث جسام قد تتعدى آثارها العراق إلى دول الجوار، والسعودية معنية لما يحصل في العراق حيث تعنى بالعراق وما يجري فيه أكثر من غيرها.
ما السبب وراء هذه العناية السعودية بالعراق أكثر من غيرها من وجهة نظركم؟
علاقة الدم والقرابة والجوار والدين ووحدة الهدف فالعراق غزي لأسباب عديدة، والكثير من هذه الأسباب موجود في المملكة ولذلك الاستهداف الذي استهدف العراق في أجزاء كبيرة منه هو استهداف للسعودية لأن مصير الدول دائما مرتبط بالدول المجاورة، هل لنا في إطلالة على تاريخ عائلتكم في مقاومة الاحتلال منذ الاستعمار الإنجليزي حتى الغزو الأمريكي الحالي؟
كان جدنا ـ رحمه الله ـ أحد قادة ثورة العشرين، لم يكن هو قائدها وإنما كان أحد قادتها ومن المؤثرين فيها لأن جهوده ارتبطت بأكبر أحداثها المتمثلة في القضاء على أهم قادة الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت في العراق الكولونيل "لشمن" وهو قائد مسؤول المخابرات للاحتلال البريطاني.
وكيف تمت حادثة قتله؟
مر في إحدى المناطق وأرسل لجدنا وذهب إليه مع مجموعة من رجاله وولديه خميس وسليمان والدي وعاتب جدي بأن المنطقة غير مستقرة وأنكم مشاركون في الثورة علينا نحن البريطانيين، ولما نفى جدي ذلك أصر على الاتهام وقال نحن اعتقلنا قادة الثورة في بغداد من زعماء ورجال دين وقال ذلك بأسلوب المهدد وعندها أشار جدي إلى من معه باتخاذ ما يلزم فبادره والدي بإطلاق النار عليه فسقط صريعا وقبل أن يتوفى تكلم بكلمات نابية على جدي فسحب جدي سيفه الذي كان يحمله فأجهز عليه وقطع رأسه قائلا يا ثارات صبار بن قعود يوم 12- آب عام 1920، وصبار بن قعود هو أحد رؤساء قبائل الدليم كان قد قتله "لشمن" قبل هذا الحادث بنحو شهر، وهو ذكر ذلك لجدي كأنه يهدده أنا قتلت فلاناً وقتلت 26 من عائلته ورجاله وعاجله جدي قائلا يا لثارات صبار بن قعود وهو شيخ النمر من قبائل الدليم في الأنبار.
ماذا يقول الشيخ حارث الضاري عن مشكلة العراق بشكل موجز؟
أقول للعرب والمسلمين إن احتلال العراق لم يكن مقصودا به العراق وحده، وهذا الاحتلال إذا استمر وتحققت آمال أعدائه فيه فإن احتلال العراق والقضاء عليه كدولة وتغييبه من المنطقة هو بداية لاحتلال دول أخرى، ولتغييب أنظمة أخرى في المنطقة العربية الإسلامية، لذلك على العرب والمسلمين أن يتعاملوا مع قضية العراق على هذا الأساس لا على أن الاحتلال جاء لإصلاحه وتحريره لبنائه بناء عصريا حديثا كما يقول المحتلون، وإنما جاء المحتلون للقضاء عليه والاستيلاء على ثرواته وتقطيع أوصاله وتقسيمه إلى دويلات ضعيفة يمكن السيطرة عليها والتحكم في مصيرها ومن ثم نقل هذه الوصفة إلى دول وشعوب أخرى في المنطقة.
كيف تصف دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في إدارتها الأزمة العراقية؟ بالنسبة للأمم المتحدة فهي أداة من أدوات الاحتلال وهي تنفذ ما تريده الولايات المتحدة في العراق، فحينما طلبت منها أمريكا أن تسمي احتلالها العراق احتلالاً سمته كما تريد، وعند رغبة أمريكا في تغيير اسم و الاحتلال في العراق إلى وجود قوات متعددة الجنسيات سمت قوات الاحتلال بهذا الاسم،وعندما أرادت أمريكا تمديد بقائها في العراق في العام الماضي وقد تفعل ذلك في الأعوام القادمة الأمر نفسه، ولم تقدم منظمة للأمم المتحدة للشعب العراقي ما يمكن أن يساعده على تجاوز محنته الاجتماعية والصحية والغذائية والأمنية بشيء يمكن أن يذكر لهذه المؤسسة الدولية، والدول صاحبة الفيتو لا يتعدى دورها الرفض للاحتلال بداية والمطالبة بإنهائه في عدة مناسبات،أما جامعة الدول العربية لديها نوايا طيبة وترغب في أن تقوم بأعمال في مساعدة الشعب العراقي ولكن يبدو أن الدول العربية إلى الآن ليست عازمة على أن تلعب دورا واضحا وإيجابيا في موضوع العراق لذلك دور الجامعة متوقف على دور الدول العربية التي تمثلها الجامعة.
هل هناك توضيح أكثر؟
ليس لدي أكثر من هذا التوضيح وهو في تقديري يكفي.
هل يختلف دور الدول العربية المحورية في قضية العراق مثل الدول قليلة الإمكانيات والصغيرة؟
لم يتبين دورها كثيرا عن غيرها من دول الجامعة العربية.
ما أكثر الدول العربية تفاعلا مع قضيتكم وما أقلها؟
لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع هو واضح للمتابعين وأترك الأمر لهم.
ما وضع أسرة الرئيس صدام حسين ـ رحمه الله؟
من أي ناحية؟ الوضع الإنساني يبدو لي أن وضع هذه الأسرة سيئ حيث تفرقت الأسرة واستولي على مالهم وقد بولغ في تقديري فيما يملكون لأن ما أسمعه عن هذه العائلة يشير إلى أنها تعاني أو على الأقل بعض أفرادها يعاني الحاجة من النسيان من الإهمال هكذا أشعر بحالتهم._
- حارث الضاري في سطور
حارث بن سليمان بن ضاري بن طاهر بن محمود.
ولد في أبو غريب إحدى ضواحي بغداد عام 1941.
تعلم في مدرسة الفلوجة الدينية ثم انتقل بعدها إلى بغداد لإتمام دراساته الدينية على يد أكابر علمائها كالشيخ فؤاد الألوسي والشيخ عبد القادر الأعظمي والشيخ أبو محمد القزلجي من علماء الشمال وغيرهم من علماء العراق آخر الستينيات وأوائل السبعينيات ثم سافر إلى القاهرة فأكمل دراسته الأولية الليسانس في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر ثم حصل على الماجستير في التفسير ثم الماجستير في الحديث ثم بعد ذلك سجل الدكتوراة وناقشها عام 1978 ثم عاد إلى العراق وانتظم في جامعة بغداد وترقى إلى درجة أستاذ عام 1989 وبقيّ فيها حتى عام 1997 حيث شعر ببعض المضايقات ونصح بالخروج من العراق، وفي عام 1997 ذهب إلى الأردن وعمل هناك مدرسا في جامعة اليرموك.