تطوير الخدمات الصحية سيجعل المملكة رائدة في "السياحة العلاجية"
دعا حمد بن عبد العزيز آل الشيخ مدير عام الإدارة العامة للبرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العليا للسياحة إلى تشجيع المستثمرين والشركات العاملة في القطاع السياحي على الاستثمار في مجال سياحة الصحة والاستشفاء (السياحة العلاجية) الذي يعد من أحد الاستثمارات السياحية المهمة التي تحقق عوائد مالية عالية خاصة مع توافر الكثير من المقومات الطبيعية والإمكانات الطبية العالية للمملكة التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة.
وقال آل الشيخ إن الهيئة أولت اهتماما بهذا النوع من السياحة من خلال توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة من أهم بنودها تطوير سياحة الصحة والاستشفاء. مشيرا إلى أن فريق عمل من الهيئة والوزارة يعمل الآن على التنسيق والتعاون مع الشركاء الآخرين في القطاع الحكومي والخاص لتطوير وتفعيل هذا النوع من السياحة الذي يعد أحد الأنماط السياحية التي حددتها استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة التي أقرها مجلس الوزراء.
وأكد آل الشيخ في حواره مع "الاقتصادية" أهمية تشجيع المستثمرين وتوفير الدعم الحكومي التنظيمي والمالي والاستثماري لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في منتجعات الصحة والاستشفاء وتطويرها وتطوير الخدمات المرافقة لها.
- ما سياحة الصحة والاستشفاء؟ وما أهميتها في المجال السياحي؟
- سياحة الصحة والاستشفاء هي السفر لغرض الحصول على عناية طبية أو علاج أو لغرض الاستمتاع بخدمات استجمام للمحافظة على الصحة البدنية والنفسية. وتعد أحد الأنماط السياحة المهمة في السياحة المحلية والتي حددتها استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة التي أقرها مجلس الوزراء. وتتمثل أهميتها الاقتصادية في الإنفاق العالي لسائح الصحة والاستشفاء أثناء رحلته، بالإضافة إلى طول مدتها مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى. وتهتم الدول بتنمية هذا النمط للعوائد الاقتصادية على أبناء المناطق التي تقام فيها منتجات الصحة والاستشفاء مع تكوين فرص وظيفية لهم.
- ما مدى ملاءمة سياحة الصحة والاستشفاء للمملكة؟
- أدت الجهود الكبيرة لحكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تمتع المملكة بخدمات صحية عالية لا تتوافر في الكثير من الدول. سواء من نوعية الخدمات أو الكفاءات الطبية أو التكنولوجيا أو التخصصات الطبية, إضافة إلى مناسبة التكلفة. وقد أسهم ذلك في رغبة الكثيرين من داخل المملكة وخارجها للاستفادة من تلك الإمكانات الجيدة أثناء بحثهم عن الصحة والاستشفاء والقدوم للمملكة. وتتوافر في المملكة خدمات وتخصصات طبية نادرة في جميع مجالات الصحة مع توافر طاقة زائدة عن الحاجة ولو كانت نسبة قليلة في بعض أوقات السنة وبالتالي, فإن استغلالها يعني تنمية هذا النمط من السياحة لاستغلال الطاقة الزائدة. كما أن النمو الكبير للمستشفيات والمراكز الطبية الخاصة وتوفيرها لخدمات طبية عالية الجودة سهل من إمكانية تنمية هذا النمط لسهولة تصميم برامج سياحية تخدم هذا المجال.
كما أن تطوير سياحة الصحة والاستشفاء يتطلب تطوير وتطبيق معايير عالية للخدمات المقدمة للسياح وبالتالي يستفيد منها المواطن أيضا, ما يسهم في تحقيق رغبات المواطنين في خدمات طبية أو مصاحبة لها ذات جودة عالية، كما أن تسويق تلك الخدمات لفئات أخرى يسهم في تخفيض أسعارها للمواطنين.
