"شال" الصوف ينافس الشماغ والغترة ويسيطر على شتاء هذا العام

"شال" الصوف ينافس الشماغ والغترة ويسيطر على شتاء هذا العام

الجمل والصحراء والشماغ تمثل الصورة النمطية للعرب في ذهن الفكر الغربي, تلك القطعة من القماش ذات اللون الأحمر أو الأبيض المتربعة على الرؤوس. وشماغ الرجل السعودي استمر على وهجه ومحافظته على أهميته واعتمد كزي رسمي للمواطن. ولعقود طويلة تبادل اللون الأحمر والأبيض السيطرة على لون الشماغ دون تغيير إلا أنه وفي السنوات القليلة الماضية انتشرت وبشكل كبير عاصفة من الأسماء والخامات والألوان لتواكب تطور الذائقة الفنية واللونية لدى الناس. هذا الإقبال الكبير أصبح ملهماً للمصممين والفنانين لوضع التصاميم والأفكار سواء التراثية أو العصرية لتخرج الشماغ من صورته التقليدية مما جعل الشركات المصنعة تتسابق في طرح العديد والعديد من الأنواع لترضي جميع الأذواق.

قطار التطور السريع
وتعدى الشماغ دوره المعروف كواق لرأس الرجل من الشمس في الحر ومن البرد في أيام الشتاء ليركب كما غيره قطار الموضة لتتجه إليه أنظار الشباب كنوع من (الستايل) الجديد للباس السعودي تسمى لدى الشباب بـ (الشال) الذي يتعممه المواطن العماني والإماراتي, وفي موسم الشتاء ومع شدة البرد طرحت الشركات أنواعاً جديدة تبهرك بألوانها الصارخة ونقوشاتها وزخارفها الجميلة, تمردت على الصورة المعروفة للشماغ الأحمر المرقط والغترة البيضاء.

كشميري وصيني
تذهب إلى السوق وتجد الشال الكشميري والشال الكوري وحتى الصيني. وتحتار أيها تختار لكن بالتأكيد ستجد ما يرضي ذائقتك فالصوف الكشميري الصافي وهو من أجود الأصواف وأغلبها انتشاراً يأتي في درجات مختلفة للون السكري وبنقوشات فنية ملونة بالأزرق والبني والأحمر. وسعره يبدأ من 300 ريال ويصل إلى عدة آلاف. الصوف المشروك بالقطن يأتي في درجة ثانية وفي الغالب يأتي سادة من غير خطوط أو نقوش, ويجد إقبالا كبيرا من الشرائح المتوسطة لمناسبة سعره مع جودته. أما الصوف الكوري والصيني فهو أقلها جودة ويأتي مشروكاً بالقطن أوالبوليستر وسعره لا يتعدى مائة ريال.

شماغ بـ 15 ألف ريال
محمد أحمد فرحان يعمل في أحد محال بيع الأشمغة يقول: "إن الإقبال الشديد على الشالات الشتوية جعلنا نسارع بتوفيرها للزبون فيكثر الطلب في موسم الشتاء على الصوف الكشميري الصافي الذي يصل سعر بعض أنواعه إلى 15 ألف ريال للمتميز، حيث يطلبه الزبون كطلبية خاصة. أما باقي الأنواع وخاصة الصوف المشروك يراوح سعره مابين 100 ريال و500 ريال.
وفي أيام المواسم يقبل الناس صغيرهم وكبيرهم على الشالات الصوفية يفضل الشباب الأنواع السادة أو ذات الخطوط الرفيعة, بينما كبار السن يفضلون الشالات المشجرة ذات النقوش العريضة.
يقول محمد: تعرف جودة الشال من كمية الصوف التي يحتوي عليها فكلما كان الصوف أكثر بالقطعة كلما خف وزنه وغلا ثمنه. وعندما تجد الصوف خشن الملمس هذه دلالة على جودته. ويأتي اللون الأبيض الغامق أو اللون السكري كلون رئيسي للشال وتزخرف وتشجر نهاياته وأطرافه بخطوط تتلون بألوان غامقة وفاتحة. ويجب الاهتمام بغسلها بطريقة البخار أو الماء البارد فقط ولا تغسل بالماء الحار لأن ذلك يؤدي إلى انكماشها كما لا تكوى إلا بالبخار، ويجب الابتعاد عن كيها بواسطة المكواة المنزلية .

موضة وتميز

عبدالإله النعيمي دخل المحل ليشتري شالاً صوفياً سألناه عن سبب اختياره هذا النوع؟ قال: نوع من التغيير ففي فصل الصيف الشماغ محدود بلونين فقط الأحمر والأبيض أما فصل الشتاء هو فصل كل الألوان فكل ثوب له شال يتناسب مع لونه. أحب الشال الصوفي السادة من غير خطوط ولا نقوش لأنه يعبر عن شخصيتي وكل شاب يحب أن يختار ما يميزه ويلفت إليه الأنظار كنوع جديد وغريب من الأشمغة. من هم فوق سن الـ 25 عدها موضة تناسب مظهره وطريقة مناسبة ليجد في اختياراته الذوقية.

هندي وسويسري وسعودي !
رغم أن الشماغ وحتى الشال الصوفي يتم استيراده من المصانع الإنجليزية والسويسرية والهندية والصينية. ويحمل أسماء ماركات عالمية إلا أنه يبقى لباسا وطنيا وتاريخياَ على مدى عقود يعتز به السعوديون وتعددت البصمات والشماغ واحد.

الأكثر قراءة