معملو جازان يعانون جراء قرار إيقاف النسبة الجبلية المؤقت
رغم ما يتكبدونه من معاناة الاستيقاظ المبكر في ظلمة الليل إضافة إلى سلكهم طرقا وعرة ويصلون إلى أماكن مرتفعة جدا نتيجة الجبال الشاهقة لإيصال رسالة التعليم، إلى أناس يعيشون في تلك الجبال العالية استيقظ معلمو منطقة جازان على خبر إيقاف النسبة الجبلية المؤقت قبل نحو شهرين.
وكان الدكتور صالح الحميدي مدير الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم قد بين في تعميم لمديري العموم في منطقتي جازان وعسير ومدير التربية والتعليم في محافظتي سراة عبيدة وصبياء أن الوزارة أوقفت صرف المكافأة إلى حين ورود الترتيبات الجديدة المنظمة لصرف المكـافأة بمعاييرها الجديدة.
وأشار الحميدي إلى أن صرف المكافأة الجبلية بمقاديرها الجديدة سيبدأ اعتبارا من 12/ 7/ 1428 هـ بأثر رجعي، على أن تحتسب لكل قرية الدرجات المدونة أمامها في الاستمارة ومدى افتقارها للخدمات.
وطبقاً للتعميم فإن القرار الجديد حدد نسب المكافأة الجبلية بين 10في المائة إلى 50 في المائة، كما حدد معايير احتساب هذه المكافأة وضوابط صرفها.
واعتبر القرار العاملين السعوديين في المناطق الجبلية في سراة عبيدة مشمولين بالمكافأة المخصصة للعاملين في المناطق الجبلية.
هذا الإيقاف أثر سلبا في أولئك المعلمين خاصة الذين اعتمدوا عليها اعتمادا جذريا في تسيير حياتهم المعيشية، فمنهم من اعتمد عليها في تسيير حياته خاصة أنه مغترب، ومنهم من اقترض مبلغا من البنك وجعل النسبة مبلغا لسداد ذلك القرض.
"الاقتصادية" استطلعت آراء هؤلاء المعلمين حول إيقاف النسبة الجبلية، يقول سامي القرشي وهو أحد المعلمين الذين تم تعيينهم في جازان وقادم من مكة المكرمة إنه فوجئ بموقع مدرسته التي تبعد نحو ساعتين من مقر سكنه حيث تقع في قرية عثوان القابعة فوق سلسلة جبال يصل ارتفاعها الى ألفي قدم فوق سطح البحر.
ويضيف المعلم سامي أنه أضطر الى اقتناء سيارة جيب من ذوات الدفع الرباعي كلفته مبلغا كبيرا من المال، وذلك فقط لكي يستطيع أن يصل إلى مقر مدرسته رغم المخاطر التي يواجهها كل صباح نتيجة المنحدرات الجبلية غير الآمنة.
ويبين سامي ما يعانيه من إحساس بالإحباط نتيجة إيقاف تلك النسبة التي كان يعتمد عليها في دفع أقساط تلك السيارة وتسيير أمور حياته.
من جانبه ينوه المعلم محمد الزهراني القادم من جدة بأنه اصطحب زوجته وأولاده معه لكي يؤنسوا وحشته في غربته، مشيرا إلى أن النسبة الجبلية كانت تعينه على تسيير أموره وأمور أسرته خاصة أنها تزيد على راتبه ما يقارب الـ 35 في المائة.
ويوضح الزهراني حجم معاناة الذهاب إلى مدرسته القابعة في قرية خاشر التي يعاني هو وزملاؤه في الوصول إليها نتيجة ما يكتنف طرقها من مخاطر المنحدرات الجبلية، مضيفا أن النسبة الجبلية كانت تعد الوقود الذي يصبرهم على ما يعانونه.
ومن تلك القرى التي تم الوقوف عليها قرية آل يحيى وآل زيدان التي وقعت وسط الشريط الحدودي المحايد بين السعودية واليمن في التقسيم الحدودي الأخير حيث يضطر المعلمون إلى وضع بطاقاتهم المدنية في المركز الحدودي لكي يستطيعوا الوصول إلى مدارسهم.
وكشف لـ"الاقتصادية" حسن المالكي مدير مدرسة عثوان أن هناك توجها لعدد من مديري مدارس المنطقة بالرفع إلى الجهات العليا للنظر في موضوع إيقاف النسبة الجبلية وشرح معاناة هؤلاء المعلمين، خاصة أن السواد الأعظم منهم مغتربون عن ديارهم ويعتمدون على تلك النسبة اعتماد كاملا.
وأضاف انهم لم يبلغوا عن إيقاف النسبة إلى قبل إيقافها بوقت قصير لا يتجاوز الأسبوع تقريبا، بحجة تقييم مقادير تلك النسبة بين المعلمين، متمنيا لو أن النسبة استمرت وفي الوقت نفسه يتم تقييمها من جديد وبالتالي لا يتأثر المعلمون من جراء هذا الإيقاف.