- ما الاختصاصات الطبية التي يمكن أن تحقق المملكة من خلالها الريادة في هذا الشأن؟
- هنالك العديد من التخصصات التي تميزت بها المملكة مثل فصل التوائم السياميين التي بفضل حنكة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين شهدت نجاحا عالميا كبيرا، كما أن هنالك تخصصات الجراحة، العيون والأسنان وغيرها وكثيرا من التخصصات التي يمكن أن تحقق المملكة فيها نجاحا كبيرا. وهنالك فريق من الهيئة ووزارة الصحة يعمل على تحديد عناصر تنمية السياحة العلاجية بما في ذلك التخصصات الطبية التي فيها طاقة إضافية زائدة عن حاجة المواطنين أو تلك التي يمكن أن يستثمر فيها القطاع الخاص.
كما أن تمتع المملكة بالكثير من المقومات الطبيعية المناسبة لسياحة الصحة والاستشفاء كالينابيع الحارة، والأجواء الطبيعية المناسبة سيمكن المملكة من الريادة في مجالات متعددة من سياحة الصحة والاستشفاء بما يعود بالنفع والفوائد الاقتصادية وفرص العمل على أبناء تلك المحافظات التي توجد بها تلك المقومات. ومن المجالات التي يمكن توفيرها ما يختص باللياقة الجسدية، والعناية التجميلية، والنظام الغذائي الصحيح، ومحاربة السمنة، والتأمل والرغبة في الراحة، وتعزيز النشاط العقلي والإحساس بالبيئة المحيطة.
- هل هنالك برامج تتبناها الهيئة للنهوض بسياحة الصحة والاستشفاء ؟
- نعم هنالك العديد من العناصر التي يتطلب توفيرها لتنمية نمط سياحة الصحة والاستشفاء، ومن أهمها التنسيق والعمل مع الشركاء لتنمية هذا النمط كوزارة الصحة وغيرها من الوزارات، إضافة إلى القطاع الخاص الطبي والسياحي. كما أن الهيئة تعمل على تنمية قطاع سياحي مهم هو منظمي الرحلات السياحية الذين عن طريقهم يتم تصميم وتسويق برامج سياحية للصحة والاستشفاء. كما أن الهيئة تعمل مع جهات حكومية أخرى والقطاع الخاص على تنمية الاستثمارات السياحية التي تشمل تطوير منتجعات صحية وطبية سواء تلك المعتمدة على مقومات طبيعية كالينابيع الحارة أو تلك المعتمدة على تقديم خدمات للصحة والاستشفاء كالمنتجعات الصحية أو خدمات للصحة والاستشفاء والرياضة في المنشآت القادمة أو تلك التي يجري تطويرها أو تصميمها مثل الفنادق والمنتجعات وغيرها.
فرص وظيفية
- هل توجد خدمات إضافية للزائرين... كالمترجمين والمرشدين؟
- السياحة بشكل عام تعتمد على كثير من الخدمات الإضافية التي تقدمها جهات القطاع الخاص السياحية أو غيرها. وتنمية سياحة الصحة والاستشفاء يتطلب توفير خدمات إضافية مثل النقل الطبي، وتوفير خدمات في المطارات وتأشيرات خاصة للمستفيد ومرافقيه مع توفير برامج سياحية للمستفيد أو المرافقين تزيد من قيمة هذا النمط ولإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على مقومات المملكة الحضارية والثقافية والطبيعية الكبيرة، مع التعرف الصحيح على الشعب السعودي وقيمه وعاداته وتقاليده العريقة و النابعة من الإسلام. كما تتيح سياحة الصحة والاستشفاء المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين لتقديم خدمات منها تسويق البرامج السياحية والإرشاد والترجمة وغيرها من الخدمات.
- ما مناطق المملكة الممكن استفادتها في هذا المجال؟
- جميع مناطق المملكة يمكن أن تستفيد من نمط سياحة الصحة والاستشفاء، وقد تنفرد بعض المناطق بتوفر مقومات طبيعية مناسبة لبعض منتجعات سياحة الصحة والاستشفاء، والأخرى يمكنها تقديم خدمات طبية مناسبة إضافية للتسويق، وأخرى يمكنها تقديم خدمات استجمام أو خدمات فندقية مصاحبة.
- هل تمت الاستفادة من تجارب الآخرين؟
- نعم فخلال الفترة الماضية وبتوجيه من الأمين العام، تم الاطلاع على العديد من التجارب العالمية في مجال تنمية وتطوير سياحة الصحة والاستشفاء وخدماتها ومنتجاتها وبرامجها. فهنالك العديد من الدول التي تقدمت في مجال سياحة الصحة والاستشفاء وأصبحت تدر دخلا كبيرا أكثر من المجالات الاقتصادية الأخرى. وقد شملت الدول التي تم حصر تجاربها دولا أوروبية وآسيوية وأمريكية شمالية وجنوبية. كما تم الحصول على نسخة من استراتيجيات تلك الدول لتنمية سياحة الصحة والاستشفاء.
- هل لديكم استراتيجية لسياحة الصحة والاستشفاء بالمملكة؟
- استراتجية تنمية السياحة الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء واستراتيجيات المنطق حددت الكثير من عناصر تنمية سياحة الصحة والاستشفاء، ويعمل فريق من الهيئة العليا للسياحة ووزارة الصحة على تحديد العناصر التي ينبغي تطويرها مع الاطلاع على تجارب الدول الأخرى, إضافة إلى العمل مع الشركاء الآخرين في القطاع الحكومي والخاص الطبي والسياحي وغيرهم ليتم بعد ذلك العمل على تطوير استراتيجية لتنمية سياحة الصحة والاستشفاء في المملكة.
- ما الأسواق المستهدفة؟ وهل تمت دراسة احتياجاتها والوصول إليها؟
- هنالك العديد من الأسواق التي يمكن استهدافها بسياحة سعودية للصحة والاستشفاء، فمثلا الدول الأوروبية ودول شرق آسيا وإفريقيا التي يحتاج مواطنوها إلى خدمات الاستشفاء والصحة المتوافرة في المملكة أو التي يمكن توفيرها خصوصا للمسلمين المقيمين في تلك الدول أو لكبار السن والمتقاعدين والذين تتوافر لديهم قدرة مالية مناسبة مع توافر أجواء مناسبة جدا في المملكة كفصل الشتاء مثلا الذي يكون الطقس صعبا في تلك الدول. ويعمل فريق العمل مع وزارة الصحة على تحديد الدول التي يمكن استهدافها ببرامج سياحية لتسويق سياحة الصحة والاستشفاء في المملكة.
- ما المعوقات التي تواجه سياحة الصحة والاستشفاء في المملكة؟
- ليس هنالك معوقات وإنما تحديات تواجهها سياحة الصحة والاستشفاء كغيرها من الأنماط والمنتجات السياحية. ومن تلك التحديات تشجيع المستثمرين وتوفير الدعم الحكومي التنظيمي والمالي والاستثماري لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في منتجات الصحة والاستشفاء وتطويرها أو تطوير الخدمات المرافقة.
- ما مستوى التنسيق بين الهيئة ووزارة الصحة في هذا الشأن؟
- انطلاقا من اهتمام الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة بتنمية وتطوير صناع السياحة المحلية بما فيها هذا النمط، فقد قام بالتوقيع مع وزير الصحة على اتفاقية تعاون بين الهيئة والوزارة حددت مجالات العمل بين الهيئة والوزارة بما في ذلك تطوير سياحة الصحة والاستشفاء. ويعمل الآن فريق عمل من الهيئة والوزارة على تنفيذ تلك المجالات والتنسيق والتعاون مع الشركاء الآخرين في القطاع الحكومي والخاص. وتم الانتهاء من الكثير من الأعمال في ذلك المجال.